إذا تابعت 10 دقائق في المباراة فتستطيع أن تكون حُكمًا مبدئيًا بأن أنطونيو كونتي لم يكن يمتلك أية حلول لما يحدث أمامه، أما إذا أكملت المباراة حتى آخرها، فإنك وياللمفاجأة لن تغير رأيك وانطباعك الأولي!
كونتي أمام زيدان لم يكن صراعًا بين مدربين تكتيكيين، بل كان صراعًا بين عيان وميت، مواجهة يدخلها زيدان بحلول تقليدية أمام رجل اعتاد أن يدخل مؤخرًا بلا حلول من الأساس.
حقق ريال مدريد فوزًا هامًا على حساب مضيفه إنتر بهدفين مقابل لا شيء ليحسن وضعه في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا ويضع مستقبل كونتي على المحك، الشيء الذي تحدثه مباريات الدوري الإيطالي كل أسبوع، حيث بات مستقبل الرجل على المحك ولكنه ما زال يكابر.
المشكلة بالنسبة للإنتر أن الفريق كان يلعب بلا شكل، اللاعبون لا يضغطون، وكونتي الذي اعتاد أن يملأ الدنيا ضجيجًا وصخبًا على الخط من أجل منح لاعبيه التعليمات بات يداعب أسفل وجهه منذ بداية الموسم بمشهد مليء بقلة الحيلة.
على الجانب الآخر كان ريال مدريد بأسلحته التي تنجح أندية الليجا المتوسطة في إيقافها وجعله يعاني فعالًا بصورة كبيرة لأنك لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والحلول لكي تتغلب على فريق لا يريد أن يلعب من الأساس.
بعدها بدقائق طالب أرتورو فيدال بالحصول على ركلة جزاء بعد تعرضه لعرقلة من قبل رافائيل فاران لكن حكم اللقاء أشار باستمرار اللعب رافضًا العودة إلى تقنية الفيديو.
قرار الحكم زاد من غضب لاعبي إنتر وعلى رأسهم فيدال ليحصل على بطاقة صفراء وتزداد حدة اعتراضه ليحصل على بطاقة صفراء ثانية في الحال ويغادر مطرودًا.
بعد طرد فيدال ازدادت الأمور سوءًا ولم يتدخل كونتي لتعديل أي شيء، ولو كان الريال في يومه حتمًا لانتهت المباراة بنتيجة أكبر من تلك، لأن الفائز بها كان معروفًا منذ الدقيقة السابعة.
أزمات إنتر كما هي وأزمات ريال مدريد كذلك، ولكن الفارق فارق الجودة كان في صالح زيدان، وفارق الرغبة على الأقل في ألا تتم إقالته، كان صراعًا بين عيان وميت انتصر فيه من استطاع التنفس لفترة أطول.
وفاة مارادونا | بيليه ورونالدو وميسي ونابولي.. كرة القدم تنعي الأسطورة
وعلى ذلك انتهت المباراة ليرفع ريال مدريد رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني ويترك إنتر في ذيل المجموعة برصيد نقطتين في وضع لا يحسد عليه، في انتظار المزيد من المشاحنات بين كونتي والإدارة في المستقبل القريب.




