أسوأ ما في الانهيار هو أنه يُفقدك القدرة على السيطرة واستعادة زمام الأمور، وما يحدث في ليفربول هو الانهيار بعينه، لا يوجد أبلغ من هذه الكلمة لوصف مصير بطل الدوري الإنجليزي بعد صعود منصة التتويج بأشهر قليلة.
الانهيار هو وصول يورجن كلوب الذي يتغذى على الحماس والعبارات الرنانة إلى حد البكاء حين يسأله أحد الصحفيين عن مصير المنافسة على لقب البريميرليج، ليجيبه بالدموع أنها انتهت.
وفي مشهد سينمائي آخر، يتحول ليفربول إلى فريق بلا مدافعين ولا دوبليرات حتى ليحلوا محلهم، فان دايك وماتيب وجوميز باتوا في عداد المفقودين، حيث تجاوز الأمر زمنيًا وصف حالتهم بأنها مجرد غيابات بسبب الإصابة.
في تلك الحالة لجأ كلوب إلى تصعيد الشباب والاستعانة بلاعبي وسط الميدان لكي يلعبوا دور قلوب الدفاع، فقبل أيام تعرض فابينيو لإصابة زادت من جراح كلوب الذي لم يتبقَ له سوى جوردان هندرسون.
واليوم، هندرسون يسقط هو الآخر، ليترك ليفربول بلا مدافعين، بلا روح، بلا قائد، بلا فرصة في المنافسة، وربما تزداد الأوضاع سوءًا فيما تبقى من الموسم على شاكلة ما حدث لكلوب في دورتموند بنهاية الرحلة.




على مستوى الأداء، لم يكن ليفربول يمتلك النجاعة الكافية رغم وصوله للمرمى أكثر من ضيفه الذي سجل عليه هدفين، ولكن إحصائيات صلاح وماني وفيرمينو كانت أسوأ ما يمكن.
حقق إيفرتون انتصاره الأول على ليفربول في أنفيلد منذ 22 عامًا، بعد أيام من تحقيق مانشستر سيتي لفوزه الأول على الريدز منذ 18 عامًا في الملعب ذاته، عقب أيام من تكرار الأمر نفسه مع بيرنلي منذ 50 عامًا، وقبلها برايتون منذ 30 عامًا.
عمّق إيفرتون من جراح ليفربول وكبده هزيمة جديدة بهدفين نظيفين في ديربي الميرسيسايد الذي جمع بينهما مساء السبت بملعب أنفيلد، في الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الإنجليزي الممتاز.
هذه هي الهزيمة الرابعة على التوالي لكتيبة المدرب يورجن كلوب على صعيد البريميرليج، والثالثة على ملعب أنفيلد تواليًا والرابعة إجمالًا بالدوري هذا الموسم، ما يشرح بعمق الأزمة التي يعيشها الريدز مؤخرًا.
هنري ولامبارد ومارادونا .. نجوم أفسدوا أسطورتهم من خلال التدريب
في الوقت الحالي، الانهيار مرشح لأن يتواصل، ولكي يتوقف نسبيًا بات ليفربول في أمس الحاجة للبحث عن تبرعات بقلب دفاع يكمل الموسم، الأمر وصل إلى هذه الدرجة بالفعل، حيث أن الكوميديا السوداء تفرض نفسها بصورة غير مسبوقة.
