3/2 لأتلتيكو مدريد على حساب ليفربول؟ ماذا حدث إذًا؟
بالنسبة لليفربول بدأ يورجن كلوب بالخطة المعتادة، تلك التي هي أقرب لـ 4/3/3 من أي شيء آخر. أدريان في حراسة المرمى بسبب إصابة أليسون، فيرجيل فان دايك وجو جوميز كقلبي دفاع، أرنولد على اليمين وروبرتسون على اليسار، فينالدوم وهيندرسون وتشامبرلين كثلاثي في الوسط، صلاح على اليمين وماني على اليسار وبينهما روبيرتو فيرمينو.
أمام بالنسبة لأتلتيكو مدريد فدخل دييجو سيميوني بالـ 4/4/2، يان أوبلاك في حراسة المرمى، سافيتش وفيليبي كقلبي دفاع، تريبييه على اليمين ولودي على اليسار، ثنائي وسط ملعب توماس بارتي وكوكي، أنخيل كوريا على اليمين وساؤول نيجيز على اليسار، وثنائي في الأمام مكون من دييجو كوستا وجواو فيليكس.
مصيدة تسلل ومشهد معتاد
بالنسبة لليفربول، فكان الأسلوب هو ذاته المعتاد، أما بالنسبة لأتلتيكو مدريد فللمفاجأة، كان هو ذاته المعتاد أيضًا. لا شيء مما يكسر التوقعات حدث، وكل شيء سار وكأنها مباراة بلايستيشن نحن من نضع السيناريو الخاص بها، في الحقيقة من كثرة ما رأينا من الفريقين أصبحنا نستطيع رسم السيناريوهات المستقبلية، ربما أفضل حتى من تلك التي نرسمها لمباريات البلايستيشن الخاصة بنا.




سيميوني يلعب بدفاع رجل لرجل ولكن الجميع في الثلث الأخير، ليفربول يحاول بناء لعبه بالشكل المعتاد، يصعد بالكرة إلى الخلف ثم يبحث عن أحد الظهيرين من أجل إرسال الكرة العرضية، وبالطبع كل ذلك يعرفه جيدًا دييجو سيميوني ويعلم جيدًا كيفية إيقافه، حيث أنه قام بتعطيل هذه الأسلحة تمامًا في لقاء الذهاب، ذلك الذي لم يسدد فيه ليفربول أي تسديدة على المرمى.
بالنسبة لمحاولة المباغتة، اعتمد سيميوني على العنصر الذي لم يتوفر في لقاء الذهاب، جواو فيليكس يتمركز بين الخطوط ويلعب في أنصاف المساحات دور المحطة ولكن بشكل حركي أكثر، المحطة الذي يستلم ويستطيع الاحتفاظ بالكرة والمرواغة والبحث عن الزميل أو الحل الفردي أو الجمع بينهما.
من خلال فيليكس، أو من خلال أحد لاعبي الوسط أو الطرفين المنضمين إلى العمق يتم محاولة كسر مصيدة التسلل التي ينصبها لاعبي ليفربول، والتي تسبب سرحان أرنولد في أكثر من كرة في كسرها بالفعل، ولو استطاع لاعبو أتلتيكو مدريد التعامل مع هذه الكرات بالشكل المطلوب واللازم لاختلفت الأمور عمّا سارت عليه.
تعديل بسيط وعرضيات بلا جدوى
الاعتماد على سلاح العرضيات وحده لن يجدي، كلوب عرف ذلك ولذلك دفع بتشامبرلين كثالث وسط، اللاعب الذي يستطيع منح الحلول غير التقليدية، ويستطيع التمركز في العمق وعلى الأطراف، التمرير والتسديد، والإتيان بالحلول التي يعجز عنها البناء التقليدي والمعتاد الذي يعتمد عليه يورجن كلوب.
رغم ذلك، كان الاعتماد الأول بالطبع على الشيء المعتاد وبناء ليفربول الذي يعد رأس ماله وسر قوته، ولكن تمركز لاعبي أتلتيكو مدريد الدفاعي الجيد وقدرتهم على غلق المساحات في الخلف كان أقوى من ذلك، واستطاع سيميوني تحجيم لاعبي الريدز، صحيح وأنه ليس بالقدر الذي حدث في الذهاب، ولكنه ليس من المتوقع أن تتكرر مباراة الذهاب هنا في أنفيلد.
سوء العرضيات يتضح من خلال الأرقام، حيث قام أفضل مرسل للكرات العرضية في العالم حاليًا ألكسندر أرنولد بـ 14 عرضية خاطئة، سواء من كرات ثابتة أو متحركة، مقابل 5 عرضيات صحيحة فقط. بينما الظهير الأيسر روبرتسون صنع 7 عرضيات خاطئة مقابل 3 فقط صحيحة
Getty Images.كلوب يعلم.. كلوب لا يعلم
قد تشعر وأن تبديلات يورجن كلوب غريبة بعض الشيء، لماذا جيمس ميلنر بدلًا من تشامبرلين؟ هل احتاج المشهد إلى التراجع؟ أم كان نزول ميلنر لأن تشامبرلين أرهق فقط؟ تكتيكًا قد لا يفسر الوضع إلا إذا كانت له أسباب أخرى تتعلق بعدم قدرة تشامبرلين على إكمال 90 دقيقة.
بالنسبة لفيرمينو، ورغم تسجيله هدفًا، إلا أن هناك علامة استفهام كبرى حول إكماله للمباراة وعدم الدفع بديفوك أوريجي، رغم تقديمه لواحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق. على مستوى الأرقام لم يسدد فيرمينو قبل كرة الهدف والذي جاء في الوقت الإضافي سوى كرة واحدة فقط طوال الوقت الأصلي، انتظر هناك المزيد.
بالنسبة للمراوغات راوغ فيرمينو مرتين أحدهما أصابت والأخرى لا، استعاد الكرة مرة وصنع فرصة واحدة وتسبب في خطأين لصالح أتلتيكو مدريد، وكان العنصر الأقل فاعلية في هجوم ليفربول، فلماذا لا يأتي رجل المواقف الصعبة أوريجي بدلًا منه في وقت مبكر خاصة وأن ليفربول ذهب إلى المرمى كثيرًا؟
ربما فهم كلوب أكثر منا ورأى لقطة الهدف، وربما فهمنا نحن أكثر ورأينا ما قبلها، وربما لدينا احتمال ثالث لا نعلمه، المهم أن كلوب كان يعلم ولا يعلم.
صلاح وماني.. وسيميوني بين العبقرية وهدايا القدر
قدم الثنائي مباراة متناقضة، حيث كان ماني تائهًا يخسر الكرة ويضيع الكرات السهلة، وكان صلاح فعالًا على مستوى التحرك والتمرير والمراوغة وكل شيء ولكنه يضيع الكرات السهلة كذلك، ردود الفعل الغاضبة ضد صلاح لم تلحظ كل هذه التفاصيل لأن الجميع في ليفربول احتاج إلى هدف واحد فقط.
في النهاية سجل فيرمينو الثاني، واتجه اللقاء نحو حسم المباراة، ثم أقحم سيميوني دييجو يورينتي بدلًا من جواو فيليكس، التبديل يبدو للحفاظ على وسط الملعب أمام اجتياح لاعبي ليفربول، ولكن المفاجأة كانت أن الرجل سجل هدفين بنفس الطريقة تقريبًا، يتحرك هو في الأمام ويصبح آخر لاعب في الملعب ثم يسدد ويسجل.
هل كان ذلك أمرًا متفقًا عليه من قبل سيميوني ولاعبه؟ هل كان مجرد صدفة كونه يلعب آخر الدقائق دون مهاجم؟ لا أحد يدري، ولكن الأكيد أن ما قام به أوبلاك من تصديات خرافية أبرز حقيقة أن سيميوني اخترق من كل الاتجاهات، ولا يستحق وسام العبقرية على هذا المشهد الذي قدمه، حتى وإن استحق الإشادة على بعض تفاصيله.
دوري الأبطال .. باريس سان جيرمان يقصي دورتموند بأقل مجهود
سيميوني سرق اللقاء؟ عنوان مناسب، وليس مهينًا بالمناسبة، لأنك في حال أخبرت التشولو عن سرقته سيجيبك بهذه الكلمات التي سمعت شبيهاتها من قبل؛ لدينا خبر جيد وخبر سيئ؛ الخبر السيئ أن بطاقة التأهل إلى ربع النهائي الأبطال سُرقت، والجيد أننا من سرقناه، ثم يضحك ويغادر في صخب معتاد.
