حديث فني قد لا يتنهي عن ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد، بعد ما قدمه مدربا الفريقين، سواء الروماني كوزمين كونترا أو الألباني بيسنيك هاسي، وهو ما أخرج لنا لوحة فنية رائعة، ومباراة لن تُنسى أبدًا في الديربي.
بداية صادمة لفريق الأهلي للمباراة، وكوارث فنية وأخطاء فردية قاتلة، وعلى الجانب الآخر التزام تكتيكي رائع، وتناقل للكرة سريع للاعبين الاتحاد، وعكس هذا الأمر في الشوط الثاني، حيث تبادل الفريقين الأدوار!
شوط أول كارثي قدمه الأهلي رفقة مدربه بيسنيك هاسي، كلفه استقبال 3 أهداف، وأما عن الشوط الثاني كان هو الأفضل للراقي منذ سنوات، فلم نر الإمبراطور بهذا الشكل الرائع منذ فترة طويلة جدًا.
في الناحية الأخرى، شوط أول نموذجي قدمه الاتحاد، باستثناء الهدف الذي استقبله في الدقائق الأخيرة، والذي ساهم بشكل كبير في عودة الأهلي خلال الشوط الثاني، والشوط الثاني ظهر عدم التركيز على لاعبي العميد، وهو ما تسبب في استقبال هدفين وعودة المباراة إلى نقطة الصفر.
بعض الملامح الفنية شاهدناها في مباراة ديربي جدة، ويجب أن نتحدث عنها خلال السطور التالية..
هاسي يمنح الاتحاد ما يريده
شكل غريب جدًا ظهر عليه فريق النادي الأهلي في ديربي جدة، خاصة في خط الوسط، الذي ظهر مهلهلًا للغاية، وحصل فيه لاعبي وسط الاتحاد على حريتهم ليفعلوا ما يريدون.
اندفاع هجومي غريب للاعبي الأهلي، وهاسي لم يمنح لاعبي الوسط تعليمات بالتأمين الدفاعي، لكي يتصدى للهجمات السريعة والمرتدة للاعبي الاتحاد، ووجدنا شوارع خلف دفاعات العميد.
من المعروف أن الاتحاد هو أسرع الفرق السعودية خلال الوقت الحالية، في حالة التحول من الدفاع إلى الهجوم، ولكن هاسي تغافل هذا الأمر، وأرد أن يفرض كلمته منذ بداية المباراة، بالضغط الهجومي لتسجيل هدف، ليجد ما لم يتوقعه.
لاعبو الاتحاد استطاعوا استخلاص الكرات من مهاجمي الأهلي ولاعبي الوسط، وتحويلها سريعًا على الجانبين سواء الأيمن لعبد العزيز البيشي، أو الأيسر عن طريق عبد الرحمن العبود، مع مساندة عبد الرزاق حمد الله ورومارينيو للطرفين.
وبالفعل ترجم هذه الكرات حمد الله ببراعة وسجل هدفين، وأضاف رومارينيو الهدف الثالث من خطأ دفاعي ساذج، ليحصل الاتحاد على ما أراده من هاسي وسجل ثلاثة أهداف.
خطأ النهايات للاتحاد!
يمكنا القول ببساطة، أن الاتحاد شوه صورة ما قدمه في الشوط الأول، بعدم إنهائه بالطريقة الصحيحة، وذلك بتلقيه هدفًا في اللحظات الأخيرة قبل إطلاق الحكم صافرته.
تناقل لاعبي الأهلي الكرات سريعًا، وانطلق البرازيلي كارلوس إدواردو داخل عمق دفاع الاتحاد، وفي خطأ مشترك بين المدافعين وحارس المرمى مارسيلو جروهي، تمكن إدواردو من تسجيل هدف تقليص الفارق.
هنا شعر لاعبي الأهلي أن المباراة لم تنته، وأنهم قادرون على العودة مرة أخرى إلى المباراة، وهو ما استغله هاسي جيدًا بين شوطي المباراة، وبدأت في إجراء تعديلات على التشكيل.
ثورة هاسي التي أعادت الأهلي
استطاع الألباني أن يتدخل بين شوطي المباراة بشكل مميز ورائع، بعد أن قام بتغييرات رائعة، بإخراج العناصر أقل عطائًا، والدفع بلاعبين مميزين استطاعوا أن يشكلوا الفارق.
هاسي أخرج المدافع دانكلير والجناح هيثم عسيري ثم عبد الرحمن غريب، وقام بالدفع بمحمد المجحد، وسلمان المؤشر وعبد الله المقرن، ليظهر الأهلي بشكل غير الذي شاهدناه في الشوط الأول.
منح هاسي الحرية للظهيرين علي مجرشي وإزجيان أليوسكي الحرية في التقدم، مع زيادة لاعبي الوسط، بتواجد فرانك كوم وفيليب برادريتش، بالإضافة إلى محمد المجحد، ليشل حركة لاعبي وسط الاتحاد.
تعليمات هاسي لم تقف عند هذا الحد، بل منح الحرية للجناحين بالتحرك، وحرر البرازيلي كارلوس إدواردو الذي انطلق وبدأ يصنع الهجمات الخطرة على مرمى الاتحاد.
وبالفعل نجح الأهلي في العودة مجددًا إلى المباراة، وسجل هدفين عن طريق المدافع عبد الباسط هندي، والبديل محمد المجحد، وواصل الراقي هجومه طوال المباراة.
شخصية البطل تحسم اللقاء
al ittihad Twitterالمباراة كانت تسير إلى التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق، ولكن لاعبي الاتحاد كان لهم كلمة أخرى، خاصة المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي حاول مرارًا وتكرارًا حتى سجل الهدف الرابع.
شخصية البطل هي أبرز ميزة في فريق نادي الاتحاد هذا الموسم، فالهدف دائمًا هو تحقيق الانتصارات وجني أكبر عدد من النقاط، من أجل البقاء في القمة.
وفي المقابل، يبدو أن لاعبي الأهلي اكتفوا بالعودة إلى المباراة، وأمامهم الكثير من أجل اكتساب شخصية البطل، التي ستجعلهم قادرين على تحقيق البطولات المواسم القادمة.
اقرا أيضًا ..
ديربي من نار .. عودة تاريخية للأهلي يحبطها الاتحاد بهاتريك حمدالله
حمدالله الأعظم وفضائح بدائية .. ردود أفعال ديربي الاتحاد والأهلي