هيثم محمد فيسبوك تويتر
أعلن إنتر في الساعات الماضية رسمياً انتهاء تجربة لوشيانو سباليتي كمدرب للفريق، إعلان كان منتظراً وتأخر بسبب وفاة شقيقه، ليكتب نهاية مرحلة دامت عامين مع المدرب الكيرتالدي في أروقة أبيانو جينتيلي.
رحيل سباليتي يأتي بعدما حسم إنتر بشق الأنفس تأهله لدوري أبطال أوروبا في المباراة الأخيرة للموسم على حساب إمبولي، وبعد أسابيع من الفرص الضائعة، ليحقق المدير الفني الهدف الأساسي للفريق للعام الثاني على التوالي.
الموسمان لسباليتي كمدرب لإنتر جاءا بنفس النتيجة ولكن التقييم يختلف، الإدارة الصينية في البداية اختارته بعد الفشل مع أنطونيو كونتي ودييجو سيميوني، فأتى وهو يعلم أنه كان اسماً بديلاً، ولكن لم يمانع، ونظر للأمر على أنه تحدي خاص.
وُضع لسباليتي هدفاً واضحاً مع بداية مشواره، إعادة النيراتزوري لدوري الأبطال، والمعوقات كانت كثيرة، عقوبات اقتصادية تقلص من نشاط الفريق بالميركاتو، ومجموعة من اللاعبين تعاني من حاجز نفسي بعد ابتعاد النادي سنوات عن المنافسة.
نجح سباليتي في أسابيعه الأولى في تكوين مجموعة قوية داخل إنتر حققت النتائج وجمعت النقاط، ورويداً رويداً بدا أن الفريق يسير بالطريق الصحيح لاستعادة مكانته محلياً، ولكن بحلول الشتاء بدأ الفريق تراجعه المعتاد في السنوات الأخيرة.
Gettyمع تراجع إنتر بدأت تظهر قلة حيلة سباليتي والفريق ككل، جمود خططي وتكتيكي للمدير الفني بعدم قدرته على الاعتماد على أي خطط لعب باستثناء 4-2-3-1 وغياب تنوع الحلول، مما جعل الفريق يتأثر بابتعاد نجومه مثل ماورو إيكاردي وإيفان بيريشيتش عن المستوى.
ولكن أعاد إنتر الأمور لنصابها الصحيح في الأسابيع الأخيرة ونجح بعد مباراة مجنونة من خطف بطاقة الترشح لدوري الأبطال بفارق المواجهات المباشرة عن لاتسيو، ومحققاً أعلى معدل نقاط منذ 2011.
تميز النيراتزوري مع سباليتي في موسمه الأول بالصلابة الدفاعية، الفريق استقبل فقط 30 هدفاً، الأمر الذي افتقده في السنوات الماضية، كما يدين عديد اللاعبين للمدير الفني بإعادة اكتشاف نفسهم، وأبرزهم مارسيلو بروزوفيتش الذي تحول لأحد أبرز لاعبي أوروبا بمركز لاعب خط الوسط المدافع بعدما تم توظيفه به بمنتصف الموسم.
توقع الكثيرون داخل وخارج إنتر أن يبنى الفريق على ما بدأه في الموسم الماضي هذا العام، وخصوصاً بعد التدعيمات التي جعلت الصحافة تصف الفريق بأنه ند يوفنتوس الأول محلياً، ولكن بداية مخيبة ونقاط مهدرة سهلة، ثم وداع لدوري الأبطال من دور المجموعات جعل الطموحات تعود مرة أخرى لتأمين مقعد الأبطال.
العام الثاني لسباليتي عاب عليه الكثيرون تكراره لنفس الأخطاء الفنية، الفريق لا يملك حلول بديلة، ويصر على لاعبين بعينهم رغم تراجع مستواهم مثل بيريشيتش، بالإضافة للتغييرات الخاطئة وغير المبررة، وظهور تراجع في شخصية الفريق أمام الكبار، فبعد موسم أول فاز فيه على ميلان وروما ولاتسيو ولم يخسر من نابولي وتعادل مع يوفنتوس في تورينو، تعرض لهزيمة ثقيلة في نابولي وخسر من لاتسيو ويوفنتوس واكتفى بالتعادلات في أرضية ميدانه مع قطبي العاصمة وبطل الدوري، وفقط حسم الديربي لصالحه ذهاباً وإياباً.
مشكلة أخرى أظهرت تراجع شخصية الفريق مع سباليتي هو فشله في قلب النتيجة حال تأخره، عشر مرات إنتر تأخر وفيها كلها لم يفز وفشل في انتزاع النقاط الثلاث، وبدا أنه بدأ يفقد سيطرته على غرف الملابس ولاعبيه بعد المشكلة مع ماورو إيكاردي وسحب الشارة، وقبلها استبعاد لاعبه المفضل رادجا ناينجولان بقرار من الإدارة لسوء السلوك.
Gettyتجربة سباليتي في إنتر على صعيد النتائج تعتبر ناجحة، الرجل طُلب منه ضمان التأهل لدوري الأبطال وفعل الأمر في العاميين، فقط يعاب عليه في عامه الثاني تفريطه في الفرصة السانحة للتأهل لدور الستة عشر بالأبطال والخروج بشكل مخزي بالدوري الأوروبي على يد إينتراخت فرانكفورت بميلانو، وعدم التركيز على كأس إيطاليا وإمكانية الخروج بلقب.
جمهور إنتر ورغم سخطه في هذا الموسم على سباليتي، ولكن ودع الرجل وشكره على النقلة التي حققها للفريق، كما حياه على احترافيته الكبيرة بمواقف مثل حضوره باللقاء الختامي رغم وفاة شقيقه، ودفاعه الدائم عن النيراتزوري في وسائل الإعلام المختلفة، أسلوب ذكرهم بأيام جوزيه مورينيو المجيدة.
سباليتي مع إنتر يمكن اعتباره تكرار لما عاشه في روما وتأكيد لصفته كمدرب مرحلة، رجل قادر على إعادة الفرق الكبرى نحو الطريق الصحيح، ولكن ليس بالمدرب الذي سينافس على بطولات أو يملك الطموح للذهاب بعيداً والمنافسة أوروبياً، ولذا فقرار إقالته وتعيين كونتي، مدير فني ذو سجل حافل بالألقاب، يبدو منطقياً.
يرحل سباليتي عن إنتر والجميع بداية منه شخصياً، ومروراً للإدارة والجمهور تشعر أن بالرضا عن القرار، بانتظار بدأ مرحلة جديدة مع كونتي قد تكون بداية العودة لسكة التتويجات، على الأقل محلياً، بعد سنوات من الغياب.


