لا جديد .. الأيام الصعبة مستمرة في النصر .. خسارة جديدة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي وأداء عشوائي وفوضوي خاصة في الهجوم، ورقمان يؤكدان ذلك ويُنصفان لاعب الفريق التاريخي فهد الهريفي الذي تعرض لحملة كبيرة مؤخرًا.
النصر خسر أمام الشباب بهدف هتان باهبري، وقد لعب المدرب بيدرو إيمانويل بالسعودي سامي النجعي على الجانب الأيمن من الهجوم، وأندرسون تاليسكا في العمق كصانع لعب، وجلال الدين ماشاريبوف في اليسار، وجميعهم خلف المهاجم المتقدم فينسنت أبو بكر.
النصر لم يكن كارثيًا خلال المباراة، لكن الفوضى والعشوائية في الهجوم وسوء اللمسة الأخيرة داخل منطقة جزاء الشباب بجانب تألق فواز القرني ومدفعيه خاصة في سرعة رد الفعل والتحرك سريعًا لإبعاد الكرة الثانية لعب الدور الأهم في خروجه خاسرًا.
فهد الهريفي تحدث كثيرًا ومنذ عدة أسابيع عن عدم قيام تاليسكا بأدواره كصانع لعب، وتفضيله التواجد في الجانب الأيمن ليستلم الكرة وينطلق محاولًا التسديد، ولذا يُفضل رؤية الملعب وألا يكون ظهره للمرمى.
تعرض النجم التاريخي لحملة عنيفة من بعض الإعلاميين والصحفيين والجماهير العاشقة للنصر، لكن للأسف جميعهم تقريبًا لم يُناقش رأيه بل تحدث عن أمور أخرى مثل الأسلوب والتوقيت، ربما لديهم حق في انتقادهم لكن لا حق لهم أبدًا في التشكيك في نوايا الرجل والأهم تجاهل رأيه وعدم التطرق له أبدًا ... كان الأولى بهم مناقشة الرأي لا صاحبه!
نعود للمباراة والتي شهدت اليوم رقمين أنصفا الهريفي ورأيه كثيرًا وأكدا أن الإصرار والعناد في تواجد تاليسكا كصانع لعب هو مضيعة للوقت الخاسر الوحيد فيها هو النصر وهجومه وفرصه للعودة والمنافسة على لقب الدوري السعودي.
الرقم الأول هو أن تاليسكا، صانع الألعاب، لم يصنع سوى فرصة واحدة خلال المباراة! فيما المهاجم أبو بكر صنع 3 فرص، علمًا أنه من المهاجمين "البونتا" .. أي الذي يُفضل التواجد داخل منطقة الجزاء واصطياد الفرص لا التحرك كثيرًا في الخارج وصناعة الفرص.
هذا الرقم يؤكد أن تاليسكا لا يقوم بدوره ومهامه فعلًا في هجوم النصر، وهنا الخلل الأكبر الذي يرفض الجميع الاعتراف به نظرًا لعدة أسباب أهمها رفض فكرة ربط كلمة "فشل" مع البرازيلي لأسباب منها ثمنه وراتبه وقصة خطفه من الهلال ... اللاعب صاحب جودة كبيرة فعلًا ويُمكن استغلاله لإفادة هجوم العالمي كثيرًا، لكن ليس كصانع لعب.
المثير وما يؤكد ذلك الأمر أن تاليسكا لم يصنع طوال الموسم سوى 8 فرص وهدف وحيد، فيما سجل 5 أهداف !! هذا يعني ببساطة أنه يجب أن يلعب إما مهاجم متحرك "تريكوارتيستا" أو جناح يلعب للداخل، لكن ليس في المركز رقم 10.
Shabab Twitterالرقم الثاني من مباراة اليوم هو أن تاليسكا مرر 22 تمريرة بنسبة نجاح بلغت 100% !! توقف ولا تنبهر كثيرًا وتبدأ كيل المديح للاعب وقدراته.
إذ أن هذا الرقم الذي يبدو في ظاهره إيجابي جدًا هو سلبي جدًا جدًا في باطنه، لأنه يُعطي انطباع أن كل تمريرات البرازيلي كانت سهلة ومباشرة ودون أي خطورة أو مغامرة من جانبه.
صانع الألعاب عادة ما يكون من أقل اللاعبين دقة في التمرير، ليس لسوء منه لكن لأنه دومًا ما يأخذ زمام المبادرة في المخاطرة والمغامرة بالتمريرات .. نراه يُمرر بين الخطوط، خلف مدافعي الخصم، تمريرات بينية، تمريرات ذكية وصعبة.
تلك التمريرات مرشحة بالطبع للإيقاف من جانب مدافعي الخصم، لكن ما أن أفلتت واحدة أو اثنتين .. فرصة خطيرة وهدف لو أجاد المهاجم التصرف.
تاليسكا لم يُمرر مثل تلك التمريرات أبدًا اليوم، إلا ربما واحدة أنتجت الفرصة التي صنعها، وتلك من أهم أسباب سوء الهجوم النصراوي خلال المباراة والمباريات الأخيرة في الدوري السعودي.
النصر وصل إلى القاع بالفعل، لا يمكن أن تسوء الأمور أكثر مما هي الآن .. لذا الأمر يحتاج إلى جرأة وشجاعة في التدخل وإيجاد الحلول السريعة واسخدامها دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، لأن ليس المهم نجاح صفقة تاليسكا أو أنسيلمو أو ماشاريبوف .. بل المهم نجاح النصر.




