الجوهريGoal

كأس العالم من الألف للياء (20) | المنتخب المصري يبهر الجميع وتغير قوانين الفيفا


محمد أشرف | فيسبوك  | تويتر


انتهت حقبة الثمانينيات المثيرة جداً وسط ترقب كبير لما سيدور في حقبة التسعينيات، في ظل التطور الكبير لشكل كرة القدم من حيث التسويق والتنافس الكبير بين كل دول العالم وهذا ماسنتسعرضه في هذه الحلقة.


مونديال 1990 .. قصة المشاركة الثانية لمنتخب مصر في كأس العالم


الموضوع يُستكمل بالأسفل
Marco van Basten Netherlands Egypt 1990 World CupGetty Images

تم اختيار إيطاليا بعد تفوق ملفها على ملف الاتحاد السوفيتي في مايو 1984، لتصبح الدولة الثانية التي تستضيف نسختين من كأس العالم بعد أن حققت المكسيك هذا الشرف عام 1986، وجاء التفوق الإيطالي بسبب رفض الدول تدعيم الاتحاد السوفيتي بحجة مقاطعته دورة الألعاب الأولمبية عام 1984.

شارك 116 منتخباً في تصفيات مونديال 1990، وتأهلت إيطاليا كمستضيفة والأرجنتين كحاملة اللقب، وبقي 22 مقعداً تنافس عليهم الجميع، وقسمت هذه المقاعد على قارات العالم بواقع 13 مقعداً لأوروبا، و3 لأمريكا الجنوبية و2 لأفريقيا و2 لآسيا و2 لأمريكا الشمالية، ومقعد بين أحد منتخبات القارة اللاتينية وأقويانوسيا.

شهدت البطولة حرمان المكسيك من المشاركة بسبب إشراك حارس كبير في بطولات العالم للناشئين، كذلك تم وقف تشيلي بسبب ادعاء لاعبها روبيرتو روخاس الإصابة بالألعاب النارية من المدرجات.

عادت منتخبات كوستاريكا وجمهورية آيرلندا لكأس العالم من جديد، كذلك الولايات المتحدة وكولومبيا ورومانيا، فيما فشلت منتخبات المجر وبولندا والبرتغال في التأهل، وكانت المفاجأة الكبرى هي غياب فرنسا.

تأهل عن آسيا منتخبي الإمارات وكوريا الجنوبية التي سجلت ظهورها الثاني على التوالي في المونديال، وبدأت في بسط سيطرتها على القارة الصفراء، أما الأبيض فكان مفاجأة العرب السعيدة في البطولة.

تفوق عيال زايد على الكويت وباكستان وكوريا الشمالية والسعودية والصين في طريقها لإيطاليا 1990، وكان هذا الجيل الذهبي لهم مكون من أسماء لامعة مثل عدنان الطلياني وزهير بخيت ومحسن مصباح

كانت هناك تصفيات صعبة ومثيرة للغاية في أفريقيا؛ تأهل المنتخب الكاميروني الذي عاد من جديد للمشاركة في كأس العالم بعد تألقه في مونديال 1982، أما الحدث الأبرز فكان عودة منتخب مصر للمونديال بعد غياب 56 عاماً، وللمفارقة كانت إيطاليا هي المستضيفة أيضاً كما حدث في 1934.

انسحب الفراعنة من التصفيات ست مراتٍ من قبل لأسبابٍ سياسية واجتماعية، كانت أعوام "1938، 1950، 1958، 1962، 1966، 1970)، وخسرت من تونس مرتين عامي 1974 و1978، ومن المغرب مرتين أيضاً عامي 1982 و1986.

في سبتمبر 1988 تم التعاقد مع الجنرال محمود الجوهري الذي قاد الأهلي للفوز بدوري أبطال أفريقيا ،1982 وكأس الكؤوس الأفريقية 1984.

الجوهريGoal

قرر الجوهري تجديد دماء المنتخب بعناصر شابة، وقرر اللعب بطريقة (3-5-2) لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية، وفي الطريق لكأس العالم تخطى الفراعنة في البداية منتخبات ليبيريا وكينيا ومالاوي، وذلك بفضل العناصر الشابة التي اختارها الجنرال مثل هشام عبد الرسول وأحمد الكاس وطارق سليمان وياسر فاروق لاعب الترسانة، وهاني رمزي والتوأم حسام وإبراهيم حسن وأشرف قاسم وأحمد رمزي، كما اعتمد على بعض الأسماء الخبيرة مثل جمال عبد الحميد ومجدي عبد الغني والحارس أحمد شوبير وربيع ياسين.

تفوقت مصر على الجزائر في ملحمةٍ تاريخية بهدفٍ لحسام حسن، وبعدها بدأ الفراعنة في الإعداد لكأس العالم بسلسلة قوية من المباريات ضد كوريا الجنوبية والنمسا والدنمارك بالقاهرة، ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وكولومبيا.

استبعد الجوهري العديد من النجوم أبرزهم طاهر أبو زيد، وقرر التخطيط لما هو قادم خاصةً وأن مجموعة مصر كانت قويةً جداً بحضرة هولندا بطلة أوروبا 1988 وآيرلندا وإنجلترا بطلة العالم 1966 .

جرت البطولة بنفس نظام مونديال 1986، بحيث تأهل البطل والوصيف عن كل مجموعة لدور الـ،16 بالإضافة إلى أفضل 4 فرق أصحاب المركز الثالث.

تم تقسيم الـ24 منتخباً التي تأهلت لكأس العالم على 6 مجموعات، وبدايةً من دور الـ16 استكملت البطولة بنظام خروج المغلوب.

وقعت الإمارات في المجموعة الرابعة رفقة ألمانيا وكولومبيا ويوغسلافيا، وخسرت من التريكولور في البداية بهدفين نظيفين، وبعدها من المانشافت بخمسة أهدافٍ مقابل هدف، وفي النهاية خسرت من برازيل أوروبا بأربعة أهدافٍ مقابل هدف، ولم ينجح عيال زايد إلا في تسجيل هدفين خلال البطولة، كان الأول لخالد إسماعيل في مرمى الألمان، والهدف الثاني أحرزه علي ثاني في مرمى اليوغوسلاف.

حقق المنتخب المصري نتائج لافتةً في مشواره في إيطاليا 1990، حيث تعادل في أول مباراة مع هولندا بهدفٍ لهدف، ولعل الجميع يتذكر الهدف الشهير لمجدي عبد الغني، ثم أعاد الكرة وتعادل مع آيرلندا سليباً بدون أهداف، لكن الخسارة جاءت في النهاية من إنجلترا بهدفٍ نظيف أقصى الفراعنة من المونديال بفارق نقطةٍ وحيدة عن أحد المقاعد المؤهلة لدور الـ16.

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير لائحة إعادة الكرة لحارس المرمى بسبب أداء مصر السلبي ضد آيرلندا، حيث نال حارسه أحمد شوبير أعلى نسبة استحواذ على الكرة في هذا اللقاء، وقال وقتها جاك تشارلتون المدير الفني لمنتخب آيرلندا :"إذا كان المصريون لا يريدون لعب الكرة، فلماذا جاءوا إلى إيطاليا؟".

أحمد شوبيرGetty

قررت الفيفا تغيير قانون إعادة الكرة لحارس المرمى ومنحه 6 ثوانٍ فقط، ومنح الفريق الفائز 3 نقاط بسبب غلبة الطابع الدفاعي على معظم مباريات مونديال 1990.

كانت البطولة غريبة حيث امتدت ثمان مبارياتٍ فيها للوقت الإضافي، كما شهدت إحراز 115 هدفاً فقط، لذلك كان لزاماً على الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير بعض القواعد كي لايصاب الجمهور الملل.

هزم منتخب إيطاليا فرق المجموعة الأولى بسهولة، حيث تفوق على تشيكوسلوفاكيا والنمسا وأمريكا، وتأهلت تشيكوسلوفاكيا وخرجت أمريكا والنمسا بخفي حنين.

فجرت الكاميرون المفاجأة في بداية مباريات المجموعة الثانية بفوزها على الأرجنتين، والعجيب أن رومانيا تأهلت كثاني للمجموعة فيما تأهل التانجو حامل اللقب بمعجزةٍ ضمن أفضل أربع ثوالث، وخرج الاتحاد السوفيتي بخفي حنين.

في المجموعة الثالث اكتسحت البرازيل منتخبات اسكتلندا والسويد وكوستاريكا التي تأهلت مع السامبا، فيما خرجت السويد واسكتلندا من البطولة.

تأهلت يوغسلافيا وألمانيا وكولومبيا للدور الثاني عن المجموعة الرابعة، وخرج منتخبنا العربي الإماراتي، كما تأهلت إسبانيا بسهولةٍ عن المجموعة الخامسة رفقة بلجيكا وأوروجواي، أما كوريا الجنوبية فلم تظهر بمستوى جيد وخرجت دون نتائج إيجابية.

شهد الدور الثاني العديد من المفاجآت وزدادت الإثارة مع توالي المباريات، وبدأ النجوم في استعادة مستوياتهم المفقودة في الدور الأول، وهذا ماسنستعرضه في الحلقة المقبلة.

إعلان