حصد نادي ريال مدريد لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى بعد غياب عامين عن التتويج باللقب المحلي ليكون اللقب رقم 34 في مسيرته.
ريال مدريد حصد اللقب الثالث له منذ موسم 2008-2009 والثاني للمدرب زين الدين زيدان بعد لقب 2016-2017.
وكان زيدان قد غادر القلعة الملكية بنهاية موسم 2017-2018 بعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا وخسارة الدوري والكأس وتقديم واحد من أسوأ مواسم البلانكوس على الصعيد المحلي.
إذًا ما الذي تغير بين الموسم الذي دفع زيدان للرحيل، والموسم الحالي فيما يتعلق بموقف الفريق من الدوري الإسباني.
النفس الطويل
Gettyقبل توقف المسابقة في مارس الماضي، كان ريال مدريد في المركز الثاني خلف برشلونة برصيد 56 نقطة وبفارق نقطتين فقط بعد أن خاض 27 مباراة.
هذا العدد من النقاط لا يختلف كثيرًا عن الفترة ذاتها في موسم 2017-2018 فوقتها حقق النادي الملكي 54 نقطة، لكنّه كان في المركز الثالث خلف أتلتيكو مدريد بفارق 7 نقاط وعن المتصدر برشلونة بفارق 15 نقطة كاملة.
وقتها كان قد انتصر في 16 مباراة وتعادل 6 مرات وخسر 5، كما سجل 65 هدفًا واستقبل 29، أما في الموسم الحالي فقد فاز في 16 لقاء وتعادل 8 مرات وخسر في 3 مسجلًا 49 هدفًا فقط ومستقبلًا 19. أي أنّه حقق ذات العدد من الانتصارات لكن سجل أقل واستقبل أيضًا أقل.
ولكن مع نهاية الموسم، كان ريال مدريد محققًا لـ76 نقطة فقط وذلك بعد تعادله في 4 مباريات بالجولات الأخيرة وخسارة لقاء واحد، كما أنّ معدل استقباله للأهداف ظل مرتفعًا بواقع 44 هدفًا وكذلك معدل التسجيل بوصوله إلى 94 هدفًا.
الموسم الحالي الموقف اختلف، فمنذ استكمال المسابقة لم يخسر ريال مدريد أو يتعادل في أي لقاء وبالتالي حصد العلامة الكاملة واستطاع إزاحة برشلونة.
تأثير كريستيانو رونالدو
Gettyوماذا عن تأثير كريستيانو رونالدو؟ هل كان وجوده في 2018 جعل ريال مدريد أفضل أم أسوأ؟
ريال مدريد في موسم 2017-2018 أنهى الدوري ثالثًا لكنّه سجل 94 هدفًا في الليجا كثاني أقوى هجوم بعد البطل برشلونة صاحب الـ 99 هدفًا، ومن بين أهداف الملكي أحرز صاروخ ماديرا 26.
وكان الملكي وقتها قد صنع 515 فرصة سانحة للتسجيل بما فيها الفرص التي تحولت إلى أهداف وهو الأفضل في الدوري الإسباني يليه برشلونة صاحب الـ419 فرصة.
أما في الموسم الحالي، وعلى الرغم من استمرار تفوق الملكي كأكثر فريق صناعة للفرص لكن بعدد أقل وتحديدًا 433 فرصة، لكنّه سجل 68 هدفًا فقط، أي أقل بـ26 هدفًا، وللمصادفة هو ذاته عدد الأهداف الذي أحرزها رونالدو في آخر مواسمه مع الملكي.
ولكن غياب رونالدو لعب دورًا إيجابيًا فيما يتعلق بالشق الدفاعي، فبعد أنّ كان هناك لاعبًا له مطلق الحرية في فعل ما يحلو له حتى لو لعب بصورة سيئة طوال الـ90 دقيقة طالما نجح في تسجيل هدف الفوز، أصبح الفريق ككل مطالب بالقيام بالضغط على أتم وجه.
الدفاع يجلب البطولات.. جملة أعاد ريال مدريد تعريفها كبطل
الضغط الذي يعتمد عليه زيدان عشوائي، ويحتاج فقط لقدرات فردية عالية وهذا ما تحقق بوجود فينيسيوس جونيور على حساب رونالدو، فاللاعب الشاب لا يتوقف عن الركض والمحاولة طوال المباراة حتى وإن كانت دقة تحويل الفرص لأهداف سيئة.
غياب رونالدو حسّن المنظومة الدفاعية كثيرًا لكنّه أضرّ بالشكل الهجومي، خاصة وأنّ زيدان لم يغير كثيرًا من طريقة لعبه التي احتاجت لرونالدو بصورة واضحة.
راجع برشلونة
Getty Imagesبرشلونة في الموسم الحالي وصل لأقل عدد من النقاط منذ موسم 2007-2008 في الدوري الإسباني، فحتى المواسم التي خسر فيها الليجا في 2011-2012 أو 2013-2014 أو 2016-2017 كان قد حقق عددًا أكبر من نقاط الموسم الحالي منها مرتين تجاوز حاجز الـ90 نقطة.
برشلونة يمتلك الموسم الحالي أسوأ سجل خارج أرضه خلال العقد الماضي، فأتت جميع الهزائم خارج ملعبه بواقع 5 واستقبل 20 هدفًا وسجل 28، ورغم أنّ أرقامه على أرضه جيدة للغاية كونه لم يسقط سوى بالتعادل مرتين لكنّها لا تشفع له.
سقوط برشلونة بدأ منذ الموسم الماضي، فحينما حقق لقب الدوري الإسباني جمع 87 نقطة، وهي المرة الأولى منذ فوزه بالليجا في 2008-2009 التي يتراجع عن 90 نقطة، ويكفي القول بأنّ هذا العدد من النقاط لم يحقق البطولة في 2014.
لو عدنا للمقارنة بين الموسمين، سنجد أن برشلونة في النصف الأول من موسم 2017-2018 جمع 51 نقطة كاملة بالتعادل في 3 مباريات فقط والفوز في البقية، بينما ريال مدريد – الذي كان رابعًا وقتها – جمع 35 نقطة فقط.
أما في الموسم الحالي، فرغم أن ريال مدريد وصل إلى 40 نقطة بعد 19 جولة، لكن برشلونة جمع ذات العدد من النقاط أيضًا، أي أنّه في الوقت الذي ارتفعت حصيلة الملكي 5 نقاط، هبط برشلونة 11 نقطة كاملة.
زيدان لم يغير الكثير في الموسم الحالي عن آخر مواسمه سوى أنّه أصبح أكثر صلابة دفاعية ولكن ذلك على حساب الجانب الهجومي واستفاد بصورة كبيرة من تراجع مستوى الخصم وتخبط مستواه.
