جاء رونالد كومان ليكون البطل المنقذ في برشلونة بعد سنوات الضياع في دوري أبطال أوروبا وعام من التخبط محليًا وقاريًا انتهى بفضيحة 8-2 أمام بايرن ميونخ.
كومان كان يرغب منذ سنوات في قيادة برشلونة، ولكنّه جاء في وقت صعب للغاية مطالب الفريق بالقيام بثورة تعاقدات في موسم جائحة كورونا الذي أرهق كل الفرق ماليًا.
وبعيدًا عن الثورة، قرر ليونيل ميسي، هداف برشلونة التاريخي، الرحيل عن صفوف النادي في الصيف الجاري ليفسد كل الخطط ويجعل الأمور أكثر صعوبة على المدرب الجديد.
ولكن رحيل ميسي وثورة التعاقدات ليس أكبر هموم كومان، إذ أنّ مستقبله مهدد قبل أن يبدأ وذلك بسبب وجود انتخابات في مارس المقبل يرغب فيها كل مرشح في جلب مدرب آخر غيره.
هل تفسد انتخابات مارس خطط كومان وتجعله مدربًا بلا مستقبل وصلاحيات؟
حتى لو حقق الثلاثية سيرحل
Getty, Goalخرج علينا المرشح فيكتور فونت بتصريحات بعد يوم واحد فقط من إعلان تولي كومان يؤكد أنّ المدرب القادم لبرشلونة – حال فوزه في الانتخابات – هو تشافي هيرنانديز.
وماذا عن كومان؟ فونت قالها صريحة إنّه سيرحل عن برشلونة "حتى لو حقق الثلاثية"، إذًا هناك مرشح يقترب من الفوز بالانتخابات قرر إقالة المدرب قبل يوم واحد له في المكتب، وحتى لو قدّم موسمًا عظيمًا.
فونت تراجع بعدها عن هذه التصريحات وأوضح أنّ خطته أن يتولى تشافي تدريب الفريق لكن الحكم على كومان سيكون وفقًا لما يقدمه في الموسم، بالطبع التراجع كان مطلوبًا لأنّ لا أحد يرغب في كثرة تغيير المدربين بهذه الطريقة حتى لو حققوا النجاحات، وهو بحاجة لأصوات الناخبين.
كلوب هو البديل
Getty Imagesجوردي فيري، مرشح آخر لرئاسة برشلونة، تحدث بصورة جيدة عن كومان، لكنّه أكد بعدها أنّه بدأ بالفعل المفاوضات مع يورجن كلوب، مدرب ليفربول، لقيادة الفريق في الفترة المقبلة.
بالطبع لا توجد أدلة كافية تؤكد وجود مفاوضات بين كلوب وفيري، ولكن تصريحاته تشير بوضوح إلى أنّ كومان سوف يرحل بغض النظر عن شكل الفريق تحت قيادته أو موقف الفريق في الفترة المقبلة.
تصريح آخر يجعل موقف كومان مقلقًا للغاية، لأن الجميع يتعامل معه وكأنّه مجرد مدرب مؤقت جاء لموسم فقط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وبعدها سيغادر بغض النظر عن نجاحه أو فشله.
وبعيدًا عن هؤلاء الذين خرجوا وأعلنوا بوضوح موقفهم من كومان وتخطيطهم لجلب مدرب جديد، فهناك مثلا خوان لابورتا، رئيس برشلونة الأسبق والمرشح المحتمل في الانتخابات المقبلة، ألمح في أكثر من مناسبة رغبته عودة بيب جوارديولا إلى برشلونة.
لابورتا يعلم جيدًا أنّ عقد جوارديولا في مانشستر سيتي ينتهي في صيف 2021 وقد ينتظر بيب حتى مارس المقبل لمعرفة الفائز بالانتخابات، وفي حال نجح خوان فلا يوجد ما يمنع عودته بصلاحيات كاملة لتدريب الفريق.
ربما يغير قرار ميسي بالرحيل عن برشلونة واقترابه من مانشستر سيتي قرار جوارديولا بترك النادي الإنجليزي، لكن لو لم يحدث ذلك أو لم يلعب البرغوث لصالح السيتزنس فربما تكون هذه فرصة جيدة للمدرب التاريخي للعودة إلى بيته.
ما بين كل هذه التوجهات المعلنة وغير المعلنة يجد كومان نفسه في أزمة حقيقية وصعوبة في بناء أي مشروع وخطة مستقبلية وهو يعرف أنّ مستقبله نفسه على المحك، خاصة وأنّ الظروف المالية لن تجعل الهولندي قادرًا على تصحيح الأوضاع كاملة في سوق انتقالات واحد.
وبعيدًا عن قدرات كومان الفنية، أو حتى صعوبة الظروف الحالية التي يمر بها برشلونة، فإنّه من الصعب أن يعمل أي مدرب ويقدم أفضل ما عنده وهو يعلم جيدًا أنّه لا يضمن أن يستمر وفقًا للمكتوب في عقده مهما قدّم!


