ينظر الجمهور المغربي لحساب المهاجم عبد الرزاق حمد الله عبر "إنستجرام"، تنتابهم حالة من السعادة على إعداده الخاص، تحسبًا لاستدعائه للمشاركة في كأس العالم قطر 2022 رغم خلافه مع المدير الفني وليد الركراكي، وفي المقابل ينظر الجمهور السعودي لحساب حارس المرمى عبد الله المعيوف، الذي يتدرب في صالة خاصة، رغم توقف الدوري السعودي حتى منتصف ديسمبر المقبل، ورغم بقاء تسعة أيام تقريبًا على انتهاء الراحة السلبية الممنوحة لكافة لاعبي الهلال، وتنتابهم الحسرة.
ضغوطات كبيرة يتعرض لها الركراكي من أجل حمد الله، ربما لكونه مدربًا مغربيًا، فلو كان أجنبيًا لاختلف الوضع، على الأقل لم يجرؤ الجمهور على إيقاف حافة المدرب البوسني وحيد خليلودجيتش وقتما استبعد حكيم زياش ونصير مزراوي، كما فعلوا مع الركراكي في إسبانيا، خلال معسكر أسود الأطلس الأخير، وكل هذا ربما يأتي بثماره ونشاهد حمد الله في المونديال لأول مرة في تاريخه، فاسمه بالفعل ضمن القائمة الأولية، دفاع مستميت عنه من قبل الجمهور والنقاد وقدامى اللاعبين المغاربة، رغم كبريائه في تصريحاته عن منتخب بلاده، لكن عذره بالنسبة للجماهير المغربية مقبول، فهو من تعرض للظلم أكثر من مرة سواء مع المنتخب الأولمبي أو الأول.
في المقابل، يتعرض رينارد لضغوطات أيضًا في السعودية، لكنه صمم وأصر، وأصبح غياب المعيوف عن مونديال 2022 شيء مؤكد لا رجعة فيه.
لكن استعدادات المعيوف تشعرك أنه يأمل لو كان بإمكان الفرنسي هيرفي رينارد؛ المدير الفني لمنتخب السعودية، أن يفاجئه ويرضى عنه ويقوم بمنحه شرف المشاركة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، فربما إصابة الحارس فواز القرني وغيابه عن المونديال، منحه الأمل في إمكانية الاستعانة به، فكاذب من ينكر أن المعيوف هو الحارس السعودي الأفضل على الساحة حاليًا، أو يكفينا أن نقول أنه الوحيد الذي يشارك بشكل أساسي ومنتظم مع فريقه من بين كافة من قام رينارد باستدعائهم، لكن حاليًا حتى وإن رضي رينارد، فقواعد الاتحاد الدولي "فيفا" لن تقبل، إذ لم يكن المعيوف ضمن القائمة الأولية التي تم إرسالها للفيفا بالفعل قبل في أواخر أكتوبر الماضي، والتي يتوجب على رينارد اختيار القائمة النهائية من بين الأسماء الموجودة بها دون أي استدعاءات خارجية.
لسنا بصدد الحديث عن اختيارات رينارد ومدى عناده في التعامل مع ملف تراجع المعيوف عن الاعتزال الدولي، ولن نناشد الفرنسي لضمه، فكم من مناشدات خرجت خلال الفترة الماضية وفي الأخير هي كالعدم بالنسبة لمدرب الأخضر!، لكن ربما علينا لوم المعيوف ذاته..
التقارير تتحدث عن معاناته من مرض ما، تسبب في زيادة وزنه ودفعه للاعتزال الدولي في عام 2019، لا نعلم مدى صدق هذه التقارير من كذبها، لكن المؤكد أن المعيوف لم يخرج ليوضح ذلك للرأي العام، وترك نفسه رهينة للأحاديث عن تهربه من المهمة الوطنية وقت تراجع مستواه.
لم يخرج المعيوف للحديث صراحةً عن سبب اتخاذه قرار الاعتزال الدولي، في فترة كانت الانتقادات تحاصره، والمقارنات مع محمد العويس التي يخسرها تحاوطه، فبدلًا من المحاربة داخل المستطيل الأخضر، دفعه كبرياؤه لتعليق الحذاء الدولي بدلًا من أن يقرأ خبر استبعاده من الأخضر، لأسباب فنية!
بمقدار تعاطفي وحسرتي على غياب المعيوف وهو في قمة مستواه عن المونديال، والحسرة التي تزداد مع مشاهدة فيديوهات تدريباته الخاصة، وكأنه يريد أن يصل رسالة "لا تغني" لرينارد، لعله يندم على فعلته، بمقدار غضبي من حارس الزعيم، الذي أوصله كبريائه لما هو عليه الآن من تهميش.
أضاع المعيوف على نفسه فرصة المشاركة في النسخة الأخيرة له في الحدث العالمي، إذ يبلغ حاليًا 35 عامًا، وفي النسخة المقبلة سيكون في عمر الـ39، ربما سيكون قد اعتزل أو ربما لن يتأهل الأخضر وقتها، لكن ترك درسًا للأجيال المقبلة، فإما المحاربة في الملعب وقت التراجع أو مصارحة الجماهير والاعتذار، فالمهمة الوطنية تستحق ذلك.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)



