"انتصر فريق أستون فيلا اليوم على نادي ليفربول بنتيجة (7-2)".
لا تقلق يا صديقي مشجع الريدز، هذه ليست نتيجة لقاء اليوم، لكنها كانت حقيقة يومًا ما، في الموسم الماضي الذي كان كارثيًا من كل الاتجاهات على ليفربول.
على نفس الملعب الذي انتصر فيه الريدز اليوم، مني ليفربول بخسارة مدوية في عام 2020، بأحد أكبر الهزائم في تاريخه الكروي الكبير والعريق.
واليوم، عاد السيناريو للأذهان، بعد تلقي ليفربول للهدف الأول في الدقيقة الثالثة، وكأن كل شيء يعيد نفسه، والفريق سيدخل على خسارة جديدة ستطيح بحلم اللقب رسميًا.




لكن ما حدث كان مغاير تمامًا، وسجل الريدز بعدها بثلاث دقائق، وتماسك الفريق وعاد من جديد ليمسك زمام الأمور، وينتصر في اللقاء.
ماذا تغير في منظومة الريدز؟ العناصر لم تختلف كثيرًا، فما الفارق؟
وضعية صعبة استثنائية
مر ليفربول بموسم صعب لم يفهم أحد كيف لفريق أن يجمع كل الكوارث في فترة واحدة مثل ما فعل الريدز آنذاك.
إصابات عديدة طالت خط الدفاع بأكمله، ومتوسط الميدان، غياب تام لفان دايك منذ لقاء إيفرتون، ومن بعده جوميز بعد مشكلة تعرض لها في تدريبات المنتخب الإنجليزي.
وتعاقد بين جويل ماتيب والمستشفيات، وظهور متقطع بين كل من فابينيو والقائد جوردان هندرسون.
لكن الغريب أن هذا اللقاء لم يشهد أي غيابات كبيرة، حيث شارك تقريبًا كل العناصر الأساسية إلا ساديو ماني، الذي عوضه فيرمينو.
لقاء كان من غرائب وطرائف كرة القدم الإنجليزية، حيث شهد كمية أخطاء دفاعية مهولة من الريدز، من جو جوميز والحارس الإسباني أدريان.
وعلى الرغم من تسجيل صلاح هدف ليفربول الأول بعد تقدم أستون فيلا بثنائية، لكن الريدز كله كان في إجازة باستثناء المصري وفيرمينو.
لقاء ظهر فيه ليفربول متهالكًا، وبلا شخصية، ومن السهل للغاية تهديد مرماه، لدرجة أن الجناح جريليتش الذي كان لاعبًا لأستون فيلا وقتها، كان يستعرض مهاراته في التسديد ويحاول بشتى الطرق تسجيل هدف جميل، وهو ما فعله في النهاية.
شبح أحمر ظهر في ملعب "فيلا بارك" لا أحد يعلم مصدره، فهي ليلة مظلمة انتهت على جماهير الريدز، ولا يرغب أحد في الحديث عنها نهائيًا.
شخصية البطل؟
ظهر ليفربول اليوم بشخصية البطل الحقيقية، نعلم أن هذا المصطلح قد وضع في غير مكانه لمرات عديدة، وتحول إلى عبارة معلبة لا يحبها أحد.
لكن هذا واقع اليوم، فالريدز تأخر مبكرًا في النتيجة، لكنه تماسك وعاد بسرعة، ولم تسيطر عليه أوهام الماضي التي ليست ببعيدة.
ماذا تغير؟ الكثير، المنظومة حاليًا هذا الموسم أفضل من كل الجوانب عما مضى، الفريق رجع للأساسيات التي افتقدها.
رجوع العناصر الأساسية وقلة الإصابات بالطبع عامل أساسي ومؤثر في تطور ليفربول عن الموسم الماضي، لكنه ليس الجانب الوحيد في ظل وجود أفكار فنية عديدة وتطور فردي مميز في أكثر من لاعب.
Getty/Goalبالطبع كان أدريان أحد أسباب الانهيار في مواجهة السباعية الشهيرة، وبالطبع أيضًا كان أليسون بيكر المنقذ اليوم لليفربول.
لكن الصورة فيها ما هو أكبر من ذلك، الريدز تطور في العديد من الأشياء داخل الملعب مثل الخروج بالكرة، والتسجيل كثيرًا من فرص صعبة، والأداء البدني المرتفع، وعملية الضغط العالي الشرسة.
Getty Imagesكلها من ضمن الأساسيات التي رسخها كلوب في الفريق، لكنه غابت الموسم الماضي بشكل نسبي، وحُمل هذا الغياب لمتوسط الميدان تياجو ألكانتارا، بطريقة غريبة غير مفهومة، فكيف للاعب أن يتحكم في نسق خط بحاله؟
والمدهش أن كلوب عندما أراد زيادة حدة الضغط اليوم، لجأ لإشراك تياجو بدلًا من كورتيس جونز، ليكون دليلًا واضحًا أنه ليس الأزمة.
دوافع قوية
يستمر ليفربول بفوزه اليوم في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي أمام مانشستر سيتي، مطاردة صعبة وموقف الريدز فيها ليس ممتازًا، لكنه دافع قوي يجعل الفريق يظهر بشكل شرس في كل مواجهة متبقية الآن.
بطولة الدوري في حد ذاتها إنجاز رائع، لكن ليفربول لديه دافع أقوى وأكبر، وهو تحقيق الرباعية التاريخية، التي لم يحققها أي فريق إنجليزي من قبل.
Getty Imagesليفربول لا يزال ينافس في كل المسابقات التي يشارك فيها من أول الموسم، ويحاول صناعة تاريخ كبير في موسم واحد.
تجديد يورجن كلوب لعقده والمطالبات بأن يفعل صلاح وماني ذلك أيضًا، والصفقات الجديدة التي يبرمها النادي في كل فترة، تؤكد أن هذا الفريق يجدد دوافه باستمرار.
الرغبة الحمراء باتت واضحة، المنافسة لن تكون لفترة من الزمن ومن بعدها يرجع كل شيء كما كان، الهدف الآن هو أن يكون الريدز عملاقًا مثل ما فعل في القرن الماضي.
