لم يكن أي شخص يتخيل أن تصل الأمور بين كريستيانو رونالدو ومانشستر يونايتد إلى ذلك الطريق المسدود في نهاية المطاف.
اللاعب يتمرد والنادي يرفض موقفه ويعاقبه وتين هاج ينتقد تصرفاته بشكل علني، كلها أمور لم تمر حتى في خيال أحدهم قبل أشهر قليلة.
لكن وبعد وصول الأمور إلى ذلك الحد، دعونا نتمعن قليلًا في بعض الأمور التي أثارت الجدل في الفترة الماضية، مثل الحديث عن مبالغة تين هاج في تأديب البرتغالي، ومن حقًا يملك زمام الأمور في تلك الأزمة مانشستر يونايتد أم النجم البرتغالي، وبعض الأمور الأخرى؟!
هل بالغ تين هاج في تأديب رونالدو؟
قد يرى البعض أن المدرب الهولندي بالغ في عملية عقاب كريستيانو رونالدو بعد أن أبقاه على مقاعد البدلاء كل تلك الفترة دون الاستعانة به.
لكن هل يقوم الرجل حقًا بعقاب رونالدو منذ بداية الموسم بسبب طلبه للرحيل، أم أن العقاب جاء بعد تصرفاته الأخيرة فقط التي تنعكس بشكل سلبي على الفريق؟
الحقيقة أن تين هاج لم يبالغ أبدًا في قراره الأخير، بالنظر إلى أن مغادرة رونالدو للملعب هو أمر مكرر وحدث من قبل ومر دون عقوبة، معلنة على الأقل.
في النهاية يحق لتين هاج أن يتخذ أي قرار يراه في مصلحة فريقه في ظل الظروف التي تحيط به من كل جانب والتحديات المتجددة.
الرجل الذي دخل التاريخ
سيبقى تين هاج دائمًا هو الرجل الذي أوقف غرور كريستيانو رونالدو وجعله يجلس على مقاعد البدلاء بل ويبتسم في بعض الأحيان وهو عليها.
في ذلك بعض الفخر للمدرب الهولندي الذي أثبت قوة شخصيته على نجم هو الأبرز بين كافة نجوم جيله، بالأخص فيما يتعلق بالكبرياء والاعتزاز بالنفس.
ربما كان في ذلك القليل من الخير بالنسبة للشياطين الحمر، فالرجل الذي فرض تلك الشخصية القوية على كريستيانو رونالدو لن يقف في وجهه هاري ماجواير أو دافيد دي خيا أو أي نجم مهما كان حجمه.
النادي أكبر أم اللاعب؟
ما حدث في الأسابيع الأخيرة بين كريستيانو رونالدو ومانشستر يونايتد وتين هاج وكافة الأطراف طرح لنا السؤال الشهير، هل النادي أكبر أم اللاعب؟
في الصيف كانت الإجابة تصب في صالح رونالدو، حيث توقع الجميع خضوع الشياطين الحمر وترك النجم البرتغالي يرحل بشكل مجاني لأي فريق أو مقابل قيمة قليلة، لكن ذلك لم يحدث.
من جديد مع قرب الانتقالات من الانتهاء تخيل الجميع أن رونالدو سيعود تدريجيًا لتشكيل مانشستر يونايتد ومع عودته وتسجيله للأهداف ستتناسى الجماهير ما حدث في الصيف، لكن هذا أيضًا لم يحدث، وكان فيه رسالة قوية لكافة عناصر الفريق، هي أن من يريد الرحيل لن يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي إلا إذا أثبت أحقيته في ذلك.
البعض سيقول ما هذا الجنون، أي أحقية تلك التي تتحدث عنها ونحن هنا بصدد الحديث عن كريستيانو رونالدو؟ لكن هنا بالتحديد تأتي إجابة السؤال، نعم النادي أكبر من اللاعب وتجربة مانشستر يونايتد أثبتت ذلك.
ما هو الأفضل لرونالدو البقاء أم الرحيل؟
سيرى البعض أنه من الأفضل لجميع الأطراف أن يرحل كريستيانو رونالدو عن صفوف الفريق في أقرب وقت ممكن وأن تنتهي العلاقة هنا.
لكن أحقًا هكذا يريد رونالدو ختام حكايته في أولد ترافورد وهكذا يسعى النادي لإحباط الجماهير بنهاية سوداء لواحدة من أجمل قصصهم في التاريخ؟
لو حدث ذلك الرحيل ليكون بشكل مؤقت، لكن الأفضل لرونالدو وللقصة الجميلة أن تستمر حتى وإن شهدت بعض العثرات في الأشهر الأخيرة.
رونالدو لو خرج من مانشستر يونايتد لن يجد المكان الذي يحصل فيه على الدقائق التي يريدها والمشاركة في دوري أبطال أوروبا، والنجومية التي كان فيها قبل سنوات، هذه الكلمات نقولها بموضوعية كاملة ونحن نتحدث عن نجم كبير فقد الكثير من بريقه بالفعل.
الأفضل لرونالدو أن يترك كل شيء وينهي مسيرته في مانشستر يونايتد، اليوم أو غدًا أو الموسم المقبل حتى، وأن يستمر تلك الأشهر بأدوار صغيرة في الملعب وكبيرة خارجه، ليقود جيلًا جديدًا من الشياطين الحمر نحو النجومية ومنصات التتويج بكل ما يملك من خبرات وشخصية كبيرة.
بيت القصيد
رونالدو سيظل نجمًا كبيرًا مهما حدث، فلن يتم محو تاريخه قط، لكن بيده أن يكتب تاريخًا جديدًا في الأشهر القادمة في صفوف مانشستر يونايتد.
النادي أثبت بالفعل أنه يملك زمام الأمور في تلك الأزمة، لكن التمادي في ذلك لن يفيد أي طرف، ففي يد الشياطين الحمر أن يستفيدوا من الأشهر المتبقية في عقد اللاعب.
وقتها سيستفيد رونالدو ويستفيد النادي وتستمتع الجماهير بعيدًا عن الأجواء المحبطة ويكون الكل فائزًا.


