أكد رومان أبراموفيتش أنه سيبيع نادي تشيلسي بعد 19 عامًا من الملكية، حيث تعرض لضغوط متزايدة هذا الأسبوع بسبب علاقاته المزعومة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط غزو البلاد لأوكرانيا.
ويقال إن أبراموفيتش حدد سعر الطلب للحصول على النادي ب 2.6 مليار جنيه استرليني، وطلب من جميع الأطراف المهتمة تقديم عرض بحلول يوم الجمعة.
فلم يعد الأمر مجرد تكهنات بعد ضغوطات الصحافة الأوروبية على المالك الروسي، بل قصة تشيلسي "المكروهة" في طريقها للانتهاء.
والغير معلوم الآن، هو أي قصة جديدة سوف تكتب، هل سيكون لتشيلسي مالك ثري آخر، أم مالك يستغل اسم النادي ومكانته الاقتصادية للاستفادة الخاصة منه، أم خيارات عديدة لا ملامح لها.
الشيء الوحيد الذي سنتفق عليه، هو أن تشيلسي في طريقه لنفق مظلم، لا أحد يعرف ماذا يوجد في آخره، فيأمل مشجعوه بوجود رجل يستكمل طريقة أبراموفيتش التي تجلب للفريق البطولات، ويأمل المنافسون في شخص آخر يبعد تشيلسي عن الأضواء.
مالك جديد بأفكار جديدة
Getty Imagesلا يعلم أحد الغيب، فلا نعرف من سيكون مالك تشيلسي الجديد، والأخبار تشير لوجود مستثمر سويسري يرغب في الحصول على النادي، وفي نفس الوقت عبر الملاكم السابق كونور مكجريجور عن رغبته في "استكشاف" شراء النادي.
فبين هذا وذاك وبين أسماء أخرى لا نعلم كيف سيفكر المالك الجديد في استغلال الموارد الموجودة لدى النادي، فتاريخ الفرق الإنجليزية مع الملاك ليس جيدًا، وحصول الأندية على إدارة ناجحة هو أمر يحسدون عليه.
فعلى سبيل المثال، لم تستغل عائلة الجلايزرز شرائها لنادي عريق مثل مانشستر يونايتد، بل تدهور الوضع "رياضيًا" معهم، ولكن تحسن حال الفريق اقتصاديًا مما جلب الأموال الطائلة للعائلة التي لا تأبه لكرة القدم من الأساس.
والحال نفسه مع ستان كرونكي مالك نادي آرسنال، الذي لا يهتم بأي حال من الأحوال بوضع الجانرز رياضيًا، فأوجه التشابه واضحة، المال يأتي أولًا ثم من بعده الأمور الفرعية مثل كرة القدم وغيرها.
القلق يمس توخيل
Chelsea FCلم ينكر المدرب الألماني لفريق تشيلسي توماس توخيل خوف لاعبيه وقلقهم من الوضع الحالي، فتحدث قبل مباراة تشيلسي وليفربول في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة، وأوضح أن لاعبيه يفكرون في الأمر وينتابهم القلق.
هذه التصريحات كانت قبل أيام من عودة المدرب نفسه للحديث في الأمر، لكن هذه المرة وهو غاضبًا، حيث طلب من الصحفيين عدم فتح هذا الملف مرة ثانية لأنه ليس ب "سياسي" على حد وصفه.
ومن البديهي أن تصيب هذه التغيرات القلق لتوخيل، فوضع تشيلسي المستقر في الفترة الماضية ساعده على تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا، وجلب اللاعبين الذي يرغب بهم الألماني.
فيعرف توماس أن وجود إدارة جديدة قد يغير بشكل واضح المفاهيم التي اتفق عليها مع الإدارة السابقة، وحتى الدعم المادي قد يقل.
ففي وقت سابق كان قد رد يورجن كلوب مدرب ليفربول على مطالبات جماهير الريدز بصفقات جديدة للنادي بأن فريقه لا يملكه "أوليجارك"، ملمحًا بأنه لا يحظى بنفس رفاهية تشيلسي.
ويبدو أن تلك الرفاهية قد تتغير في الوقت القادم، ولن يصبح تشيلسي هو هذا النادي الذي يحظى بدعم مادي كبير يتيح له فعل ما يشاء في سوق الانتقالات، وسيتحقق لكلوب مراده.
موسم تشيلسي الحالي
بالنظر إلى جدول ترتيب الدوري سنجد أن فرصة تشيلسي بتحقيق اللقب باتت بعيدة، فيقع تشيلسي في المركز الثالث ب 50 نقطة خلف ليفربول صاحب ال 60 نقطة، ومانشستر سيتي الذي يتصدر ب 66 نقطة، مع وجود مباراتين لصالح النادي اللندني.
وعلى الرغم من كون الفرصة ليست مستحيلة، لكن التخبطات الحالية وتغير الإدارة وعدم الاستقرار، يصعب المهمة.
في نفس الوقت، تشيلسي قد لا يخرج بموسم سيء، بل لديه حظوظ جيدة في دوري أبطال أوروبا بعد تفوقه على ليل في مباراة الذهاب بثنائية دون رد.
ومن المتعارف عليه أن البطولة الأوروبية حالها كحال تشيلسي الآن، فهي متخبطة وغير مستقرة، وليس شرط أن يحصل عليها الفريق الأفضل حالًا، بل أن للعشوائية دور كبير في تحقيقها.
ولكن لتحقيق أي نجاح هذا الموسم سيكون على توخيل دورًا كبير في السيطرة على لاعبيه وإبعادهم عن تلك الضغوطات، وعمل المناخ المناسب داخل النادي لمواصلة مسيرة ناجحة للمدرب الألماني باتت مهددة.
اقرأ أيضًا..
"تلقيت عرضًا من أبراموفيتش لشراء تشيلسي، لكنه يطلب الكثير"