"بدأت في متابعة برشلونة عندما جاء رونالدينيو وكان لما فعله تأثيرًا على الفريق، سيكون من الرائع أن أكون بنصف جودته".
"رونالدينيو كان مؤثرًا مع ديكو وبعض الأسماء الأخرى، أيضًا عندما وصل نيمار، كانوا برازيليين صنعوا التاريخ في النادي، كما حلمت بالوصول وصنع تاريخي في النادي".
من المؤكد أن رافينيا قد قرأ في تاريخ اللاعبين البرازيليين في الدوري الإسباني بتمعن، وبالتحديد في الفصل الذي يتحدث عن نادي برشلونة بصورة خاصة.
نجم البلوجرانا الجديد أمامه تحدٍ من نوع آخر، فلا يتعرض له إلا البرازيليين في الملاعب الأوروبية، وهو الحفاظ على العقلية والاستمرارية، وكثيرة هي النماذج الناجحة والفاشلة أيضًا التي يمكننا سردها.
الانطباعات الحالية حول نجم ليدز السابق كلها تشير إلى وجود لاعب متزن وملتزم في أرض الملعب، كما أنه يحظى بإمكانيات جديدة على الأجنحة البرازيلية وهي المعدلات البدنية الممتازة التي يعطيها، والاتزام التكتيكي.
نحن أمام لاعب جيد في كل النواقص التي مر بها البعض من مواطنيه في السابق، فلما التخوف إذًا؟
لماذا رافينيا من الأساس؟
عادةً ما يكون اللاعبون من البرازيل موهوبين ولديهم بعض المهارات الاستثنائية، والتي يمكن أن تكون مزعجة للمدافعين من أي حجم، ومع ذلك، فإن حمل نفس هذه الأشياء من البرازيل إلى في البطولات الأوروبية ليس بالأمر السهل، فغالبًا ما يجد اللاعبون صعوبة في إظهار تألقهم الفني، خاصة في دوري بوتيرة سريعة مثل الدوري الإنجليزي.
لا يمكن قول الشيء نفسه عن رافينيا، الذي اندمج بسلاسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ وصوله إلى ليدز في عام 2020، كان البرازيلي مصدر إزعاج كبير للمدافعين، فهناك العديد من أصداء مهارات قدوته رونالدينيو بمهاراته المذهلة، وفي الوقت الحالي، لا يوجد لدى نادي برشلونة أي لاعبين يتمتعون بمهارات المراوغة تلك إلا عثمان ديمبيلي، وبالتالي يمكن أن يكون اللاعب البرازيلي رصيدًا كبيرًا عند جماهير النادي في وقت سريع.
حيث تضع فلسفة تشافي التكتيكية قيمة عالية على الأجنحة، وعندما يتعلق الأمر باختيار اللاعبين، فإنه يفضل أصحاب السرعات العالية، وهو ما وضح من قبل عند اختياره آداما تراوري ليكون لاعبًا في النادي على سبيل الإعارة.
وبالتالي نحن نتحدث عن لاعب مهاري وسريع ولديه غريزة تهديفية يمكن تنميتها في الوقت المقبل بصورة جيدة، ولا ننسى أن رافينيا ممرر جيد، ولديه القدرة على إرسال العرضيات والكرات الكاسرة للخطوط.
البرازيلي نموذجي من حيث الجودة في معظم الأشياء الفنية التي يريدها برشلونة، وبالطبع لديه نواقص سيعمل عليها تشافي مع جهازه الفني، لكننا نصل إلى السؤال الذي نحاول الإجابة عنه، هل يمتلك العقلية البرازيلية الناجحة أم الفاشلة؟ بطريقة أخرى.. هل هو داني ألفيش أم نيمار؟
داني ألفيش.. المثالية في أبهى صورها
النموذج الأمثل للتعامل في برشلونة من قبل اللاعبين البرازيليين يرجع بالطبع إلى الظهير الأيمن التاريخي داني ألفيش، وهو الذي يعد المرجعية الأفضل عبر التاريخ للاعبين من قارة أمريكا الجنوبية للتعلم منه.
رافينيا بحاجة إلى النظر إلى قدرات ألفيش الذهنية في التعامل في إسبانيا، حيث لا تشعر أنه لاعب مزاجي أو صاحب مشاكل، هو فقط يحب خلق الصراعات داخل أرض الملعب مع الخصوم، لكن خارجه يتعامل بطريقة مثالية لا يوجد فيها أي مشاكل مع النادي أو جماهيره.
الضغوطات مع البرازيلي كانت هينة، ولا تمثل له أي جديد، أما عن العقلية الفردية، فكان لاعبًا ملتزمًا بما يفرضه النادي، حتى أنه كان يعشق التدريبات تحت قيادة بيب جوارديولا ووصفها بأنها "أفضل من الجنس".
Getty Imagesوهنا ننتقل إلى الحديث الذي أجراه رافينيا مع موقع "soccerbible" في عام 2021 أي قبل انتقاله لبرشلونة بعام لنرى كيف يفكر لاعب البلوجرانا الجديد.
"لطالما قلت لأصدقائي أنني أحب اللعب تحت الضغط وأفضله، الضغط الذي أتحدث عنه هو حيث يتوقع الجميع المزيد منك، المدرب يتوقع المزيد، والجماهير تتوقع شيئًا أكثر".
"هذا يحفزني ليس فقط على ممارسة لعبتي ولكن أيضًا لمفاجأة الناس على أرض الملعب، لذا يمكنك القول إنني أستمتع باللعب تحت هذا النوع من الضغط والتوقع".
تصريحات رافينيا كافية لشرح الفكرة، نحن أمام لاعب يفضل اللعب تحت الضغوطات والدخول في ذروة التوقعات الكبيرة التي يتعرض لها، وبالتالي يخرج أفضل ما لديه.
عقلية رافينيا مشابهة بعض الشيء لما كان يمتلكه ألفيش من حيث النظرية، أما عن التطبيق؟ فلا يمكننا الجزم، لأن فترة ليدز ليست كافية، ولأن جميع الأسماء البرازيلية التي تحولت من عنان السماء إلى سابع أرض، كانت تمتلك بداية قوية ربما أقوى مما فعله نجم ليدز في إنجلترا.
هل ذاق نيمار سم البرازيل؟
في كل مرة يقال فيها أن هناك لاعب برازيلي متمكن وواعد بقوة يحدث هذا الهاجس عند البعض حول عقلية اللاعبين من هذه المنطقة، بالطبع لأن الأمثلة كثيرة ولأن التاريخ مليء بهؤلاء من تركوا الالتزام وبات الاستهتار طريقهم.
آخر تلك الأسماء كان نيمار، لاعب باريس سان جيرمان الحالي، الذي دومًا ما كان يثير الجدل حول قراراته وغياباته المتكررة مع برشلونة ومن ثم مع فريقه الفرنسي.
(C)Getty Imagesوالحقيقة أن نيمار موهبة لا خلاف عليها، وكان بإمكانه أن يصبح في خانة ميسي ورونالدو الأسطورية، لكن عقليته المحدودة جعلته يترك برشلونة ويبتعد عن الأضواء الإسبانية والتواجد في المكان المناسب للمنافسة على الكرة الذهبية للرحيل إلى باريس.
فنحن أمام شخص أضر بمسيرته وأضر بالفرق التي شارك فيها باستهتاره وعدم اهتمامه، فطبيعي أن يخاف الناس من تكرار نفس التجربة، وطبيعي أن نتذكر سويًا أن نيمار لم يكن وحده من الأسماء البرازيلية محدودة العقلية.
حتى الآن لم نرى من رافينيا أي بوادر استهتار، بل في الحقيقة هو يعطي كل الانطباعات المميزة حول قوة عقليته والتزامه، لكن لا ننسى جميعًا أن بداية نيمار كانت إيجابية في كل مؤشراتها، لذلك علينا الانتظار.




