محمود ضياء فيسبوك تويتر
سبع سنوات مرت على مذبحة بورسعيد، الأول من فبراير لعام 2012 شهد يومًا هو الأسوأ في تاريخ الكرة المصرية. 72 شابًا من جمهور الأهلي قُتِلوا بأبشع الطرق الممكنة ومن يومها لم يعد شيئًا كما كان.
لن نتحدث عن تفاصيل هذا اليوم المشئوم فالكل أصبح يعرف الآن حقيقة ما حدث هناك، من قتل ودبر وتآمر وتخاذل، كل التفاصيل معروفة وإذا أردت المزيد فستجده محفورًا في عقول وقلوب الكثير من الأهالي والأصدقاء الذين أقسموا على تذكير الجميع بذلك حتى يوم الدين.
Social Mediaجمهور الأهلي عاد من بورسعيد دون قطعة من روحه ومدرج لم يعد كما كان وكرة مصرية عاشت سنوات من التخبط حتى هذه اللحظة.
لا شيء يؤلم أكثر من الذكريات. موقف يحدث أمامك مشابه لما كان يجري مع أحدهم، أو كلمة يقولها شخص تعيد إليك ذكرى من فقدوا الحياة بدون أي ذنب. أن تنام بدموعك على موتهم، أو ترى أحدهم في نومك فتستيقظ لتجد الدموع على خديك قد جفت من الألم.
أيام تمر حتى يأتي الأول من فبراير ليُعاد أمام عينك في لحظات سيناريو ما حدث يومها وما تلاه من آلام. أعوام تمر ويتحول رأي الجميع من التعاطف إلى الضجر والهجوم، وقد يصل الأمر أحيانًا لاتهامك بأنك من تسببت في موتهم.
Social Mediaذكرى ميلاد أحدهم، موقف مشابه تعيشه مطابقًا لآخر مع صديق فارق الحياة، صورة تمر أمام عينك. كلها أشياء كفيلة لإعادة سيناريو الكابوس وكأنه بالأمس لتتأكد أن ما بقى منك كان جسدًا وروحًا مشوهة لم تعد كما كانت.
تمر الأيام والشهور والسنين دون أن تتغير حقيقة كونهم ماتوا غدرًا دون أي ذنب وأنهم سيبقوا في عقول وقلوب الأوفياء والأصدقاء حتى يوم الدين.
مدرجات الكرة المصرية هي الأخرى لم تعد كما كانت، محاولات بائسة وصدمات كهربائية لإعادة الحياة دون أي جدوى حتى الآن وسط مشاحنات معتادة وتأجيلات مملة لإعادة الجماهير إلى مكانها الطبيعي.
عقليات المشجعين اختلفت بشكل كبير بعد انتقال التنافس من المدرجات والتشجيع إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح الاهتمام الأول في كيفية إخراس المنافس أو البحث عن قيم واهية بدلًا من تشجيع فريقك وهو الهدف الأول من كونك مشجعًا لكرة القدم.

الأمر لم يتوقف فقط على المشجعين بل المدربين ومجالس الإدارات واللاعبين وكل عناصر منظومة الكرة في مصر اختلف تعاملهم مع عديد المواقف بتبعية غياب الجماهير عن المدرجات.
سبع سنوات تغير فيها الكثير داخل العقول والقلوب لتبقى ذكرى 72 شابًا قُتلوا غدرًا في بورسعيد وحقيقة أن من عاش بعد هذا اليوم لم يعد كما كان.
تفاصيل اليوم وما تلاه من صراعات وانكسارات، ذكريات وتواريخ وأحداث كلها ستبقى محفورة في الأذهان والقلوب فسلامًا على من مات غدرًا في بورسعيد.
