وأخيراً بات لمن حاولوا القول أن صورة مانشستر يونايتد ليست وردية بالكامل حق الحديث بكل أريحية، بعد أن خسر الفريق مرتين على يد ولفرهامبتون منها واحدة أقصته من بطولة الكأس، وها هو يعاني من جديد بحثاً عن التأهل لدوري أبطال أوروبا، الذي تشير التوقعات إلى مغادرته بالفعل على يد برشلونة.
ولكن بأي حال هذه ليست المشكلة الأكبر، هذا الموسم كان ميتاً ورحيل جوزيه مورينيو قبل حتى قدوم أولي جونار سولشار كان وراء إعادته للحياة، إذ كان لا بد من منح هؤلاء اللاعبين متنفساً جديداً بعد جثوم مورينيو على صدورهم لوقت طويل.
الخلطة جاءت كالتالي: لاعب من نجوم النادي السابقين يتولى التدريب، يعاونه مايك فيلان مساعد سير أليكس فيرجسون لوقت طويل، بدعم فيرجسون شخصياً في المدرجات وخلف الكواليس، هكذا تسير الأمور نحو إعادة بناء يونايتد من جديد.
هذا الخط تحديداً كان وراء منح سولشار عقداً مدته 3 سنوات، على حساب مرشح بحجم ماوريسيو بوتشيتينو في مخاطرة جنونية ضربت كل أعراف المنطق عرض الحائط.
الأنظار الآن لم تعد تتجه إلى هذا الموسم قدر اتجاهها إلى التالي، فالأمل الوحيد الذي ينبغي القتال لأجله هو المركز الرابع، الحالة لا تشير إلى أي مفاجآت ضد برشلونة بالفعل حتى وإن كان كل شيء وارد الحدوث في عالم كرة القدم..
ولكن قبل أن نتجه للموسم القادم، والصفقات التي سيضمها سولشار ما سيمنحه فرصة أكثر عدلاً للحكم عليه بشكل قاطع، إلا أن الأهم يظل من سيبقى ومن سيرحل حتى نعلم ما الذي يحتاج الفريق لشرائه لاحقاً..
هناك ثوابت واضحة مثل حاجة الفريق البديهية لمدافع وظهير على مستوى أعلى مما يملك، لاعب إضافي في الوسط لحل أزمة ماتيتش معدوم البديل، ولكن الفريق صار فجأة مهدداً بخسارة بعض الأعمدة الرئيسية..
Getty Imagesبدايةً من بول بوجبا، الكثير اتخذ صفه ضد مورينيو نظراً لسمعة الأخير من ناحية، ولعدالة مطالب الفرنسي الفنية من ناحية أخرى، فقد عبر بوجبا وقتها عن صوت الجماهير ككل.. إلا أن الفرنسي إن صحت الأنباء الحالية، فهو يحاول إثبات أن مورينيو كان على حق بشكل أو بآخر!
عقد بوجبا ليس مشكلة حقيقية، إلا أنه في وجود اهتمام من فريق بحجم ريال مدريد يقوده اسم مثل زين الدين زيدان، فإن مجرد عقد لن يكون حائلاً دون إتمام الصفقة، وهنا القضية الأولى على طاولة سولشار وفيلان، إما أن يقنعاه بالبقاء، وإما أن يطبقا منهجية سير أليكس حرفياً.. من يريد الخروج سأريه الباب بنفسي.
يُقال أن بوجبا يريد المزيد من المال، شأنه شأن أندير هيريرا أحد أهم لاعبي وسط الفريق، وهنا لدينا مشكلة حقيقية، فالإسباني ينتهي عقده بنهاية يونيو المقبل.
على صعيد آخر إليكم هدية لويس فان خال الأبرز في فترته مع مانشستر يونايتد، حين أجبر ديفيد دي خيا على البقاء، والكل يعلم أين كان ليذهب هذا الفريق بدون حارسه.
ينتهي عقد دي خيا أيضاً في يونيو المقبل إلا أن هناك خيار لتمديد العقد سنة إضافية، وحين تظهر أخبار اقتراب اللاعب من الرحيل، لن تعرف أبداً كم الفرق التي ستجدها تطرق الباب بشكل فوري..
الحل فقط ليس في شخصيتي سولشار وفيلان وإن كان يجب أن يصبح لهما دوراً كبيراً في حسم تلك الملفات، فهما هنا سيؤديان دور الإدارة الرياضية لأن مانشستر يونايتد لا يملك واحدة بالفعل، إذ يبقى الدور الأكبر على عاتق الإدارة المالية المتمثلة في شخص إد وودوارد، رجل اقتصادي كبير، لم يبخل على النادي على صعيد التكلفة أو الرواتب، ولكن هذا الأمر قد ترك لنا مشكلة كبيرة هنا.. اسمها أليكسيس سانشيز بالمناسبة، وهو ما سنتحدث عنه غداً بمشيئة الله.