هيثم محمد فيسبوك تويتر
جاء اختيار رابطة اللاعبين المحترفين لبول بوجبا، لاعب مانشستر يونايتد، للتواجد في تشكيلة الموسم الجاري لتشكل مفاجأة كبرى لعالم كرة القدم، خصوصاً وأن الفرنسي كان الوحيد من خارج ليفربول ومانشستر سيتي.
بوجبا يمكن وصفه هذا الموسم باللغز، لاعب ذو إمكانيات هائلة، ولكن منذ عودته لمانشستر في 2016 فشل في إظهار تلك الإمكانيات وتأكيد مكانته كأحد أفضل لاعبي خط الوسط بالعالم.
ويعد هذا الموسم حلقة جديدة في مسلسل تذبذب مستوى بوجبا في مانشستر، البعض عزا الأمر في البداية لعلاقته المتوترة مع المدير الفني السابق جوزيه مورينيو، وتأكد من صحة نظريته مع رحيل البرتغالي وقدوم أولي جونار سولشار، وما أتى معه من تحسن بمستوى الفرنسي.
صحوة بوجبا بدت وكأنها وقتية، مع بدء تراجع مستوى يونايتد، بدأ بوجبا هو الآخر في التراجع وبدأت نفس العيوب في الظهور من جديد، التراخي في الملعب وغياب الروح القتالية، لتعود الاتهامات له بعدم الجدية أو الاكتراث بالفريق.
حالة شبيهة بموقف بوجبا نراها في الملاعب الإنجليزية هذا الموسم كذلك هي موقف مسعود أوزيل في أرسنال، النجم الألماني أصبح لغزاً لا يجد له متابعي الجانرز حلاً، إمكانيات فنية هائلة وروح مفقودة أصابت مدربه أوناي إيمري بالحيرة.

أوزيل الذي كان من أفضل لاعبي العالم وقتما كان في ريال مدريد تحول للاعب غير مرغوب في خدماته هذا الموسم، وحتى عندما عرضه أرسنال للبيع يناير الماضي، بحسب التقارير، لم يجد مشترى في ظل تراجع المستوى والراتب المرتفع للألماني.
وكأن مورينيو هو العامل المشترك بين أوزيل وبوجبا، فالبرتغالي عندما بدأ في تغيير أسلوب لعبه في ريال مدريد والتقليل من الاعتماد على صانع الألعاب ذو الأصول التركية كان يدرك أنه لا يملك الاستمرارية الفنية، وليس لاعباً يعتمد عليه للمستقبل، وهو ما قد كان في أرسنال.
البعض قد يقول إن بوجبا وأوزيلا لاعبان يتوهجان ضمن المجموعة كما كان الحال للفرنسي في يوفنتوس بجوار أندريا بيرلو وأرتورو فيدال وكلاوديو ماركيزيو، ونفس الحالي للألماني بالميرينجي بجوار أنخيل دي ماريا وكريستيانو رونالدو والبقية، ولكن لا يلائمهما دور النجم الأول للفريق والقائد.
حالياً يحاول إيمري تطويع أوزيل لملائمة أسلوب لعب أرسنال السريع في محاولة لاستغلال قدراته التمريرية، ولكن في أحيان كثيرة يكون التضحية به هو القرار الأنسب لمصلحة الفريق وباقي زملائه بسبب قلة مجهوده وتكاسله في الواجبات الدفاعية.
أمثلة مثل بوجبا وأوزيل هي أكبر مثال على النجوم الزائفة التي تحدث عنها مورينيو في وقت سابق، لاعبون أصحاب مواهب فنية كبيرة، ولكن يفتقدون لعنصر الشخصية والجدية، ويتعاملون مع الكرة وما يأتي منها من نجاحات على أنه أمر مسلم، والنتيجة ملايين تُصرف دون طائل ومعاناة لجماهير وأندية شعبية كبيرة.
قد يؤمن بوجبا انتقاله لريال مدريد الصيف المقبل، وقد نرى أوزيل بنادي آخر كبير كخطوة مقبلة، ولكن سيبقى الثنائي دائماً تحت دائرة الاتهام بسبب عدم استغلال إمكانياتهما الفنية الكبيرة وتضييعها بشخصية صغيرة لا تتناسب معها.
