بوتر بحاجة للوقت، ويونايتد ممتع مع تين هاج .. قمة درامية تبوح بالأسرار

انتهت مباراة تشيلسي ومانشستر يونايتد بالتعادل الإيجابي 1-1، مواجهة لم تكن النتيجة هي أهم ما فيها، ولكن مناقشة الأفكار ومحاولة قياس التطور الذي يحدث مع كلا الفريقين.

من ناحية نرى أن فريق الشياطين الحمر بات أكثر تماسكًا، حتى وإن لم يسجل ويفوز اليوم ولكن هناك مبادئ واضحة للعمل من خلالها والوصول إلى حالة أفضل مع الوقت.

ومن ناحية أخرى، نرى أن تشيلسي لا يزال بحاجة إلى وقت مع جراهام بوتر من أجل فهم ومعرفة أسلوب المدرب أكثر والاعتياد على نهجه.

الوقت وتجربة بوتر

من يشاهد الدوري الإنجليزي باستمرار وكثافة يعرف من هو جراهام بوتر، الرجل الذي صنع فريقًا قويًا للغاية مع برايتون، نحن نعلم خطورة هذا النادي الذي استطاع إحراج الأندية الكبيرة في الدوري الممتاز.

Getty Images

وبالتالي فنحن نتفهم أن تجربة بوتر مع تشيلسي حاليًا لم تصل إلى مرحلة متقدمة بعد، ولكن البلوز يحاول فهم أسلوب هذا الرجل والتأقلم على الوضعية الجديدة، ويتضح ذلك من خطورة تشيلسي القليلة.

يمكننا مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد وبرايتون في بداية الموسم ونرى كيف كان الأخير خطيرًا وكيف صنع العديد من الفرص، هذا حدث لأن مدربهم كان معهم منذ مدة طويلة.

أما تشيلسي فعانى في صناعة الفرص الخطيرة لمدة 36 دقيقة، ولم يتحسن الوضع إلا مع نزول ماتيو كوفاتشيتش بدلًا من كوكوريلا وتغيير الطريقة إلى 4-3-1-2، وتكثيف محاولة الاختراق من العمق، وبالتالي وصل البلوز لمناطق يونايتد وهدد مرمى الحمر أخيرًا.

لذلك نعلم أن الحكم على بوتر الآن هو أسوأ ما يمكن فعله، سواء كان الرأي إيجابيًا أو سلبيًا، الفريق لا يزال بحاجة إلى وقت أكثر مع الرجل لكي نستطيع حتى أن نصدر حكمًا منطقيًا يخلو من العواطف.

لا حاجة لنا برونالدو

في الفترة الماضية حتى وإن تواجد كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، لم يكن البرتغالي مؤثرًا سواء في لقطات الفوز أو الهزيمة.

البعض ينتظر سقوط الشياطين الحمر لتحميل الفشل للمدرب إريك تين هاج، وبالطبع سيفتح الحديث عن غياب رونالدو ومدى تأثيره على منظومة يونايتد، وأشياء من هذا القبيل.

ونحن لا نهتم بنتيجة المباراة ولا نهتم بالنقاط الآن، لأن ما يحدث داخل مانشستر يونايتد يوضح أن هناك منظومة تصنع، وتتطور وتتحسن مع تين هاج، فالفريق بات منظمًا ومتماسكًا بصورة رائعة.

Getty Images

الفوز أو الخسارة أو التعادل لا تعني لنا شيء، لأن الأهم الآن هو أن هذا الفريق يسير على الطريق الصحيح، هذا النادي يتحسن عرضه بشكل متزايد، وندرك يومًا بعد يوم أن مع تغيير العناصر فسوف نرى نسخة مميزة من يونايتد.

ولذلك علينا أن نعلم أن غياب رونالدو أو تواجده لن يؤثر، فلا حاجة لمانشستر بوجود الدون، ونعم هذه حقيقة ولا يوجد فيها أي مشاعر سيئة تجاه صاروخ ماديرا.

هذا النادي بحاجة لتلك الحيوية والطاقة التي يعطيها الشباب في المقدمة، وبالتالي فإن الأحداث الماضية المتعلقة بخلافات كريستيانو مع تين هاج هي من مصلحة الفريق والمدرب الهولندي.

دفعة معنوية

بعد التعادل اليوم يمكننا القول إن فريق يونايتد سوف يأخذ دفعة معنوية قوية قد تساعد تين هاج على تحسين عروض عناصره الفنية في الفترة المقبلة.

يونايتد يسير بصورة جيدة مع الهولندي في الدوري الإنجليزي، وها هو ينتصر على تشيلسي في مواجهة درامية، وبالتالي فإن المعنويات مرتفعة للغاية.

وعلى الرغم من ذلك، فيمكننا القول إن عناصر الفريق تظلم تين هاج يوم بعد يوم، لقطة ضربة الجزاء التي حدثت من ماكتوميناي هي خير دليل على مدى انخفاض المستوى لدى الشياطين الحمر.

لا يزال أمام المدرب الهولندي الكثير لتطويره في الفترة المقبلة، سواء على المستوى الجماعي والمنظومة أو على المستوى الفردي.

أما عن بوتر، فلا بد أن ندرك أن هذه النتيجة جيدة بالطبع، لأن فريقه لم يقدم ما يجعله الفريق الذي يستحق الفوز، هي فقط مسألة وقت ونرى نسخة أشرس وأقوى من البلوز.