Karim Benzema Real Madrid 2019-20Getty Images

بنزيما في ريال مدريد.. 11 عامًا من المجد والحيرة واللامبالاة

يحتفل اليوم ريال مدريد بالذكرى الحادية عشر لتقديم نجمه كريم بنزيما كلاعب في صفوف الفريق، في حدث سيتوقف عنه التاريخ طويلًا، في الحقيقة سيتوقف لأنه لن يعرف ماذا سيكتب.

في التاسع من يوليو للعام 2009 قام ريال مدريد بتقديم بنزيما أمام مدرجات سانتياجو برنابيو التي امتلأ أغلبها لاستقبال الموهبة الفرنسية التي كانت محل صراع بين برشلونة ومانشستر يونايتد والعديد من كبار أوروبا.

بنزيما قدم مع أولمبيك ليون مستويات مميزة جعلته مطمعًا لكبار الأندية، ليخطفه ريال مدريد في نهاية الأمر مقابل 37 مليون يورو، في ميركاتو ضم فيه كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا وتشابي ألونسو وألفارو أربيلوا كذلك.

بعد 11 عامًا مع ريال مدريد تتباين الآراء حول كريم بنزيما، تنصفه الأرقام ويفضحه غضب الجماهير، وتنصفه بعض الجماهير وتفضحه مقاطع الفيديو الساخرة، يتأرجح تقييمه ما بين القمة والقاع، ولا أحد يستطيع وصف الرجل في جملة واحدة كما يحدث مع الأساطير أو اللاعبين المخيبين للآمال.

في الحقيقة مسيرة بنزيما يمكن اختصارها في جملة واحدة، هو لاعب فيه من التناقضات ما يلفت نظر الأعمى، وما ينتج عنه صدمات للكفوف تعبر عن التعجب.

الرجل امتاز في البداية بكونه مهاجمًا جناحًا مثل تييري هنري وكيليان مبابي، هؤلاء الذين يفضلون الدخول إلى منطقة الجزاء من ناحية الخط، ولكنهم يسجلون الكثير من الأهداف في الوقت ذاته، هم ليسوا أجنحة بقدر كونهم مهاجمين.

ونتيجة لتواجد رونالدو، وتحوله إلى مهاجم كلما مرت السنوات مع ريال مدريد، وكلما بات هو أكثر بحثًا عن الأرقام والأهداف لمنافسة ميسي، تحول بنزيما إلى دوبلير بشكل تدريجي.

حتى 2012 كانت الأمور على ما يرام، ولكن بعدها بدأت اللامبالاة تعرف طريق النجم الفرنسي، وبات بعيدًا عن التركيز في كثير من الأحيان، لا تشعر من ملامح وجهه أنه سعيد بالفوز كزملائه ولا حزين من الخسارة، رجل يؤدي عمله في صمت ويرحل للبحث عن شيء آخر لانعرفه.

النظر في عيون بنزيما في كثير من الأوقات مما بعد 2012 وحتى الآن يشعرك أنه يمتلك في حياته شيئًا أكثر أهمية من كرة القدم، وأنه يشبهك في الاجتماعات الوظيفية المملة مثلًا، والتي تنظر فيها إلى ساعتك منتظرًا النهاية حتى تمارس ما هو أهم، ملل حتى في أكثر اللحظات إثارة وانفعالًا من الآخرين.

ولكن في الوقت ذاته، لا تستطيع أن تقول إن بنزيما كان كذلك طوال الوقت، لأنك تتحدث عن لاعب حصل على 18 لقبًا منهم 4 بطولات لدوري أبطال أوروبا في 10 مواسم فقط.

دوري أبطال أوروبا؟ تلك البطولة التي هو رابع هدافيها التاريخيين، بمعنى أدق، لا أحد سجل أكثر منه فيها سوى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وراؤول، كل من مارسوا كرة القدم عدا هذا الثلاثي يأتون خلفه، تخيل؟

الرجل هو خامس هدافي ريال مدريد تاريخيًا كذلك، حيث حطم رقم بوشكاش وبات بـ 244 هدفًا هو خامس الهدافين التاريخيين، متفوقًا على كل الأسماء التي مثلت ريال مدريد منذ أن تم تأسيسه وحتى اليوم عدا 4 أسماء فقط وهم كريستيانو رونالدو وراؤول وكارلوس سانتيانا وألفريدو دي ستيفانو.

إجمالًا، لا تستطيع أن تنكر أن مسيرة بنزيما ظلمت بسبب رونالدو، ولا تستطيع أن تنكر أنه استفاد جماعيًا من تواجد رونالدو كذلك، ولا تستطيع أن تنكر تأثير ما حدث معه في فرنسا عليه، ولا تستطيع الجزم بأنه ربما منحه الدافع للاستمرار في ريال مدريد والرد على المشككين، لا تستطيع اعتباره أحد أساطير اللعبة ولا تستطيع نفي ذلك.

زيدان: برشلونة؟ أتابع كل المباريات وهذه تفاصيل إصابة هازارد

 ستسقط عليه تهم اللامبالاة وتمدح أدواره التكتيكية، ستنظر إلى أرقامه وتصفق ثم تضرب كفًا بالآخر حين تراه يهدر كرة أمام المرمى الخالي، ستتوقف أمام السؤال المحير حول مسيرته ولن تأتي بإجابة خوفًا من أن تكون خاطئة، ستبتسم وتتذكر ما قدمه ثم يصيبك التيه من فرط تباينه، ثم في النهاية ستدرك أنك لم تقيمه بما يستحقه أبدًا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0