في ظروف مثالية وبإلقاء النظر على تشكيلتي إيطاليا وبلجيكا، يفترض أن تكون الغلبة تكتيكيًا وفنيًا للأخيرة، لكن هذا لم يكن الحال أبدًا في مواجهة ربع نهائي يورو 2020، بل على النقيض، ظهر الطليان وكأنهم أصحاب الجودة الكبرى في البطولة، فيما كانت خيبة الأمل عنوان زملاء كيفن دي بروينه.
بلجيكا بدأت المباراة بوجود نجوم كثر أولهم الحارس تيبو كورتوا، ومعه كيفن دي بروينه وروميلو لوكاكو بجانب الخبير أكسيل فيتسيل وتوماس مونييه، بينما كانت إيطاليا بتشكيلة لا توصف سوى بالواعدة بقيادة الخبير جورجيو كيليني وعون نيكولو باريلا وماركو فيراتي.
الحديث هنا لا يقلل من قيمة منتخب إيطاليا أو الأسماء الموجودة لدى الأتزوري، ولكن بالمنطق، مقارنة التشكيلتين تصب في مصلحة بلجيكا، وحتى حلول كل مدرب على دكة البدلاء تمنح بلجيكا أفضلية قلب المعطيات.
نجوم فرنسا والبرتغال وغيرهم .. لاعبون في يورو 2020 يحلون أزمات سعودية
لكن ترى ما سبب انقلاب الآية إلى هذا الحد؟ الإجابة بكل بساطة "المدرب".
روبيرتو مارتينيز.. أن تكون "جبانًا"!
Getty Imagesلا يمكن وصف ما قدمه روبيرتو مارتينيز مع بلجيكا أمام إيطاليا سوى بـ"الخوف والجبن"، فلا يعقل أن تكون هذه هي الإمكانيات ويكون الاعتماد بصورة أساسية على الهجمات المرتدة.
حتى الهجمات المرتدة لم تتقنها بلجيكا إلى الدرجة التي تؤهلها لهز شباك دوناروما، بل كانت لعبة واحدة تُرسل إلى الطائر دوكو، أو اجتهادات فردية بجودة كيفن دي بروينه وتمريراته المذهلة.
عدا ذلك، أجبر الضغط الإيطالي منتخب بقيمة بلجيكا على التراجع دفاعيًا واللعب بـ5-3-2 بدلًا من استغلال الأطراف بالصورة المطلوبة في طريقة 3-4-3.
أن ترى تورجان هازارد يدافع، توماس مونييه لا يخرج كثيرًا للأمام، بل على العكس كليهما في الخلف للمساندة الدفاعية بسبب العجز، كل تلك الأمور تشير إلى حقيقة واحدة وهي فشل ذريع لروبيرتو مارتينيز.
بدلًا من أن تكون بلجيكا هي الفعل، كانت مجرد رد فعل أمام منتخب إيطاليا، في ظروف أخرى مع مدرب أفضل، كان ينبغي مواجهة الأتزوري بضغط مماثل، لا بتراجع وكأن بلجيكا منتخب من الصف الثاني لا من القمة.
من يتحمل الخروج البلجيكي والنتيجة المخيبة للآمال في المقام الأول هو المدرب المتواضع جدًا روبيرتو مارتينيز، إنه يبين حقًا قيمة المدرب وأنه نصف الفريق، وأنه حتى لو امتلكت كل النجوم ولا تمتلك من يصنع التوليفة المنافسة، فلا أمل في المنافسة أبدًا أمام أي فريق منظم.
روبيرتو مانشيني.. المدرب نصف الفريق
Gettyما الذي صنعه مانشيني بمنتخب إيطاليا؟ ببساطة شديدة وضع أفضل لاعب في أفضل مركز والاعتماد على "جماعية" وضغط مثالي في نصف ملعب الفريق الخصم.
رُزق مانشيني بثنائي في خط الوسط "فيراتي وباريلا" جعلا له الأفضلية المطلقة في كل الثنائيات تقريبًا، بينما عجز روبيرتو مارتينيز كليًا عن صناعة توليفة منافسة لمجابهة هذا الضغط.
استثمار كل التفاصيل الصغيرة هو عنوان مانشيني، انفجار سبيناتزولا قبل الإصابة في الجبهة اليسرى وجبهته مع لورينزو إنسيني، دي لورينزو وتفاهمه الجبار مع كييزا، تمريرات جورجينيو الساحرة وغيرها.
الحقيقة أن مانشيني أخرج أفضل ما في كل لاعب من أولئك اللاعبون، والنتيجة منتخب إيطالي جماعي لا يعتمد على لاعب واحد، لا يمكنك إغلاق الأمور على منتصف الملعب وتأمل أن ينتهي الطليان، فستجد الجبهات تعمل، العمق الهجومي والدفاعي يأتيان بحلول.
لقد أثبت روبيرتو مانشيني في مباراة اليوم أن المدرب هو نصف الفريق، وبرهن على أن روبيرتو مارتينيز لا يجوز أن يتولى تدريب منتخب بقيمة بلجيكا وإمكاناته.
