يستقطب الدوري السعودي العديد من اللاعبين في العالم، لكنه مازال بعيدًا عن نوعية خاصة من النجوم خاصة تلك المتواجدة في الصفوف الأولى على مستوى العالم.
الأندية السعودية تستخدم المال كأقوى إغراء للتعاقد مع اللاعبين الكبار ونقلهم من دوريات أوروبية للملاعب السعودية، لكن هذا السلاح يبقى غير كافٍ لإقناع نجوم مثل كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي وغيرهم.
اقرأ أيضًا | صدمة كبرى .. جارسيا يشترط تخلي النصر عن هذا الأجنبي
قرأنا أخيرًا عن عرض ضخم ماليًا من أحد أندية الدوري السعودي لضم النجم البرتغالي إلا أنه رفضه، وباعتقادي أن هناك 3 عوامل تمنع رونالدو وأمثاله من الكبار عن اللعب في الدوري السعودي حتى لو قُدمت لهم عروضًا مالية مساوية أو أعلى مما هي في أوروبا، نستعرضها معًا ..
المناخ والأجواء الحارة
الأجواء الحارة في الخليج العربي تبقى دومًا مصدر قلق للاعبين الأوروبيين عند تلقيهم عروضًا من أندية الدوري السعودي، وقد رأينا مدى هلع منتخبات القارة العجوز حين مُنحت قطر حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، ورغم بناء الملاعب المكيفة إلا أن الخوف من الطقس الحار أجبر الجميع على الموافقة على نقل البطولة من الصيف للشتاء رغم آثار ذلك السلبية على الموسم الكروي في الدوريات الأوروبية.
اللاعبون الأوروبيون معتادون على الأجواء الباردة وحقيقة لعبهم في درجة حرارة تفوق الـ40 وسط رطوبة عالية جدًا تجعلهم يُفكرون 100 مرة قبل التوقيع على عقد يربطهم بأحد أندية الدوري السعودي، حتى لو كان مغرٍ ماليًا.
العادات والتقاليد الإسلامية والسعودية
لكل بلد عاداته وتقاليده الخاصة به، والمجتمع السعودي يتمتع بخصوصية كبيرة من تلك الناحية، ورغم التطورات الملفتة في المملكة أخيرًا إلا أنها تبقى غير مناسبة لحياة اللاعبين الأجانب خاصة الأوروبيين.
نجوم أوروبا معتادون على السهر واللهو خلال الإجازات الأسبوعية، لديهم تقاليدهم الخاصة في الاحتفال بالأهداف والبطولات (مثل فتح زجاجات الخمر)، لديهم آرائهم الاجتماعية والدينية الخاصة بهم .. كل تلك الأمور تبقى غير مسموحة في السعودية، وقد رأينا كيف تم منع اللاعبين من بعض قصات الشعر قبل عدة سنوات.
انسجام اللاعب مع تلك البيئة وهذه الحياة المختلفة تمامًا عما اعتاده تبقى أيضًا مصدر قلق كبير له عند وصول عرض له من الدوري السعودي، خاصة أنها قد تؤثر بشدة على مستواه في أرض الملعب، ومؤخرًا نقرأ حول رغبة ميشايل نجم الهلال في العودة إلى البرازيل لعدم انسجامه مع البيئة العربية.
التغطية الإعلامية والاهتمام الجماهيري
العديد من النجوم فضلوا الانتقال إلى الصين وقت الثورة المالية التي ظهرت فجأة هناك، لكن أغلبهم عض أصابع الندم وبدأ يبحث سُبل العودة للقارة العجوز .. السبب ببساطة أنه اختفى عن الأنظار.
التغطية الإعلامية والاهتمام الجماهيري بالدوري السعودي لم يصل بعد للحد المطلوب ليُقنع نجمًا ما في أوروبا بالانتقال له، أي لاعب يعي تمامًا أنه سيدخل عالم النسيان على المستويين الجماهيري والإعلامي حال غادر أوروبا، ولذا يُفضل العديد البقاء في القارة العجوز على قبول عروض أقوى ماليًا من الخليج أو الصين أو أمريكا.
الدوري السعودي قطع خطوات كبيرة في طريق التقدم والتطور خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تركيز المسؤولية وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان على قيادة الرياضة السعودية نحو الأفضل.
الدوري السعودي بدأ بالفعل يحصد ثمار ذلك الاهتمام الحكومي الكبير بالفعل، فنحن نتحدث الآن عن أنه أقوى وأفضل دوري في الشرق الأوسط، والجميع يأمل أن تنجح الملاعب السعودية يومًا ما في استقطاب أولئك النجوم من الصف الأول رغم تلك العوامل الثلاثة التي تُقلل فرص حدوث ذلك.
