.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)
لعب دور البطولة في أي قصة أو تجربة هو الطموح الطبيعي لأي إنسان، والوصول له منتهى النجاح، لكن ما يحدث بعد ذلك قد يضطر الشخص للعودة خطوة للخلف والتضحية ببقعة الضوء تلك لصالح المصلحة العامة والحفاظ على النجاح ... قصة كريم بنزيما مع الاتحاد مثال حي لذلك.
اشترك الآن في شاهد واستمتع بمشاهدة مباريات دوري روشن
بنزيما ظل لسنوات يتألق في لعب الدور الثاني مع ريال مدريد، ضحى بالبطولة لصالح كريستيانو رونالدو، الذي كان يستحق بالطبع، ووافق على أن يكون خلفه، وقد ساعده ذلك على البقاء مع الفريق وتحقيق نجاحات عظيمة.
رحيل رونالدو عن العاصمة الإسبانية باتجاه يوفنتوس سمح للمهاجم الفرنسي بأن يتقدم للأمام ويُصبح بطل الحكاية في ريال مدريد، أصبح الهداف وصانع الفارق ورجل المباريات الحاسمة والصعبة والعنصر الأهم في تحقيق الألقاب والنجاحات .. أتقن دور البطولة وأثبت للجميع أنه يمتلك كل ما يلزم للعبه وأن تضحياته السابقة ما كانت إلا برغبته وليس حسب إمكانياته وقدراته الفردية.
المباراة التالية
حمّل التطبيق الآن الخاص بشاهد لمتابعة دوري روشن
بنزيما توج تلك المرحلة بالحصول على "أوسكار كرة القدم" .. الكرة الذهبية! وبعدها انتقل إلى الاتحاد بهدف لعب دور البطولة مجددًا لكن في بلد وأجواء وبيئة مختلفة .. تحدٍ جديد يمتلك اللاعب كل ما يلزم للفوز به لكن قد يتطلب الأمر منه بعض الصبر والتضحية في البداية.
بنزيما وخلال ما مضى من الموسم لم يستطع أبدًا لعب دور البطولة في جدة، سواء داخل الملعب أو خارجه، سواء على الصعيد الفني أو النفسي أو قيادة غرفة الملابس أو التأثير في زملائه أو تعليمهم وتطويرهم أو أي شي آخر .. يُمكن القول أن فيلم "الحكومة" لم يُحقق الإيرادات المطلوبة في جدة، ولذا لابد من تغيير البطل!
البطل تغير بالفعل في الأسابيع الأخيرة، واضطر "المنتج" لإقناع الجمهور بفيلم جديد هو "الساطي" والذي حقق نجاحًا مذهلًا بعدما لعب بطولته المغربي عبد الرزاق حمدالله، المهاجم أراد أن يقول للجميع أنا البطل ومازلت حتى لو جلبتم آخر من مدريد ليلعب دور البطولة الأهم في جدة.
نعود لبنزيما، ما الذي يجب فعله هنا؟ باعتقادي أن التخلي عن دور البطولة والعودة للدور الثاني هو الحل الأفضل له للنجاح في الاتحاد، على الأقل هذا الموسم، وقد تنصلح الأمور في الموسم القادم ويستعيد دوره ويُصبح البطل الأوحد من جديد.
مارسيلو جاياردو المدير الفني للاتحاد يلعب بمهاجمين، حمدالله وبنزيما، وهنا يجب على أحدهم التضحية لصالح الآخر، كما كان الحل في مدريد بتواجد بنزيما ورونالدو، وحسبما رأينا في المباريات الأخيرة فالتضحية يجب أن تكون من نصيب وصيف العالم عام 2018.
بنزيما حال وافق على لعب نفس الدور الذي لعبه مع رونالدو في مدريد مع حمدالله في الاتحاد سيضمن برأيي تغيير الصورة التي اتخذت عنه حتى الآن، فهو قادر على لعب هذا الدور بامتياز، بصناعة الفرص والأهداف لحمدالله ومساعدته فنيًا بالتحرك خارج المنطقة وخطف أنظار المدافعين وخلق المساحات لزميله.
هذا حدث نوعًا ما في المباراة الأخيرة له مع الاتحاد، أمام الوحدة، تحديدًا بعد إهداره ركلة الجزاء، حيث تخلى عن الركلة الثانية لصالح حمدلله، ومن ثم بدأ يُمارس أدواره القديمة المعتادة بجانب نجم النصر حاليًا وصنع الهدف الثاني الثمين لفريقه.
ما فعله بنزيما يُمثل تراجعًا واضحًا للعب الدور الثاني خلف حمدالله في الاتحاد، خطوة ربما ليست ما كان يُريده اللاعب لكنها ضرورية بالفعل لصالحه ولنجاح تجربته مع الاتحاد، وقد رأينا كيف احتفى وأشاد به الجميع بعد المباراة وهذا هو المطلوب حاليًا، أن تتغير المشاعر السلبية من جمهور العميد نحوه إلى إيجابية.
