Casemiro De Jong Ten HagGoal\GettyImage

بعد دي يونج بات كاسيميرو.. الفشل المتوقع للبرازيلي في منظومة تين هاج!

في الوقت الذي كانت فيه الأنباء تشير إلى رغبة مانشستر يونايتد في شراء فرينكي دي يونج من صفوف برشلونة، تغيرت وجهة الشياطين الحمر نحو متوسط ميدان ريال مدريد كاسيميرو.

صفقة محتملة تثير التساؤلات حول أسبابها في البداية ثم نجاحها من عدمه للفريق الإنجليزي، كما تفتح الباب أيضًا حول التشكيك في موسم ريال مدريد الفقير من حيث الأسماء الجديدة المنضمة للملكي.

كيف تغير التفكير من لاعب مميز مثل دي يونج بخصائص معينة إلى محاولة ضم كاسيميرو الذي يمتلك خصائص أخرى ربما لم يستخدمها تين هاج أبدًا في مسيرته الرياضية؟

وكيف يعيش ريال مدريد بعد أن يفقد عنصرًا أساسيًا كان من أحد أسباب التفوق والهيمنة الملكية على أوروبا لسنوات؟

كيف يفكر تين هاج؟

في الفترة الماضية كانت التقارير الصحفية تتحدث بكثرة عن رغبة تين هاج الملحة على ضم دي يونج، والربط كان سهلًا للغاية، لأن فرينكي كان أبرز العناصر المؤثرة في تشكيلة أياكس عندما صعد الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال في عام 2018.

الحقيقة أن الفكرة كانت مناسبة، الفريق الإنجليزي يريد لاعبًا بخصائص دي يونج لأنه يفتقد لمتوسط الميدان الذكي عندما يمتلك الكرة، والهولندي بارع للغاية في تلك المسألة.

كما أنه قد سبق وأن عمل مع تين هاج في أياكس، وبالتالي لن يأخذ وقتًا طويلًا للاندماج في التدريبات أو التركيبة، بل سيكون إضافة قوية ومفعولها مضمون.

كما أن الأسلوب الذي يريد تطبيقه تين هاج (4-2-3-1) هو ما برع فيه دي يونج في أياكس بشدة، وافتقده في برشلونة مما أثر عليه بالسلب وجعل إريك نفسه يصرح من قبل أن منظومة البلوجرانا غير مناسبة لفرينكي.

كلها مؤشرات إيجابية حول مدى جودة الهولندي الرائعة التي يريدها يونايتد، لكن فشل الصفقة بسبب تعنت اللاعب وإصراره على البقاء في برشلونة جعل مانشستر يفكر في حل آخر.

والمشكلة أن هذا الحل الآخر (كاسيميرو) غير مناسب على الإطلاق لما يريد فعله تين هاج، وصدقني نحن لا نظلم البرازيلي ولا نقلل أبدًا من جودته الرائعة التي كانت من الأسباب الرئيسية في تفوق ريال مدريد بالسنوات الماضية.

كاسيميرو لاعب عظيم للغاية حينما يتعلق الأمر بالدفاع أو قطع الكرات والضغط بكافة أنواعه، هو لاعب ممتاز للغاية في قراءة الهجمات وإفسادها والتغطية على زملائه في المساحة وبالطبع في الدخول في كافة أنواع الصراعات.

لكن البرازيلي محدود للغاية حينما يمتلك الكرة، وهو الأمر الذي علمه مدربه السابق زين الدين زيدان وبالتالي غير من طريقة ريال مدريد في الخروج بالكرة بتواجد لوكا مودريتش أو توني كروس في مناطق متأخرة من الملعب.

والحقيقة أن هذه الطريقة كانت ناجحة وكانت تخفي عيوب كاسيميرو، وصُنعت المنظومة في مدريد على هذا الأساس ومن ثم التنقل إلى مراحل اللعب الهجومية.

أما مانشستر يونايتد فهو يحتاج إلى لاعب مميز في الخروج بالكرة والاحتفاظ بها، يحتاج إلى نجم مثل دي يونج أو فابينيو أو رودري، هذه أسماء تعطي لك هذه الميزة.

وحتى استخدام طريقة زيدان لإخفاء عيوب كاسيميرو لن تنجح، لأن يونايتد لا يمتلك لاعبين مثل كروس أو مودريتش، بل أن الوضع في بقية المراكز أسوأ.

في الحقيقة هي صفقة غريبة للغاية، وغير مفهوم حتى الآن ما إذا كان قرارها يرجع إلى تين هاج من الأساس أم لا.

هل يمثل كاسيميرو أزمة جديدة ليونايتد؟

كان البرازيلي من ضمن الأسماء التي ساعدت ريال مدريد على تحقيق كافة أنواع الألقاب في المواسم الماضية، ولا شك أن بطولات دوري الأبطال لم تكن لتحقق في غياب كاسيميرو.

المنظومة في مدريد كانت مصنوعة لكي يخرج كل الأسماء أفضل ما لديهم، ولتدارك عيوبهم، وهو الأمر الذي يوضح أن الملكي لا يأخذ خطواته إلا بعناية.

ولكن كاسيميرو لم يقدم العروض المعروفة عنه في الموسمين الماضيين من الأساس، وبالتالي فإن مردوده الفني المتوقع في الفترة المقبل سيكون محلًا للشك، بجانب الاختلافات التكتيكية التي سردناها من قبل.

ولكن لماذا يرحل كاسيميرو إذًا لفريق مثل مانشستر في الوقت الحالي؟

ومن ناحية اللاعب نفسه، فقد يكون قد قرر الخروج من ريال مدريد بعد أن وصل إلى سن الـ 30 بسبب معاملة إدارة الملكي للاعبيها في تلك المرحلة.

ولنا في قصة تجديد عقد راموس خير مثال، حيث انتهى الأمر في النهاية بخروج قائد الملكي التاريخي إلى باريس سان جيرمان لكي يحصل على المدة التي يريدها بجانب المال الذي يراه يناسب قيمته.

فالتقارير الآن تشير إلى حصول كاسيميرو على راتب ضخم سيجعله من ضمن الأبرز في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو تقدير رائع لن يحصل عليه في الملكي.

كما أنه من المتوقع أن تصل مدة التعاقد إلى 5 سنوات، وهو الأمر الذي لن يجده أبدًا في إسبانيا مع الملكي، لكنه في نفس الوقت يشكل خطرًا على نادي يونايتد.

حيث أن الفريق الإنجليزي يدفع رواتب ضخمة للغاية على لاعبيه، وتواجد كاسيميرو لمدة 5 سنوات براتب ضخم آخر قد يصنع أزمة جديدة في الأمور الاقتصادية للنادي، خاصةً وأن مردوده البدني والفني سينخفض على مدار تلك السنوات، وسنصل إلى مرحلة يجلس فيها البرازيلي على الدكة ويتقاضى أموال كبيرة بلا أي فائدة تذكر.

فلا بد أن يدرك مانشستر تلك النقطة قبل أن يعطي البرازيلي كل هذه الإغراءات التي لا تقاوم.

هل هي صفقة ناجحة؟

من منظور ريال مدريد، نستطيع أن نقول إنها صفقة رابحة ورائعة ومدهشة وكل المصطلحات الإيجابية، فنحن نتحدث عن لاعب قل مستواه في السنين الأخيرة، وسيخرج بقيمة انتقال كبيرة قد تصل إلى 60 مليون جنيه استرليني.

أما من ناحية مانشستر يونايتد فيمكن أن نقول أن في طروف أخرى قد تكون هي أفضل صفقة على الإطلاق، لكن في ظل تواجد تين هاج وأسلوب لعبه لا نراها مناسبة.

الأمر الذي يجعلنا نشك أن هناك تخبط من الأساس في الإدارة، ولا يوجد دراسة لاختيار الصفقات، فقط هو البحث عن نجم جديد لإشباع رغبة الجمهور بإبرام التعاقدات.

أما عن النظر من زاوية كاسيميرو، فلماذا يوافق البرازيلي على الرحيل إلى يونايتد وهو يعلم أنه لن يناسب تلك الطريقة؟

الحقيقة نحن لا نعلم، ربما بسبب الراتب الكبير والعقد الطويل، أو ربما يرى أنه سيتطور مع الهولندي ويمتلك تلك النواقص التي طالما اتهم بافتقادها.

المحصلة أن تلك الصفقة داخل الملعب ستضره وستضر صورته في آخر أيامه في كرة القدم، فليس من المنطقي أن بعد كل هذه السنوات الرائعة من المجد مع ريال مدريد أن يتم اتهام البرازيلي بأنه لاعب سيئ لأنه لم ينجح في مانشستر يونايتد.

نحن لا نستطيع الجزم بأي حقيقة مؤكدة، لكن هناك مؤشرات غير جيدة تحوم حول تلك الصفقة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0