بعد انطلاقة قوية أصبحت حديث العالم كله، عاد إنتر إلى دوامة الشك من جديد بد هزيمتين متتاليتين أمام برشلونة ويوفنتوس، الأولى صعبت أكثر من وضعيته في دوري أبطال أوروبا، والثانية خطفت منه صدارة الدوري الإيطالي، لينتقل الحديث من طور عودة إنتر للمنافسة القوية محليًا وأوروبيًا إلى أنه ما زال الطريق طويلًا.
بالطبع طريق العودة ليس سهلًا، والمنافسة على الدوري لا تعني تتويجًا به في النهاية بشكل حتمي، خاصة وإن كان المنافس اسمه يوفنتوس، وبالطبع العودة محليًا لا تعني القدرة على المنافسة أوروبيًا، ولكن عقلية الأندية الكبرى يجب أن تكون دائمًا متمحورة حول الفوز ليس إلا، حتى وإن لم يأتِ في الوقت الحالي، على الأقل ستضمن أنك لن تستسلم لفكرة أنه ما زال الوقت طويلًا حتى ننافس مرة أخرى.
في بداية الكالتشيو حقق إنتر 7 انتصارات متتالية ندح من خلالهم في الوصول إلى العلامة الكاملة، ومع وجود تشكيل يستطيع المنافسة ومدرب بحجم أنطونيو كونتي يعلم جيدًا كيفية المنافسة على المدى الطويل، وفي وضع غير مستقر بالنسبة ليوفنتوس مقارنة بالسنوات الماضية التي سيطر فيها على المشهد، رشح الكثيرون النيراتزوري للفوز بالسيري آ هذا العام، كبداية لعودته كأحد الكبار في إيطاليا وأوروبا.
ولكن مع أول مواجهتين أمام خصوم كبار، سقط إنتر في كامب نو وفي جيوسيبي مياتزا أمام برشلونة ويوفنتوس بالنتيجة ذاتها؛ هدفين مقابل هدف واحد، في مباراتين كان الفارق بينهما 4 أيام فقط.
قبل هاتين المباراتين صرح أسطورة النيراتزوري ونائب الرئيس خافيير زانيتي أن اللعب أمام برشلونة ثم يوفنتوس مهم ليعرف الفريق إلى أين وصل، مؤكدًا أن الهدف من مباراة برشلونة تحديدًا هو تحديد المسافة التي سارها إنتر على طريق العودة.
خلال المباراة قدم إنتر أداء مميزًا، ولكنه لم يفلح في النهاية في تحقيق الفوز، ولعبت الفروق الفردية دورها في أن خرج برشلونة منتصرًا بهدفين مقابل هدف واحد، ليعرف إنتر أنه بالفعل سار إلى الحد الذي يجعله قادرًا على مقارعة الكبار، ولكنه لم يستطع تحقيق الفوز الذي جاء من أجله.
لماذا يُرهق لاعبو إنتر رغم وجود بينتوس؟
أمام يوفنتوس كانت الأمور مغايرة، حيث لعب يوفنتوس مباراة أفضل ونجح في السيطرة على المباراة وإخضاع النيراتزوري على أرضه، ليعود الحديث عن الفارق بين يوفنتوس والبقية، وكيف يمتلك يوفنتوس فريقين ونصف فيما يمتلك الجميع في إيطاليا فريقًا واحدًا، هذا لم يصرح به منافس أو غريم، بل المدرب أنطونيو كونتي نفسه.
الحديث من قبل كونتي عن المسافة ما بين يوفنتوس والبقية، وعن كون مشروع إنتر في بدايته خلق الكثير من الشكوك حول جدية منافسة النيراتزوري على لقب الدوري هذا الموسم، ولكن في الوقت ذاته، ما يقال في وسائل الإعلام غالبًا ما لا يتفق مع ما يتحدث فيه المدرب مع لاعبيه داخل غرفة خلع الملابس.
السؤال الآن، كيف سينجح إنتر في الاستفاقة من هذا الكابوس والعودة إلى القوة التي بدأ بها الموسم؟ الإجابة يعرفها كونتي وحده، الرجل بالطبع استغل فترة التوقف الدولي من أجل شحن همم لاعبيه وتجديد حماسهم وثقتهم في أنفسهم، هذه ستكون البداية قبل أي شيء آخر.
الحل الثاني سيكون تغيير محتمل للخطة من 3/5/2 إلى 3/4/3 خاصة مع إصابة سينسي ودي أمبروزيو وأليكسيس سانشيز التي ستقلل من الحلول الفعالة وترابط الخطوط في حالة الـ 3/5/2، بوليتانو على الجناح بجانب لاوتارو ولوكاكو من أجل إضافة حركية أكثر وترابط بين الخطوط، واستغلال أمثل لكاندريفا أو لازارو كظهير أيمن، هذا ما يمتلكه كونتي حتى يعود محركه سينسي على الأقل.
إذًا لا يمكن اعتبار سقوط إنتر نهاية أحلامه في المنافسة، ولا يمكن اعتبار بدايته القوية مؤشرًا أكيدًا لفوزه بالدوري الإيطالي، ما نملكه الآن هو الإيمان بقدرة إنتر على المنافسة، المنافسة فقط، أما النتائج فهي شيء غامض حتى الآن سيتضح في نهاية الموسم وليس قبلها.




