كان يُمكن أن يذهب لاعبو برشلونة إلى منازلهم متصدري الترتيب للمرة الأولى هذا الموسم، وهم يعرفون أنها صدارة مؤقتة لساعات فقط، لكن حتى هذه الساعات رفضوها بالتعادل بثلاثة أهداف لمثلها خارج الديار أمام ليفانتي.
مباراة تُترجم لنا موسم البرسا بإمتياز: عدم إستقرار على أي نتيجة إيجابية وإهدار الإنتصارات في أكثر الأوقات التي يحتاج لها، وذلك بسبب عيوب يصعب حلّها بـ"ترقيعات دفاعية" طوال الموسم بل يجب التخلّص منها جذرياً.
برشلونة يُعتبر خارج السباق لا إذا حصلت له معجزة مع منافسيه المباشرين في المباريات المقبلة.
تشكيلة الفريقين:
برشلونة:
تير شتيجن - لونجليه - بيكيه - أراوخو - ألبا - بوسكيتس - دي يونج - بيدري - ديمبيلي - ميسي - جريزمان
إشراك عثمان ديمبيلي من البداية الى جانب اراوخو الذي بدأ أساسياً ضمن رسم تكتيكي 3-1-4-2 مستخدماً اللاعب الفرنسي ظهيراً في الحالة الدفاعية ومستفيداً من سرعته على الأطراف لتوسيع الملعب أمام فريق دفاعي.
ليفانتي:
فيرنانديز- فيزو - دوارتي - سواريز -تونو - ميليرو - باردي - ميرامون- موراليس - مارتي - دي فروتوس
ليفانتي يخطف نقطة ويقتل حظوظ برشلونة في الفوز بالدوري الإسباني
مباراة من وجهين وشوطين مختلفين الأول سيطر عليه برشلونة وكان خطأه الأكبر عدم زيادة غلّة أهدافه في الشوط الأول والوجه الثاني هو ذلك المعيب دفاعياً الذي كلّفه موسمه بأكمله.
نقاط من الشوط الأول: "الأمان قبل العاصفة"
- سيطرة كاملة لبرشلونة بالأخص في الربع ساعة الأولى وكان بإمكانه تسجيل أكثر من الهدفين اللذين أحرزهما
- ميسي كان كلمة السر عبر تحركاته وهدفه وتمركزاته إضافة إلى مساهمته في الهدف الثاني
- ظهر برشلونة حاضراً ذهنياً وبدنياً للمباراة في هذا الشوط
- ورقة عثمان ديمبيلي كانت في مكانها مساهمة في التمريرة الحاسمة للهدف الثاني وأحد أفضل اللاعبين في المباراة
شوط إنتهى معطياً إنطباعاً بأن برشلونة قام بالمطلوب منه بأقل جهد ممكن، لكن ما خبّاه الشوط الثاني بدا وكأنه مُلخّص أحداث الموسم بأكمله، ذ لنكن صريحين، لا يُمكننا أن "نضع الأمان" في هذا الفريق.
شوط بعنوان "حاجة برشلونة لتغيير منظومته الدفاعية" بأكملها
من إحدى التغييرات التي حُسبت لكومان هذا الموسم هو التغيير التكتيكي أحياناً واللعب بـ3 قلوب دفاع في محاولة لتعزيز الدفاع المهزوز، حينها حاز على إشادة كبرى، لكن لا تغيير خططي ممكن أن ينفع مع عناصر لا تُطبق أو تستوعب المطلوب منها وهنا الكلام عن ثنائية بيكيه - لونجليه والظهير سيرجي روبيرتو الذي باتت تحوم حوله علامات إستفهام كبيرة مع كل مشاركة له، ومن غير المنطقي من المدرب رونالد كومان إشراكه كقلب دفاع ثالث في حين أنه يملك أسماء أخرى ممكن أن تدخل بديلة لأراوخو الذي تعرض للإصابة كمثال صامويل أومتيتي أو أوسكار مينجويزا.
هدفان في 10 دقائق لليفانتي حقق من خلالها ريمونتادا عقّدت المهمّة على برشلونة الذي كان قريباً من فوز سهل خارج الديار، حتى هدف ديمبيلي الثالث لم يُسعف الضيوف إذ عادوا ووقعوا في فخهم الدفاعي ليسجل ليفانتي الهدف الثالث للتعادل الكفّة من جديد.
هذه التفاصيل، لكن الحقيقة أن وجود برشلونة ضمن هذه المنافسة الكبيرة مع الأمتار الأخيرة هي التي كانت الشواذ على قاعدة هذا الموسم، ربما سيحزن البعض من هذه الكلمات، لكن بالفعل "فورة" برشلونة بالانتصارات وتحقيق لقب كأس الملك ليس هو القاعدة بل الاستثناء نظراً لكل الظروف التي يمر بها، ما ظهر أمام ليفانتي هو الوجه الحقيقي المجرّد لبرشلونة والذي يجب البناء عليه والذي يجب أن يعيد لاعبيه وجهازه الإداري إلى أرض الواقع.




