دفع برشلونة الثمن غاليًا جراء خطأ ساذج من حارسه الألماني تير شتيجن، ليخسر أول 3 نقاط في مسيرته بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، على يد مضيفه الفرنسي موناكو.
تابعوا أقوى الدوريات الأوروبية ومنافساتها عبر TOD
فعلى ملعب لويس الثاني، أكرم موناكو ضيافة برشلونة بنتيجة (2-1)، أمس الخميس، ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا.
برشلونة لعبة حوالي 85 دقيقة كاملة بنقص عددي بعد طرد لاعبه إريك جارسيا مبكرًا في الدقيقة 10، ورغم تأخره في النتيجة بهدف ماجنيس أكليوش (16)، إلا أنه أنهى الشوط الأول على وقع التعادل الإيجابي (1-1) بعدما سجل لامين يامال هدفًا رائعًا للبارسا.
إلا أن أبناء هانز فليك فقدوا السيطرة على المباراة وفشلوا في سد العجز الذي خلفه طرد جارسيا، وتلقى الفريق هدفًا ثانيًا عبر جورج إلينيخينا (71)، ليخرج النادي الفرنسي بانتصار غالٍ وثمين ويعود برشلونة بحسرة الخسارة.
تير شتيجن "دراما كينج"!
لم يكن جمهور برشلونة بحاجة إلى مباراة الأمس، للتأكد من أن الفريق يعاني من ثغرة واضحة على مستوى حراسة المرمى في ظل المستوى المتواضع الذي يقدمه تير شتيجن خلال المباريات الكبرى، وتحديدًا على مستوى دوري أبطال أوروبا.
ويحمل شتيجن رقمًا سلبيًا واضحًا في مباريات دوري الأبطال، حيث لعب بقميص البارسا 85 مباراة، استقبلت شباكه خلالها 99 هدفًا، وخلاف ذلك يورط الفريق في بطاقة حمراء في الدقيقة العاشرة بسبب خطأ ساذج في التمرير ويستقبل الهدف الثاني بدون أي محاولة للإنقاذ.
ولعل ما قدمه تير شتيجن الأمس، يظهر للجمهور الألماني تحديدًا أن كل الصراخ والنحيب الذي يقدمه الحارس من أجل الحصول على فرصة في منتخب بلاده بدلًا من الأسطورة مانويل نوير، ما هي إلا أصوات يجب أن يتجاهلوها تمامًا، حتى بعد اعتزال نوير دوليًا.
والسؤال هنا، كيف ينتظر برشلونة أي أمل في العودة لمنصة دوري الأبطال وهذا هو الحارس الأساسي للفريق؟!، إنه حتى لا يستحق أن يقارن بأندري لونين الحارس الاحتياطي لريال مدريد، ولذلك يهيمن الملكي على عرش البطولة بفضل تأمينه لمقعد حراسة المرمى بأفضل صورة ممكن.
فليك والسباحة ضد التيار
لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتحمل هانز فليك مسؤولية السقوط الأول لبرشلونة هذا الموسم، لأن كل العوامل لعبت ضده في مباراة موناكو، إذ دخل اللقاء بكتيبة تفتقد 7 لاعبين أساسيين للإصابات وبدلًا من أن يساعده البدلاء على الإفلات من هذا المأزق ضاعفوا من مصائبه بأخطائهم الساذجة.
فليك حاول تعويض غياب داني أولمو المؤثر من خلال توظيف جديد للجناح رافينيا في مركز صانع الألعاب، ظنًا منه أن البرازيلي في حالة مثالية بعدما سجل 3 أهداف وصنع مثلها في 6 مباريات بالليجا.
لكن رافينيا يظل رافينيا، اللاعب المزاجي صاحب المستوى المتقلب وظهر في ملعب موناكو كشبح، فلم يساهم لا هجوميًا ولا دفاعيًا حتى عندما انتقل إلى مركز الجناح الأيسر كان قليل الإنتاج بل إنه تسبب في تعطيل هجمات واعدة للفريق.
نفس الحال مع ليفاندوفسكي الذي لم يقدم أي مساندة أو يصنع أي خطورة واختفى كعادته في المباريات الكبرى، بينما كان ثنائي الدفاع متوترًا قليلًا وسهلوا على لاعبي موناكو تسجيل الهدف الثاني بالتمركز الخاطئ والقرارات المتأخرة.
هذه هي أرض الواقع يا فليك
فليك تحدث بعد اللقاء حول ضرورة التمسك بالفرص السبع المتبقية للفريق في مرحلة الدوري بدوري الأبطال، لكنه في البداية يجب أن ينزل إلى أرض الواقع في برشلونة ويدرك أن الفريق يعاني من نواقص كثيرة.
من تابع تصريحات المدرب الألماني قبل لقاء موناكو، يدرك أن هناك ثقة زائدة لدى فليك في الفريق أو ربما في قدرته على إصلاح البارسا، قد يكون ذلك بسبب انتصاراته الستة في بداية الليجا وتحقيق العلامة الكاملة.
لكن هذه هي الخدعة التي سقط فيها أمس، فالمدرب الذي تحدث خلال المؤتمر الصحفي للقاء عن حق برشلونة في المنافسة على دوري الأبطال هذا الموسم، يجب أن يدرك تمامًا أن الفريق بعيد للغاية عن هذا الحلم، بل إنه يحتاج إلى معجزة لتحقيقه.
الصفعة الثانية أكثر ألمًا
كانت جماهير برشلونة تمني النفس في لقاء الأمس بالفوز على موناكو في عقر داره ونسجت أحلامًا بالثأر من الهزيمة السابقة على يد نفس الفريق في مباراة كأس خوان جامبر على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، والتي حسمها الفريق الفرنسي بثلاثية نظيفة.
ويبدو أن لاعبي برشلونة ومدربهم لم يتعلموا الدرس جيدًا واستهانوا بالفريق الذي لقنهم ثلاثية في عقر دارهم، لذلك كان العقاب أكثر ألمًا بالفوز عليهم في فرنسا بثنائية، ولولا تقنية الفيديو التي ألغت ركلة جزاء احتسبها الحكم الهولندي لموناكو لتكررت الثلاثية.
هذه المرة الصفعة الثانية ستكون موجعة لكل برشلوني، وعلى الفريق والإدارة أن يصححوا من أوضاعهم إذا أرادوا المضي قدمًا في دوري الأبطال، خصوصًا أن الفريق أمامه مواجهات أخرى أكثر صعوبة أمام فرق بحجم بوروسيا دورتموند وأتالانتا ويونج بويز.