التلاعب بالأرقام أمر وارد الحدوث، فالإحصائيات في حد ذاتها لا تعبر عن أي شيء والأمر متوقف على كيفية الاستعانة بها ومدى الاستفادة منها لأجل توضيح وتفسير وجهة نظر معينة.
ولذلك يحتاج المتابع إلى عينيه ليرى المباراة أولًا ثم يستخدم الأرقام ثانيًا ووقتها سيجد التفسير الأفضل والأكثر منطقية لما يحدث إلا إن كان يرغب فقط في الانتصار لفريقه ساعتها ستتحول هذه الأرقام إلى أداة لتبديل الحقائق.
هذه الإحصائية لا تعبر عن الفعالية ولكنّها تعبر عن فشل المنظومة وخضوعها فقط للمهارات الفردية ويكفي أن برشلونة احتاج إلى الكرات الثابتة لينتصر على سيلتا فيجو بعد أن نجح ليونيل ميسي في تحويلها بسهولة إلى أهداف.
أزمة صناعة وأزمة تهديف

لو انتقلنا إلى ريال مدريد، نجده سجل 25 هدفًا فقط في الليجا و34 هدفًا في المجمل بعد احتساب 9 أهداف في دوري أبطال أوروبا منها 6 فقط في مرمى جلطة سراي.
ورغم ذلك، فإن ريال مدريد يتفوق بصورة كبيرة على برشلونة فيما يتعلق بصناعة الفرص، إذ يعد ثاني فريق إسباني بعد إسبانيول بواقع 228 فرصة أما برشلونة فصنع 148 فرصة فقط.
النادي الملكي من أكثر الفرق إهدارًا للفرص الكبرى بواقع 31 فرصة مؤكدة والمقصود بها أنها انفراد بالمرمى أو في منطقة جزاء المنافس، في المقابل لم نجد النادي الكتالوني مهدرًا سوى لـ 22 فرصة فقط.
على صعيد اللاعبين، نرى أنّ كريم بنزيما سجل 11 هدفًا ولكنّه أهدر 9 فرص سانحة للتسجيل بينما ميسي سجل 9 أهداف وأهدر 5 ثم هناك جريزمان بواقع 4 فرص يليه لوكا يوفيتش وفينيسيوس جونيور ولويس سواريز كل منهم بثلاثة فرص.
لو اتجهنا لدقة تسديدات نجد أن النسبة المئوية لمجموع لاعبي برشلونة يصل إلى 61.8% بينما في ريال مدريد 46.8%.
ميسي يمتلك دقة تسديد تصل إلى 74.3% بينما لويس سواريز 71.29% وجريزمان 63.1% بينما بنزيما 45.6% وهازارد 61.5% ورودريجو 66.6%.
عثمان ديمبيلي لديه دقة تسديد تصل إلى 20% وأنس وفاتي 50% بينما جاريث بيل 36% وفينيسيوس 55%.
الأهداف المتوقعة

باحتساب الأهداف المتوقعة التي كان يجب على برشلونة تسجيلها نظرًا لعدد ونوعية الفرص التي يصنعها فكان من المفترض أن يسجل بمعدل 2.8 هدف في المباراة الواحدة ولكن معدله الحقيقي هو 4 أهداف في اللقاء الواحد.
وهناك أيضًا أزمة دفاعية لأن الفريق كان يُفترض أن يستقبل 1.2 هدف في المباراة الواحدة ولكنه يستقبل بمعدل 1.3 في اللقاء الواحد.
ريال مدريد على النقيض تمامًا، فالفريق كان من المفترض أن يسجل بمتوسط 3.4 هدف في المباراة الواحدة لكنّ الفعلي هو 2.8 هدف في المباراة الواحدة.
الحالة الدفاعية للملكي تحسنت، إذ من المفترض أن يستقبل بمعدل 1.1 هدف في المباراة الواحدة ولكن ما يحدث فعليًا هو استقباله 0.8 هدف في اللقاء الواحد.
الفارق بين برشلونة وريال مدريد أنّ النادي الكتالوني يمتلك ميسي اللاعب القادر على التسجيل من فرص أقل ومن وضعيات غير متوقعة ويحرز الأهداف من ركلات حرة أسهل من ضربات الجزاء.
ريال مدريد حينما حاول تعويض رونالدو تعاقد مع هازارد وحتى لو كان البلجيكي رائعًا في خلق الفرص وصناعة الأهداف لكنّه ليس الهداف القادر على تسجيل أكثر من 30 هدفًا في الموسم ولذلك نجد الفريق يعاني كثيرًا في إنهاء الفرص.




