Martin Braithwaite Cristiano RonaldoGettyImage

برايثوايت .. المهاجم الذي أثبت عبقرية كريستيانو رونالدو!

للمبارة الثالثة على التوالي يشارك أساسيًا، يظهر في صناعة الفرص، ويسجل هدفًا، بل وتشعر وأنّ أغلب الأهداف التي جاءت في هذه المباريات ساهم فيها بشكل أو بآخر.

سواء بالتسجيل أو الصناعة أو الحصول على ركلة جزاء أو سحب مدافع ليترك المجال مفتوحًا لجريزمان للتسديد أو حتى التمركز بشكل جيد ليجعل برشلونة يهاجم بوفرة عددية أو غيرها من الأمور.

ورغم هذا الدور الكبير الذي يقدمه، لكنّه لا يُوضع أبدًا في خانة الكبار، بل يعتبره البعض إهانة للرقم 9 في برشلونة والذي ارتداه أساطير مثل يوهان كرويف ولويس سواريز وصامويل إيتو وغيرهم من اللاعبين.

لكن مارتين برايثوايت أثبت أنّه علامة مؤثرة، ووجوده فارق كثيرًا في الفريق، وأنّه لا يلعب لكونه صديقًا لأحد أو ابنًا لأكاديمية لا ماسيا أو لأنّه من الأساطير التي تعيش على ذكريات الماضي، بل لأنّه حارب وقاتل للوصول إلى هناك.

الموهبة أم الاجتهاد؟

Messi Griezmann Braithwaite BarcelonaGetty

مسيرة برايثوايت لا تعبر أبدًا عن لاعب كبير، فصاحب الـ29 عامًا ارتدى قمصان فرق مثل إيسبيرج وتولوز وميدلزبره وبوردو وليجانيس ولم يكن أبدًا متألقًا بصورة لافتة للنظر مع هذه الفرق.

أرقامه التهديفية حتى ليست خارقة، فأكثر فريق سجل له كان تولوز بواقع 40 هدفًا في 149 مباراة، وحتى مع برشلونة كان عاديًا، ففي أول 17 مباراة له سجل هدفًا وحيدًا، ولكن في آخر 3 مباريات أحرز 4 أهداف.

كل شيء لا يدل على أننا أمام لاعب بحجم فريق مثل برشلونة، أو حتى فرق تنافس على مقعد أوروبي مثل فياريال أو إشبيلية أو غيرها، فمع فريق مثل ليجانيس لم يسجل سوى 13 هدف في 48 مباراة.

وبعيدًا عن لغة الأرقام، مارتين ليس مراوغًا بارعًا ولا مسددًا قويًا وحتى أهدافه مع برشلونة جاءت وهو في منطقة جزاء المنافس، لمسته الأولى ليست جيدة، قدرته على الاحتفاظ بالكرة ليست أفضل ما لديه، بل حتى ألعاب الهواء ليست ما يبرع فيه.

المتابع فقط للدنماركي لا يجد اللاعب يمتلك مهارات فردية عالية، بل ربما هو أقل لاعب في قائمة برشلونة بما في ذلك المواهب الصاعدة من أكاديمية لا ماسيا، لكنّه مجتهد.

ربما يرى البعض أنّ هذه الكلمة بسيطة، لكن مارتين حقًا مجتهد داخل وخارج الملعب، ففي كل حوار مع لاعب لبرشلونة عن أكثر المتفانين في التدريبات يجيب الجميع ببرايثوايت، وفي الملعب، لا يتوقف عن الحركة، فتارة يعود إلى الدفاع ومرة أخرى إلى الهجوم ويتواجد في المكان الذي يجب أن يتواجد فيه.

الأرقام تتحدث .. رحيل كريستيانو رونالدو قتل ريال مدريد

لماذا يحتاجه برشلونة؟

Martin BraithwaiteSofascore

صاحب الـ29 عامًا هو الوحيد في قائمة برشلونة الكبيرة القادر على شغل مركز المهاجم الصريح، وظيفته بسيطة؛ خلخلة الدفاع بتحركاته المستمرة والضغط على حامل الكرة لوأد بناء الهجمات من الخلف، القطع العمودي والتحرك لطلب الكرة أمام المرمى.

باختصار، مطلوب منه ألا يتوقف عن الحركة ودائمًا يشغل اهتمام مدافع أو ربما اثنين في منطقة الجزاء لفتح المساحة لجريزمان أو ميسي، والأهم أنّ يكون متواجدًا حيث المهاجم الصريح.

وجوده أمام المرمى يضمن لبرشلونة الاستفادة من الكرات الثانية، أو اختراق من العمق يجعل الفريق أكثر خطورة وأكثر فعالية، فوجود المهاجم الصريح يجعل باقي اللاعبين في وضعية أفضل.

وبما أنّ برشلونة لا يملك رفاهية جلب مهاجم بحجم لاوتارو مارتينيز أو إرلينج هالاند في الوقت الراهن، فإنّ الاعتماد على مارتين هو الحل.

ربما فرديًا ليس الأفضل، ولكن كجندي في منظومة لعب تخدم مواهب عظيمة مثل ميسي وجريزمان وديمبيلي، فأهلًا به.

أكذوبة الاجتهاد صنع رونالدو

Cristiano Ronaldo palloneGoal

ورغم مجهود مارتين الكبير لكنّ لا يمكن اعتباره لاعبًا كبيرًا وذلك لأنّه يفتقد العديد من المهارات الأساسية التي يمكن صقلها وتطويرها.

ما يفعله مارتين يؤكد أنّ ما ذكره البعض مثل زلاتان إبراهيموفيتش، نجم ميلان، أو مؤخرًا جورج جيسوس، مدرب بنفيكا، أنّ كريستيانو رونالدو، هداف يوفنتوس، مجرد صنيعة العمل الجاد أمر عار من الصحة.

رونالدو لو كان فقط مجتهدًا لأصبح مثل برايثوايت، مجرد جندي يخدم منظومة لعب بها العديد من أصحاب المهارات الخاصة، ولن يكون الخيار الأول بل خيار الضرورة.

لكن لأنّ موهبة صاروخ ماديرا كبيرة وتألق منذ صغره حتى أصبح مطلوبًا في فرق كبيرة مثل برشلونة ويوفنتوس ومانشستر يونايتد واختار اللعب لصالح الأخير وهو بعمر 18 عامًا فقط، فقد وصل إلى ما وصل له، وحافظ على تواجده في القمة بالعمل والاجتهاد.

رونالدو استطاع المنافسة مع ميسي لسنوات طويلة وتسجيل 750 هدفًا في مسيرته، لأنّه حافظ على نفسه وخلق لنفسه تحديات جديدة ليتمكن من التغلب على كل المنافسين الآخرين، فعل ذلك بالاجتهاد لكن قبلها المهارة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0