Thomas Tuchel Chelsea 2021Getty

بداية قوية ولكن الحذر .. أخطاء يجب ألا يقع فيها توخيل مع تشيلسي

كلما بدأ مدرب لتشيلسي يحقق نجاحات بسيطة وينطلق بقوة، ظهرت أشباح الماضي تذكّر الجماهير أن البدايات الجميلة ليست مقياسًا لأي شيء، وتسألهم حول كل مرة حدث ذلك من قبل ولكنه لم يستمر إلى أمد طويل. 

توخيل هو أول ألماني يعمل كمدرب لتشيلسي، بعد أن قاد باريس سان جيرمان للفوز بأربعة ألقاب وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، وهناك العديد من العوامل والأسباب التي تدفع للتفاؤل بحقبته مع البلوز في الفترة المقبلة. 

ولكن في الوقت ذاته، هناك بعض الأشياء التي عليه أن يتجنبها لكي يحصل على ما يريد، أشياء سترسم له طريق بمسارين، إما المجد وإما السقوط، وتذكر أن كليهما موجود في تاريخ تشيلسي الحديث بنفس المعطيات تقريبًا.

تغييرات.. ولكن ابحث عن الاستقرار

Thomas Tuchel Mendy Chelsea GFXGetty/Goal

المدرب الألماني توماس توخيل تسلم المهمة بعد رحلة لم تكن موفقة للإنجليزي فرانك لامبارد، ورغم ضيق الوقت وصعوبة الموقف الذي وصل فيه، إلا أن ملامح الفريق بدأت تظهر بشكل تدريجي، ووضحت بصمته سريعًا.

توخيل قرر اللعب بخطة 3/4/2/1 والتي تسببت في بعض التغيرات على مستوى من يشارك أساسيًا ومن هم على دكة البدلاء، وهو ما هدد بعدم نجاحه بسبب العناصر التي لم يقم هو باختيارها.

وفي خط الوسط غاب نجولو كانتي عن الصورة، ليدخل ماتيو كوفاتشيتش بجوار جورجينيو، كانتي لم يغب كليًا بالطبع ولكن الحديث عن ذلك يأتي مقارنة بما كان عليه الوضع قبل وصول المدير الفني السابق لباريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند. 

ما حدث في وسط الملعب من الممكن اعتباره خطوة تعكس تفضيل المدير الفني الألماني للاعب الوسط المميز في التمرير وبناء الهجمة على حساب اللاعب المميز في قطع الكرات وإفساد الهجمات.

تيمو فيرنر يعود كذلك إلى مركزه الأصلي كمهاجم صريح ولكن علامات الاستفهام تحاوطه، زياش يجد مكانه في أحيان قليلة، وهافيرتس يختفي، هذه كانت الملامح الأولية لما قدمه توخيل. 

الاستقرار على مستوى التشكيل الأساسي سيساعده على الاستقرار فيما يخص النتائج، ولكن في حال لم يحدث ذلك خاصة مع زيادة عدد الخيارات في الأمام تحديدًا، فإن ذلك قد يؤدي إلى تفكك الفريق.

الماضي الأليم.. حذراي منه

Frank Lampard, ChelseaGetty

الأرقام تقول إن فترة لامبارد مع تشيلسي تعد من الأسوأ في تاريخ النادي، معدل نقاط 1.67 هو رابع أقل معدل لمدرب في عهد البريميرليج مع الفريق، وفقط أندريه فيلاس بواش يملك معدل انتصارات أقل منه، 52.4% مقابل 47.5%.

دفاعياً أرقام مخيفة لتشيلسي تحت قيادة لاعبه السابق، فقط نيوكاسل تلقى أهدافاً أكثر منه خارج الأرض وحافظ على نظافة شباكه فقط في 17 بالمائة بتلك اللقاءات.

وبالنظر للنتائج مع الكبار، فهو خامس أكثرهم جمعاً للنقاط منذ تولي المهمة خلف ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، وليستر، وجمع فقط  15 نقطة ضد الستة الكبار منذ توليه المهمة، وسجل فريقه 17 هدفاً وتلقى 28 في 15 مباراة أمامهم.

أما في ميدانه، فخسر تشيلسي مع لامبارد سبع مباريات في 28، الرقم الذي تعرض له الفريق مع الإيطاليين أنطونيو كونتي وماوريتسيو ساري ولكن في 57 مباراة بينهما، كثالث أكثر المدربين خسارة على ملعب "ستامفورد بريدج" بتاريخ النادي خلف جلين هودل وكلاوديو رانييري.

هذا حدث بعد انطلاقة مميزة من فرانك لامبارد، ولذلك، يجب أن يكون توخيل حذرًا فيما يخص ما بعد الانطلاقة القوية لكي لا ينهار كل شيء، خاصة وأن تاريخ تشيلسي الحديث مليء بنفس هذا السيناريو في مرات سابقة.

تحول سريع.. ولكن

Thomas Tuchel ChelseaGetty

بعد نحو 20 مباراة قد فيها توماس توخيل تشيلسي بمختلف المسابقات، لم يخسر المدير الفني الألماني سوة مرة واحدة، سواء على مستوى منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز أو في دوري أبطال أوروبا الذي أقصى فيه أتلتيكو مدريد. 

وبذلك السجل، فقد حطم توخيل رقم  المدير الفني البرازيلي لويس فيليبي سكولاري المسجل باسمه بعدم التعرض لأي هزيمة خلال أول 12 مباراة له في قيادة البلوز.

على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز، عاد تشيلسي من جديد مع توخيل إلى دائرة المنافسة على بطاقة مؤهلة لدوري أبطال أوروبا ومركز بين الأربعة الأوائل، في وضع كان بعيدًا جدًا قبل أن يتولى هو.

تشيلسي الآن يحتل المركز الخامس على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، خلف مانشستر يونايتد الوصيف بـ 9 نقاط فقط، حيث يمتلك البلوز 54 نقطة في مقابل 63 نقطة للشياطين الحمر. 

هذه الصحوة جاءت بنتائج سريعة للغاية بالنسبة للبلوز، ولولا بعض التعادلات التي سقط فيها الفريق لكان ترتيبه أفضل، المهم أنه لم يخسر، وأنه عاد إلى موسم كان قد انتهى إكلينيكيًا.

السقوط الوحيد له كان أمام وست بروميتش ألبيون بقيادة سام ألاردايس بالخمسة، وبناء عليه فإن توخيل يبدو أنه يجب أن يكون حذرًا أمام هذه النوعية من المدربين لكي لا يفقد الكثير من النقاط.

نهائي 2012.. هل رأيت فيلًا ينتزع دوري الأبطال من قبل؟

حظوظ الفريق ستبقى قائمة على مستوى دوري أبطال أوروبا من أجل منافسة مانشستر سيتي وبايرن ميونخ وأبرز المرشحين للقب، كون مستوى الفريق مبشرًا، وكون السيناريو يشبه المرة الوحيدة التي حدث فيها ذلك في التاريخ، وفي حال نجح توخيل في ذلك، فإنه سيتجنب الكثير من الصعوبات وسيحقق انطلاقة لم يكن يحلم بها أي أحد.

إعلان