اشتهر بايرن ميونخ على مدار السنوات بكنية "إف سي هوليوود"، والسبب هو النجوم الكبيرة التي كانت تشكيلته دائماً تحتويها، معتمداً على هيبته وسطوته المحلية والأوروبية، وتعاقده مع أكبر الأسماء داخل وخارج ألمانيا.
ولكن في الأعوام الماضية بدأت سياسات بايرن ميونخ في التغير، فبدلاً من دفع المبالغ الكبرى لشراء النجوم، الفريق لجأ لتدعيم صفوفه عبر نظام الإعارة، وليس كعادته ضم أفضل لاعبي خصومه، ولكن هؤلاء من خرجوا من حسابات أنديتهم.
بداية الظاهرة عندما ضم خاميس رودريجيز من ريال مدريد معاراً لعامين مقابل 15 مليون يورو، لاعب خرج من حسابات زين الدين زيدان، ولكن الصفقة مقارنة بالمبلغ المدفوع وإمكانيات اللاعب كانت تبدو مقبولة، ولكن العام الحالي تكررت الظاهرة.
Getty



في الصيف الماضي، وبعد الحديث عن ثورة وتجديد دماء في صفوف البافاري، تعاقد الفريق مع الثنائي فيليبي كوتينيو وإيفان بيريشيتش من برشلونة وإنتر على سبيل الإعارة، ثم عاد في يناير وسد احتياجه في مركز الظهير الأيمن بضم ألفارو أودريوزولا من ريال مدريد.
كوتينيو بدأ جيداً ثم بدأ في التراجع الفني والخروج من التشكيل الأساسي مع وصول هانز فليك، وبيريشيتش فشل في فرض نفسه أساسياً حتى في ظل الإصابات بالخط الأمامي، أما أودريوزولا فهو معار لستة أشهر، ولا يوجد بند بأحقية الشراء حتى، إذا، لماذا يلجأ بايرن لتلك الصفقات؟

البعض أشار لحالة التخبط الإداري والفني الحاصلة في الفترة الأخيرة في بايرن، فأولي هونيس رحل عن رئاسة النادي، وأتت إدارة جديدة بفكر جديد، وهناك حديث عن اختلاف في وجهات النظر بين المدير الرياضي حسن صالح حميديتش والمدير كارل هانز رومينيجه، وهو ما قد يفسر البحث عن حلول سريعة، وعدم المخاطرة بتكبيد الفريق الأموال.
التغييرات في الأجهزة الفنية من أنشيلوتي، ثم هاينكس، وصولاً لكوفاتش، والآن فليك لم يساعد في وضع تصور واضح المعالم لتشكيل الفريق وأسلوب لعبه، وبالتالي العناصر المطلوبة لتدعيمه، ومرة أخرى يكون الحل قصير المدى هو الأنسب لسد الاحتياجات، واسماء صاحبة الجودة وخبيرة مثل التي ضمها الفريق من ريال وبرشلونة مثل كوتينيو وخاميس تكون حلاً مناسباً.

بالتأكيد بايرن ميونخ ليس بالفقير، بل أحد أغنى أندية القارة العجوز، ولكن سياساته بدأت في التغير، مثله مثل معظم الأندية الأوروبية بعد القوانين الجديدة وقواعد اللعب النظيف، ولذا أصبح إجراء أي صفقة يسبقه حسابات معقدة لتجنب أي خسائر مادية، والإعارات تبدو حلاً آمناً وبلا خسائر على الصعيد المادي على الأقل.
بايرن يحتاج لثبات على الصعيدين الفني والإداري، ويبدأ مشروعاً جديداً، ومع تولي الإدارة الجديدة بقيادة هاينر وأوليفر كان بدأ الحديث عن تأسيس الفريق في الصيف المقبل بتعاقدات طويلة الأمد كما اعتاد، وأولها ضم نوبل من شالكه، بانتظار تحديد موقف فليك من الاستمرار أو البحث عن بديل، الأمر الذي سيلعب دوراً كبيراً في تعاقدات الفريق المستقبلية، ومعه قد نرى توقف ظاهرة لجوء البافاري للإعارات.
