جاء تراجع بايرن ميونخ في انطلاقة الموسم الجاري، والمشاكل المختلفة التي مر بها الفريق، لتفتح الباب لعدة متغيرات في صراع الصدارة بالبوندسليجا، فاستغلت الأسماء المعهودة السنوات الماضية مثل دورتموند ولايبزج الفرصة، ولكن لم يتوقع أحد أن يكون بوروسيا مونشنجلادباخ هو الأكثر استفادة.
بعد مرور 13 جولة، يتصدر مونشنجلادباخ ترتيب الجدول برصيد 28 نقطة، بفارق نقطة عن لايبزج، وأربع نقاط عن بايرن ميونخ قبل القمة التي ستجمعهما على ملعب "بوروسيا بارك" لحساب الأسبوع الرابع عشر، مباراة لم يتعود جمهور المتصدر الحالي أن يدخلها في السنوات الأخيرة متفوقاً على الفريق البافاري.
ولم يكن الحال دوماً هكذاً لأصحاب القمصان البيضاء والخضراء، فمونشنجلادباخ هو أحد قلاع الكرة الألمانية ذات التاريخ الكبير، وحقبة السبعينيات والثمانينيات شهدت فريقاً كان من الأفضل ليس فقط في ألمانيا، ولكن في أوروبا ككل.
خلال الفترة من 1970 وحتى 1980 هيمن مونشنجلادباخ محلياً، وحقق أكثر من تسعين بالمائة من رصيده الحالي من البطولات، إذ فاز بالبوندسليجا خمس مرات، وحل ثانياً مرتين، وحقق الكأس مرة، بينما أوروبياً خطف كأس الاتحاد في مناسبتين، وبلغ نهائي الأبطال عام 1977.
تلك الفترة شهدت أيضاً بزوغ نجم بايرن ميونخ، مما أدى لتكون منافسة رياضية حامية الوطيس بين الفريقين، وكانت الغلبة في البداية لبوروسيا على صعيد البوندسليجا عندما بلغ بطولته الخامسة وبايرن فاز بثلاثة، ولكن مع تراجع مونشجلادباخ في الثمانينيات واستمرار صعود البافاري، انعكست الآية.
رصيد مونشنجلاباخ توقف عند تلك الخمس بطولات، بينما بايرن وصل الآن إلى 28 لقب، وفي المواجهات المباشرة، فاز بايرن بمجموع 54 مباراة من أصل 108 بينهما، مقابل 24 للخصم، وثلاثين حالة تعادل.
هذا الموسم نجح المدرب ماركو روز في بناء مجموعة مميزة وطموحة بقيادة مجموعة من الأسماء الشابة مثل المتألق دينيس زكريا بخط الوسط، والذي لُقب بفييرا الجديد، والثنائي الهجومي الشاب الحسن بليا وتورام الصغير، والذان ربما لا يسجلا كثيراً، ولكن جعلا الفريق الأكثر تسديداً على شباك الخصم بالبوندسليجا، والأكثر صناعة للفرص.
Gettyالخبرة أيضاً حاضرة في فريق روز بوجود الحارس السويسري المتألق يان سومر، والذي يملك أعلى نسبة تصديات بالبوندسليجا، 72 بالمائة من الكرات المسددة على مرماه، وهناك أيضاً كريستوفر كرامر الذي ربما اشتهر بلقطة فقدانه الذاكرة في نهائي كأس العالم 2014، ولكن أعاد إحياء مشواره من جديد مع ناديه الحالي، والدولي الألماني لارس ستيندل الذي عانى من الإصابة هذا الموسم، ولكن يبقى قطعة مهمة في تشكيل مونشنجلاباخ.
متصدر الترتيب سيكون أمام فرصة لا تعوض عندما يستضيف بايرن هذا الأسبوع للابتعاد أكثر حال حقق الانتصار، إذ سيرفع الفارق لسبع نقاط، ويبعد البافاري، ولو مؤقتاً، عن صراع القمة، والأهم، هو أنه سيعيد الأمل من جديد لجمهور فريقه لرؤيته يعود لمنصات التتويج ورفع درع الدوري الغائب منذ أكثر من ثلاثين عاماً.