نجح بايرن ميونخ مساء السبت الماضي في حسم كلاسيكر الكرة الألمانية لحسابه على بوروسيا دورتموند بنتيجة كبيرة كعادته في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك، لم يصعد الفريق لقمة ترتيب البوندسليجا كما هي العادات.
انتصار بايرن برباعية نظيفة على دورتموند ترك الفريقين في المراكز الثالث والخامس، وقد يتراجعان بعد نهاية الجولة الحادية من الدوري الذي يشهد تنافسية كبيرة على غير العادة هذا الموسم.
يتصدر حالياً بوروسيا مونشنجلادباخ المسابقة برصيد 22 نقطة ومباراة أقل عن أقرب ملاحقيه لايبزج الذي يملك 21 بالتساوي مع بايرن، وخلفهما هوفنهايم المنتصر على كولن بعشرين نقطة.
واللافت للنظر مدى التقارب بين الفرق في الجدول، فأجسبورج الذي يجلس خلف مقاعد الهبوط بمركز يفصله عن القمة فقط 12 نقطة، وتسعة عن مقاعد الدوري الأوروبي، والفارق بين السادس في الترتيب وصاحب الصدارة فقط ثلاث نقاط.
ولعبت الفوضى الضاربة في بايرن ميونخ دوراً كبيراً في فتح ساحة التنافس للبقية، البافاري تعود على بسط سيطرته على مسابقته المفضلة منذ أسابيعها الأولى، ولكن تراجع الأداء الفني، ثم هزيمة بالخماسية من فرانكفورت، كتبت نهاية تجربة نيكو كوفاتش مع الفريق.
سباعية توتنهام في لندن وسلسلة من الانتصارات غير المقنعة لم تكن كافية لإنقاذ المدير الفني الكرواتي، ليرحل ويترك منصبه لمساعده هانز فليك، والفريق ككل في حالة ضبابية، وإن كان سيناريو الموسم الماضي يؤكد أن بدايات بايرن السيئة ليست حكماً نهائياً على إضاعته للدرع.
أبرز المنافسين في السنوات الأخيرة دورتموند هو الآخر لا يعيش أفضل الأوقات، فبعد سوق انتقالات مميزة وتعاقدات من أعلى طراز، تراجع المردود والنتائج، وبدا أن لوسيان فافر لم يجد بعد التوليفة المناسبة لدمج كل العناصر المميزة التي يملكها الفريق.
سقوط دورتموند برباعية أمام بايرن أعاد فتح التكهنات حول مستقبل المدرب السويسرى مع النادي، خصوصاً بعد تفريطه في اللقب الموسم الماضي، وحالة التذبذب في الحالي ما بين عروض مبهرة مثل العودة أمام إنتر أوروبياً، ثم انهيار في ميونخ محلياً.
ولفتت عدة فرق الانتباه هذا الموسم بما تقدمه من أداء رفيع، بداية من المتصدر والعملاق المستفيق بوروسيا مونشنجلادباخ بقيادة نجمه الشاب دينيس زكريا، والفرنسي الحسن بليا، بالإضافة للجزائري رامي بن سبعيني في موسمه الأول، وبقيادة المدرب ماركو روز.

مونشنجلادباخ باع في الصيف أبرز نجومه تورجان هازارد إلى دورتموند، ولكن عرف كيف يتغلب على رحيله بذكاء روز، وكون فريقاً شاباً أعاد لجماهيره الأمل بتكرار إنجازات القرن الماضي.
وإذا كان مونشنجلادباخ هو المتصدر الحالي، ولكن لايبزج هو الأسم الذي توضع عليه الرهانات على كونه الحصان الأسود المرشح لكسر احتكار بايرن للقمة، خصوصاً بعد ما قدمه الفريق في الموسمين الأخيرين.
ونجح لايبزج في مقارعة بايرن في موسمه الأول بالبوندسليجا، ولكن فارق الخبرات حسم اللقب للبافاري، ليستمر الفريق المنتمى للمعسكر الشرقي سابقاً في مشروعه الطموح ويتعاقد مع المدرب الشاب يوليان ناجلسمان بعد العروض المبهرة في هوفنهايم.
Gettyومباشرة نجح ناجلسمان في ترك بصمة على أداء الفريق، فيتصدر مجموعته أوروبياً، ومحلياً هو خط الهجوم الأقوى برصيد 29 هدف مثل بايرن، ويملك هدافاً صاعداً بقوة الصاروخ في سماء الكرة الألمانية في صورة تيمو فيرنر.
ثُلث عمر البوندسليجا قد انقضى، والمؤشرات حتى الآن تشير إلى موسم مثير مفتوح على مصراعيه على كل الاحتمالات، سواء في صراع القمة أو المراكز الأوروبية، ورب ضارة نافعة أن يأتي تعثر بايرن ودورتموند مبكراً ليعطي دوري تنافسي مميز، وإن كان لايزال الحكم مبكراً على من سيرفع درع البطولة في مايو المقبل.
