بالأمس "نحن الأقوى في آسيا"، "منتخبنا الأفضل وصاحب الصدارة"، "منتخبنا تفوق وحصد أكبر عدد من النقاط في تاريخه بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم"، "يعيش رينارد وكتيبته"..
واليوم "صعدنا كأول المجموعة لضعف منتخبات مجموعتنا الآسيوية"، "منتخبنا ضعف وانتظروا الفضيحة في المونديال"، "أقيلوا رينارد اليوم قبل الغد"..
اشترك الآن واحصل على خصم 25% على باقة الرياضة لمدة سنة كاملة تدفع شهريًا
تخبط كبير يعيشه المنتخب السعودي قبل أقل من شهرين على انطلاق مشاركته الثانية على التوالي في كأس العالم.
كنا نتحدث في بداية عهد رينارد عن مدى احترام الإعلام والجماهير له، كنا نسمع دائمًا من النقاد عبارة "لدي تحفظ على اختياراته، لكنه هو المدرب وعلينا احترامه ودعمه"، لكن تبدل الحال، ولم يعد الفرنسي حالة استثنائية، بل حاله كحال كافة المدربين الذين مروا على الأخضر، الانتقادات اللاذعة طالته مهما طال شهر العسل بينه وبين الجمهور.
الليلة خرج الأخضر بالتعادل السلبي دون أهداف أمام منتخب أمريكا، في ثاني وديات معسكر إسبانيا، ضمن المرحلة الثانية من الإعداد لكأس العالم قطر 2022.
مباراة خالية من هز شباك خصوم الأخضر، ليستمر المنتخب السعودي في مخاصمة شباك خصومه للمباراة الرابعة على التوالي، ربما يصمت الجمهور أمام الأداء السيئ، ربما ليس دائمًا!، لكن أن تحرمه من مشاهدة منتخب بلاده وهو يسجل، فهنا يثور الجمهور دون تفكير.
لا يمكن أن أقول أن الجمهور مخطئ في حكمه، وإن كنت أشعر بمبالغة في النقد، لكن حقيقةً مخطئ من يقول أن رينارد هو الجاني فقط، بل هو الجاني والمجني عليه..
بدايةً لنحسم أمر مفصلي من الانتقادات، فمن يطالب بإقالة رينارد قبل المونديال، عليه أن يشجع رياضة أخرى غير كرة القدم، لأن مطلبه أشبه بالمستحيل حاليًا، ثقة مسؤولي اتحاد القدم في المدرب الفرنسي وجهازه لا مثيل لها، والمغامرة بإقالة مدرب متمرس في المشاركة بالمونديال قبل أقل من شهرين من الحدث العالمي، بجانب صعوبة مجموعة الأخضر، هي خطوة لن يتخذها مجلس ياسر المسحل، فليكف مطلقو حملة إقالة هيرفي عن بث أفكارهم حاليًا!
أما حديثنا هنا فهو موجه لمن يوجه انتقاداته لرينارد ومطالبًا إياه بإيجاد حلول في محاولة لتحسين الوضع..
المشكلة الأهم التي يتحدث عنها هؤلاء هي المشكلة الهجومية، محقون، فإن لم يكن الوضع الهجومي المزري هو الأكثر استفزازًا للجماهير، فأي وضع سيكون؟!، لكن دعونا ألا نتحدث عن هذه المشكلة وكأنها وليدة اليوم واللحظة!، كأن رينارد هو من صنعها، يعلم القاصي والداني أن الأخضر يعاني من مشكلة في الهجوم كبيرة في ظل زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي بالسنوات الأخيرة.
غالبية المهاجمين المحليين يرافقون المدربين على مقاعد البدلاء في كل مباراة، فضّل مسؤولو اتحاد القدم الرفع من مستوى الدوري المحلي، والتضحية بصورة كبيرة بهجوم المنتخب، فما دخل رينارد؟
لكن ورغم انتقادي لكم الهجوم على رينارد في هذا الجانب تحديدًا إلا أنه يبقى هناك بعض الحلول التي يجب على الفرنسي تجربتها قبل المونديال، خاصةً وأنه كسر القاعدة التي يتبعها الخاصة بالاستقرار والحفاظ على الانسجام بين اللاعبين، ويجرب بالفعل عدد من اللاعبين الشباب خلال الفترة الحالية..
يمكن لهيرفي أن يجرب الاعتماد على عبد الله الرديف – صاحب الـ19 عامًا – خلال المرحلة التجريبية الحالية، أفضل من الاستسلام لشماعة أزمة المهاجمين، يمكن أن يستقر على التوليفة التي أظهرت الجانب الهجومي للأخضر بشكل أفضل الليلة عند نزولهم؛ هيثم عسيري، فهد المولد ونواف العابد.
ورغم رفضي للتجارب التي يجريها رينارد خلال هذه الفترة مع ضيق الوقت، ورفضي لكسره قاعدة الاستقرار التي رددها كثيرًا، للدفاع عن بعض اختياراته محل الانتقادات إلا أنني أؤيده لكسر هذه القاعدة في مركز الهجوم، كونه مركز غير مستقر بالأساس بالنسبة للأخضر.
لكن الأكثر غرابة بالنسبة لي هو ما فعله المدرب الفرنسي الليلة أمام أمريكا؛ أصيب ياسر الشهراني؛ ظهير أيسر الأخضر الأساسي، فبدلًا من أن يُجرب أحمد بامسعود الجالس على مقاعد البدلاء كونه بالأساس يلعب في هذا المركز، فضّل رينارد الدفع بسعود عبد الحميد؛ الظهير الأيمن، كظهير أيسر!، لا تعليق!، انتظر سماع تبرير فرنسي لهذا القرار وفقط.
أما إيجابية الليلة، فهي تدارك رينارد الخطأ الأكبر الذي اتبعه في المباراة الماضية أمام الإكوادور بالاعتماد على الدفاع المتقدم، وإن كان بدأ به مباراة الليلة إلا أنه تداركه في الشوط الثاني وضيّق المساحات بصورة كبيرة، ليظهر الأخضر دفاعيًا أفضل.
لكن ننتظر من مدرب الأخضر في قادم المباريات الكثير، ننتظر منه إلغاء فكرة الدفاع المتقدم من قاموسه نهائيًا لحين الانتهاء من مونديال قطر، ننتظر منه حلول هجومية أفضل، خاصةً وأنه مع الاعتماد على التكتل الدفاع، تعتمد الفرق بالتبعية على الهجمات المرتدة والجمل السريعة وهو ما لم ينجح رينارد في فعله مع السعودية حتى هذه اللحظة، ننتظر ألا يستمر المدرب في معاملة المنتخب كحقل تجارب في هذه المرحلة الحرجة، فلم يعد هناك الكثير من الوقت أمامه للتجربة باستثناء مركز الهجوم؛ محل الأزمة الأكبر.
ننتظر ألا يكون جانٍ، وأن يتدارك التخبط الكبير الذي يحدث حاليًا، أن يعزل فريقه ونفسه عن كم الانتقادات التي تحاوطهم حاليًا، كي لا نستيقظ على فضيحة مونديالية أخرى في نوفمبر المقبل بعد فضيحتي ألمانيا وروسيا!
اشترك الآن واحصل على خصم 25% على باقة الرياضة لمدة سنة كاملة تدفع شهريًا




