بالأرقام: هل يعيش صلاح أزمةً هذا الموسم مع ليفربول؟

لا يوجد شئ يمكنه زيادة الضغوطات على لاعب كرة القدم أكثر من المقارنات لأن فكرتها في الأساس قد تكون سطحية للغاية، وذلك بالنظر إلى مجرد أرقام بعيداً عن الحالة المعنوية للاعب أو دون الالتفات مثلاً إلى وجود تغيير محتمل في طريقة اللعب، أن جدول الموسم الجديد قد يكون أصعب عن سابقه أو أن الحالة السيئة لزملاء هذا أو ذاك اللاعب في الفريق قد تكون مؤثرة على عدم ظهوره بنفس المستوى الرائع مرة آخرى، ولكن إذا كانت هذه الحجة هي الأهم من أجل إثبات ما وصل إليه لاعب ما، فالإحصائيات تنصف محمد صلاح بقوة.

وبالطبع لا يمكن نسيان طبيعة مرور أي لاعب - مهما كان حجمه - بفترة سيئة لأن هذا يحدث للجميع، ولكن ضريبة النجاح الساحق تختلف حتى عن النجاح العادي أو المتوقع، حيث يصبح الحكم على اللاعب الذي قدم موسماً استثنائياً أسرع ، أكثر حدة ومُدقق بشكل أكبر وبصورة قد تؤذي صاحبها إن استمرت هذه الانتقادات بدون داعٍ طويلاً، والدليل أن كل ذلك قد يتم نسيانه فوراً بمجرد تألق هذا اللاعب لمباراتين متتاليتين فقط، دعونا نتفق أن ردود الأفعال مهمة ولها أثار جانبية إيجابية، لذا يجب الصبر على صلاح ونحن في بداية الموسم.

ولكن هل يمكن القول بأن مهاجم ليفربول بعيد عن مستواه بعد تسجيله لثلاثة أهداف فقط في الموسم الحالي حتى الآن ؟، لم يبدو النجم المصري فعالاً أمام المرمى في المباريات الأخيرة، وفشل في التسجيل في المباريات الكبيرة مثل مواجهتي توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، ولكن هل يجب على جمهور ليفربول أن يقلق من تلك الإدعاءات المصاحبة لقلة عدد الأهداف التي أحرزها ؟

أصبح محمد صلاح مُطالباً بتكرار نفس الموسم الماضي - حتى لا يتم التشكيك في مستواه - والذي سجل فيه 44 هدفاً في كل المسابقات التي لعبها مع الفريق، وانتهت بتتويجه بجائزة الحذاء الذهبي للبريميرليج، وفي الموسم الحالي نجح صلاح في تسجيل ثلاثة أهداف فقط في ست مباريات، ليتصدر ساديو ماني قائمة هدافي الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد أربعة أهداف. 

وتسبب الأداء المذهل لصلاح في العام الفائت في رفع سقف التوقعات كثيراً، وهو ما يُشكل المزيد من الضغوطات عليه ويجعل تكراره تحدياً صعباً للغاية، ولكن عند مقارنة بدايته في الموسم الماضي بالموسم الحالي، فالأمور ليست بهذا السوء أبداً كما يُشاع، وبالإضافة إلى ذلك لم تؤثر حالة الجفاف التهديفي التي يعاني منها صلاح - كما تزعم كل التحليلات - على موسم فريقه والذي نجح فيه في تحقيق العلامة الكاملة في أول ست جولات من الدوري الإنجليزي الممتاز,

الدوري الإنجليزي الممتاز

ليفربول

ليفربول

13 ديسمبر 202510:00

برايتون

برايتون

ولكن القصة ستختلف كثيراً إذا ما فشل صلاح في التسجيل وكان ذلك سبباً مباشراً في حرمان فريقه من تحقيق نتيجة إيجابية، ولكن رجال يورجن كلوب تصدروا جدول المسابقة المحلية في أول ست لقاءات من عمر الدوري، بعد أن نجحوا في تحقيق ستة انتصارات متتالية، وهو أكبر دليل أن ليفربول لا يعتمد على مردود النجم المصري لوحده.

لا تقل أهداف محمد صلاح في الموسم الحالي كثيراً عن عدد أهدافه في نفس عدد المباريات في الموسم الماضي، حيث يعتبر الفارق بينهما هدف واحد فقط، لذا فالحديث عن معاناته من تراجع شديد في مستواه أمر سابق كثيراً لأوانه.

ونجح المهاجم المصري في تسجيل أربعة أهداف وصناعة هدفين في أول ست مباريات من الموسم الماضي، بينما في الموسم الحالي أحرز جناح روما السابق ثلاثة أهداف فقط ولكنه صنع نفس عدد الأهداف في الموسم الماضي بواقع 2 أسيست وذلك في نفس الفترة أيضاً -أي بعد مرور ست جولات -.

ولم يبدأ محمد صلاح في الانفجار تهديفياً في الموسم الماضي والابتعاد بفارق ملحوظ عن أقرب منافسيه سوى بعد زيارة ليفربول لملعب ويست هام تحديداً، حيث سجل قبل تلك المباراة 5 أهداف فقط في 11 جولة ولكن عقب مواجهة المطارق نجح في تسجيل 8 أهداف في 6 مباريات متتالية.