PSG Lens Ligue 1Getty

بطل فرنسا من ورق .. اللقب في باريس والأفراح في لانس

لو أن شخصاً لا يتابع الكرة الفرنسية فتح التلفاز مساء السبت لمتابعة جولة الحسم بالمسابقة لاختلط عليه الأمر بالتأكيد.

تُوج باريس سان جيرمان باللقب رسمياً عقب التعادل مع ستراسبورج، ليحقق البطولة للمرة الحادية عشر بتاريخه ويصبح الأكثر تتويجاً بالدوري الفرنسي، ولكن المشاهد من ملعب "دي لا ميناو" لم تعبر عن ذلك.

وجوه لا مبالية وفرحة متحفظة من معظم اللاعبين، والاستثناء الوحيد كان كريستوف جالتييه المدير الفني الذي بدا غريباً باحتفاله منفرداً هو وجهازه باللقب الثاني في مسيرته كبطل للدوري المحلي.

ولكن إذا حولت القناة نحو مباراة لانس صاحب المركز الثاني ضد أجاكسيو ستجد وضعاً مغايراً، احتفالات صاخبة من الجميع في ملعب "بولار ديليليس" بالعودة لدوري الأبطال بعد غياب لأكثر من 21 عاماً.

لا يمكن إغفال الإنجاز الذي حققه رجال المدرب فرانك هيز بالتأهل للمسابقة القارية الأهم ومنافسة بي إس جي على اللقب حتى الجولات الأخيرة، وكل ذلك بميزانية لا تتخطى راتب أحد ثلاثي هجوم باريس!

الأزمة تكمن في البطل المتوج الذي خسر ست مرات وتعادل في أربعة واستقبل 37 هدفاً، ومرة أخرى فشل في مساعيه بتحقيق دوري الأبطال وودع من الدور الثاني، وحتى الكأس المحلية خرج مبكراً على يد الغريم الأزلي مارسيليا.

ولم تكن معاناة بي إس جي فقط داخل الميدان، ولكن الموسم الحالي كان عنوانه المشاكل الإدارية، بداية من جالتييه نفسه ومشاكله مع الإدارة ولاعبيه، وفضيحة العنصرية التي انكشفت في الأسابيع الأخيرة، ومروراً بالعلاقات المتوترة بين نجوم الفريق بسبب المعاملة الاستثنائية للبعض عن الآخر، وإن كانت الإدارة ردت بمعاقبة بطل العالم ليونيل ميسي بالإيقاف عقب رحلة السعودية، إيقاف تم رفعه بعد أيام قليلة من تطبيقه!

يمكن تفهم بالنظر لكل تلك المعطيات حالة التجهم وعدم الفرح في المعسكر الباريسي، سواء على صعيد اللاعبين أو الجمهور الغاضب، ذلك فريق تم تجهيزه ليكون مثل مانشستر سيتي متواجد في نهائي دوري الأبطال ويلعب لتحقيق الثلاثية، وليس للاحتفال بلقب دوري أصبح يمكن تحقيقه رغم الخسارة خمس مرات في 2023 وحدها.

أصبح تحقيق بي إس جي للقب الدوري أمراً معتاداً وليس غريباً، ولذا يمكن القول مبروك لفريق لانس الذي توجه الإعلام الفرنسي بطلاً للدوري الذي يلعب في الظل بعيداً عن أموال الباريسيين ومشاكلهم التي لا نهاية لها، ومشروع توافرت فيه معظم عناصر النجاح وافتقد لأبسطها وربما أهمها، روح المجموعة التي حلت على بعد آلاف الكيلومترات في شمال فرنسا بلانس!

إعلان