الأربعاء المقبل سيكون ملعب "حديقة الأمراء" بالعاصمة الفرنسية باريس مسرحاً للقاء الأهم حتى الآن بالموسم لفارسها الأول بي إس جي، وذلك عندما يستضيف بوروسيا دورتموند لحساب إياب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.
وبدا أن موسم أمراء العاصمة يمضي على ما يرام، فالفريق يتصدر الدوري بأريحية، وبلغ النهائي، وأوروبياً قدم عروضاً مميزة منحته صدارة مجموعته على حساب ريال مدريد، ليبدأ البعض في أن يأمل أن حان موعد فك عقدة الأدوار الإقصائية للأبطال.
ولكن جاءت مباراة الذهاب في ألمانيا ليبدأ سيناريو كل عام في التكرر، أولاً سقط الفريق بهدفين مقابل واحد، وخضع لنجوم دورتموند وعلى رأسهم إيرلينج هالاند صاحب الهدفين، ولكن الأسوأ من النتيجة كان العرض الباهت الذي قدمه الفريق، وغياب القوة الهجومية الممتعة التي قدمها في مبارياته السابقة لهذا الموسم.
Getty



خسائر الباريسيين في "سيجنال إيدونا بارك" لم تتوقف عند الخسارة، إذ كلفت العصبية الزائدة للاعبين أن يفقد توماس توخيل لاعبين من الأهم في صفوفه في العودة بسبب تلقي البطاقة الصفراء، وهما توماس مونييه، الظهير الأيمن الذي لا يوجد بديل له، وصانع ألعابه ماركو فيراتي الذي سيترك عدم تواجده فراغاً كبيراً في خط وسط الفريق.
وإذا كان توخيل يعاني من مشاكل كافية داخل الملعب تكتيكياً وفنياً، فهناك مثلها خارجه، فنجمه البرازيلي نيمار تعافى لتوه من الإصابة،وبعد أن ظن البعض أن الأمور تسير في الطريق الصحيح بعودته وقراره الغياب عن مهرجان ريو هذا العام، لكن الرقم 10 لم يستعد بعد أفضل مستوياته، كما أنه ليس سعيداً بوضعه في الفريق وتعليمات الجهاز الطبي بالتحكم في مشاركاته، وعاد الحديث في إسبانيا عن عودته لبرشلونة الصيف المقبل.
Gettyنجم آخر يثير المتاعب داخل وخارج الملعب هو ماورو إيكاردي الذي فقد حاسته التهديفية مؤخراً رغم البداية المميزة، وشحت أهدافه، وأثارت الصحف في فرنسا وإيطاليا التكهنات حول استمراره من عدمه في باريس، خصوصاً بعد الحديث عن وجود حالة من عدم التناغم بينه وبين بقية نجوم الفريق.
وقد ينظر البعض لإلغاء مباراة ستراسبورج الأخيرة بسبب كورونا على أنه عامل آخر قد يؤثر على استعدادات توخيل وفريقه لمواجهة بوروسيا دورتموند، الأخير خاض مباراة حامية الوطيس أمام مونشنجلادباخ بالبوندسليجا، بينما رفقاء مبابي ونيمار اكتفوا بالحصص التدريبية والتنقل بالحافلة بين المدن دون فائدة قبل أيام فقط من الموعد الأوروبي المنتظر.
على الورق، المباراة بين الفريقين مفتوحة لكل الاحتمالات، وهدف وحيد من باريس وشباك نظيفة تعطيه بطاقة الترشح لربع النهائي، ولكن توتر الأجواء تعيد للأذهان حالات مشابهة مر بها الفريق في السنوات الأخيرة أمام مانشستر يونايتد، ريال مدريد، وبرشلونة، وقد تمهد لمباراة لجولة أخرى في عقدة الفريق الأوروبية بدور الستة عشر.
