Barcelona Bartomeu Laporta Athletic moneyGettyImage

إنهم لصوص ومرتشون .. ماذا تفعل لو أن فريقك المفضل فاسد؟!

هل فكرت فيها يومًا؟

ماذا لو كان الفريق الذي أشجعه وأدافع عن ألوانه واحتفل بانتصاراته وأحفل على رفيقي حينما يفوز على فريقه المفضل، مجرد فريق آخر فاسد لا يمتلك أي ميزة إضافية كما ادعيت طيلة حياتي.

ماذا لو كان برشلونة بالفعل دفع رشوة للحكام وحقق ألقابًا بناءً على ذلك؟ ماذا لو كان ريال مدريد قد جلب ذات الأذنين بأساليب ملتوية؟ ماذا لو كان مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان يدفعان أموالًا طائلة بصورة غير قانونية لبناء فريق قادرة على المنافسة؟

نحن هنا لسنا جهة قضاء أو تحقيق لنوزع الاتهامات، ولكننا فقط نفتح الباب لكل الاحتمالات، ماذا تفعل إن اكتشفت أن فريقك المفضل الذي عشت لسنوات تشجعه وتقف بجواره، فريق مؤسس على الفساد والطرق الملتوية التي تبغضها وتمقتها وترفضها في حياتك لأسباب أخلاقية ودينية؟

ماذا تفعل؟

لماذا نشجع فرق كرة القدم؟

منذ عدة أعوام نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية سؤالًا حول السبب وراء تشجيع البعض لكرة القدم بهذا الجنون، وتنوعت إجابات الجماهير لكن أغلبها ركز على الانتماء لكيان أكبر، كما أنّ المشاعر التي يعيشها المشجع أثناء متابعة المباريات تجعله يشعر بالحياة بصورة أكبر.

وفي كتاب "كرة القدم والمجتمع" الصادر في 2008، تحدث عن فكرة الشعور بالانتماء والهوية بتشجيع فرق كرة القدم.

أما في بحث عبر UK Essays، ذكرت أنّ الأسباب تتنوع، وكان من بينها الهروب من الواقع والمشاكل المحيطة وكذلك رغبة إيجاد الفرد جماعة أكبر منه ينسب لها نجاحاته.

ربما نلخص من كل ذلك إلى أنّ التشجيع أكبر من مجرد 90 دقيقة يتفاعل فيها المرء مع المباراة ثم بعدها ينسى الأمر ويذهب ليقضي يومه، بل الأمر أكبر من ذلك ويصل إلى الانتماء والتسليم الكامل بعظمة فريقه أو المجموعة التي ينتمي لها.

الأمر تمامًا مثلما قاله ديدييه دروجبا حينما وصف كرة القدم في ساحل العاج بقوله إنّها كالديانة!

دعمًا لفريقي

في لغة الشعارات، الكل يقول إنّ مبادئ الحق والعدل والصدق والأمانة فوق كل شيء، البعض يجلس بالساعات ليستمع لمحاضرات عن القيم الأخلاقية والدينية ويهز رأسه في تأييد.

البعض يتجه لمواقع التواصل الاجتماعي ليكتب نصائح أخلاقية ودينية، بل وحتى يصف فريقه المفضل بأنّه نادي المبادئ أو الكرامة أو أكثر من مجرد نادٍ أو غيرها من الأمور.

ولكن في لغة الواقع، الانتماء قبل الأخلاق، والقيم تنبع من منفذها وليس من ذاتها، وبالتالي هذا ما يحدث حينما يتم اتهام فريقك المفضل بالفساد.

المرحلة الأولى هي الإنكار والدفاع التام عن فريقك حتى دونما دليل، والمرحلة الثانية هي لغة المؤامرة والمحاولات المستميتة لتدمير التجربة ووأدها، حتى لو لم يكن هناك تفسير منطقي وراء تواجد هذه المؤامرة من الأساس.

المرحلة الثالثة هي ادعاء المظلومية، فالفريق مظلوم دون شك ويمكن إثبات ذلك حتى لو كان الرد بشيء مختلف تمامًا، مثال على ذلك، حينما نشر جمهور برشلونة صورًا تؤكد تعرضه لظلم تحكيمي في مواسم سابقة ردًا على اتهام إدارة النادي الكتالوني بالفساد الإدارة وتزوير الأوراق وتضارب المصالح، أي أنّ الرد لا علاقة له بالتهمة من الأساس.

وفي الأخير، يأتي الدعم، فحينما يصدر الحكم النهائي باتهام فريقك المفضل يأتي الجميع ليقول إننا ندعمه ضد الظلم الذي يتعرض له دون أن يفكر ولو لحظة في ماذا لو كانت التهمة حقيقية!

نحو عالم غير محايد

الحياد هي كذبة، فلا مجال للحياد بصورته الحقيقة.

لا أحد يقف على حافة الحقيقة والكذب ليراقب ويحلل ويراجع المعلومات المتاحة ليقرر بعد ذلك ما الصدق وما الخداع؟

الجميع ينتمي في البداية لكيان ما – قد يكون رياضيًا أو مجتمعيًا أو حتى دينيًا – ثم يقرر بعد ذلك دعمه ومساندته والتسليم به دون أي محاولة للتحليل والتفكير النقدي!

باختصار وللإجابة على السؤال، ماذا تفعل لو اتضح أنّ فريقك المفضل فاسد؟ الإجابة ستكون ببساطة الدعم والمساندة وادعاء المظلومية، لأن لا أحد يحاول أن يعرف الحقيقة أبدًا!

إعلان