Ali Noori‎ Ibrahim Al-FiryaanAI

إبراهيم الفريان ضحية "الجشع الإعلامي": علي نور ومحمد أبو داود .. ما هكذا يُصنع "التريند"!

أضحى "التريند" هو الهدف الأول للكثير من العاملين في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى حد أن البعض أصبح مستعدًا لفعل أي شيء والتضحية بأي شيء من أجله. وما حدث في حلقة أمس من برنامج "ليالي العرب" مع الإعلامي السعودي إبراهيم الفريان خير دليل على ذلك، وللأسف الشديد.

نشاهد يوميًا أشخاصًا يضحون بالكثير لأجل الشهرة والشعبية على منصات التواصل، ساعين لجمع أكبر قدر ممكن من المال، أحيانًا إلى درجة إهانة أنفسهم أو التعرض للسخرية أمام الجميع.. كل ذلك باسم التريند!

البعض يرى أن كل شخص مسؤول عن اختياراته وقراراته ومن حقه التعامل مع نفسه كما يُريد، يُعززها أو يُهينها، يُحافظ عليها أو يُهدرها أمام الكاميرات. نعم، ربما هم محقون في ذلك، لكن ما نرفضه جميعًا هو استخدام أي شخص آخر وإهانته والسخرية منه لأجل الوصول للتريند.

ما حدث مع الفريان مساء أمس هو تجسيد لتلك الحالة: المقدم علي النوري استضاف الإعلامي السعودي وخدعه بالمقدمة الجميلة ليُمهد الطريق لتدخل مفاجئ من ضيفه، حارس مرمى الأردن السابق محمد أبو داود، لإهانة الضيف والسخرية منه أمام الجميع، علمًا أن الرجل السعودي ناهز الـ65 عامًا، وما إن انسحب من الحلقة حتى حاول النوري إقناع أبو داود باللحاق به، لتستكمل "المسرحية".

ورغم اختلافي مع الفريان في عديد المواقف، إلا أن ما تعرض له من "مسرحية هزلية" في برنامج ليالي العرب لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأنه استخدم كوسيلة لتحقيق مكاسب شخصية للقائمين على البرنامج والقناة، كان ضحية الجشع الإعلامي لهم جميعًا والوسيلة السهلة للوصول إلى التريند!

ابحث عن التريند وحاول صناعته حتى، لكن ليس بهذا الأسلوب "الرخيص" وليس بإهانة الناس والسخرية منهم أمام الجميع، وإن قال أحدكم أنه لم يقصد ذلك، أنصحه بالعودة إلى حساب علي النوري على منصة إكس ليرى كيف استغل الحدث وروج له جيدًا جدًا بتغريدة "نار يا حبيبي نار"! الأمور كانت واضحة تمامًا للمشاهدين، وللأسف أن النوري حقق هدفه ونجح في أن يُصبح هو وبرنامجه "تريند" لكنه خسر مقابل ذلك الكثير من رصيده الإعلامي والأخلاقي!

ما حدث وشاهده الجميع أمس هو عنوان للتحول المرعب في حياتنا جميعًا، فالأمر لم يعد يقتصر على الشباب أو المراهقين، بل امتدت نار "التريند" لتأكل الجميع وأصبح الضحايا يتساقطون يوميًا بالعشرات، ولا أحد يلتفت لهم بعد انتهاء تلك الحالة من المتابعة الحثيثة للقصة. أمس كان الفريان هو الضحية الجديدة وبعد عدة أيام أو ربما ساعات ستُقلب الصفحة وتظهر ضحية أخرى!

كأس العرب حالة جميلة جدًا يعيشها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، سعدنا جميعًا بالأجواء الرائعة في قطر، بجلسات المجلس والمناوشات الجميلة بين ضيوفه، بالتصريحات الساخنة المثيرة، بالأداء القوي من المنتخبات العربية، بالمفاجآت من فلسطين وسوريا والأردن ... نرجوكم ألا تلوثوها بتلك المشاهد المثيرة للاشمئزاز، دعونا نُتم الاستمتاع بالأيام القليلة المتبقية من تلك التظاهرة العربية الرائعة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0