حققت المغرب انتصارًا جديدًا في كرة القدم، لكنه لم يكن في الدوحة تلك المرة بل في مدينة أغادير، حيث تُوج فريق أكاديمية محمد السادس بالنسخة الثانية من بطولة كأس إفريقيا تحت 19 عامًا الدولية، وهي البطولة التي ضمت عددًا من أبرز مدارس وأكاديميات كرة القدم في العالم.
المنتخب المغربي تحت 19 عامًا وخلال جولة في فرنسا حقق نتائج جيدة جدًا تحت أنظار العديد من الكشافة ووكلاء اللاعبين الأوروبيين، إذ هزموا ستراسبورج 3-0 وتروا 1-0 وفالنسيان 2-1.
عدد من اللاعبين المتواجدين في قطر مع المنتخب الأول، حيث يستعدون لمواجهة فرنسا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، ينتمون إلى أكاديمية محمد السادس، وهم الرباعي يوسف النصيري ونايف أكرد وعز الدين أوناحي وأحمد رضا تكناوتي.
أكاديمية محمد السادس .. سر التفوق المغربي
تراجع كرة القدم المغربية ونتائج المنتخبات على جميع الأصعدة خلال السنوات الأولى من الألفية الجديدة دفع المسؤولين وعلى رأسهم الملك محمد السادس لإنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم عام 2008، ويهدف المشروع لاكتشاف المواهب الصغيرة في المغرب وتطويرها وتحسينها ومن ثم تسهيل انتقالها إلى أوروبا.
افتتحت الأكاديمية رسميًا عام 2010، وأصبح سريعًا لديها عدة فروع في مختلف مدن المغرب، ويُشرف على تمويل الأكاديمية الملك محمد السادس شخصيًا، وقد عين سكرتيره الشخصي منير الماجيدي الذي استعان بالمدرب المغربي الفرنسي ناصر لاكريت ليكون المسؤول عنها فنيًا واستمر معهم حتى 2014 قبل أن ينتقل للعمل مع نادي مارسيليا.
"يأتي إلينا أفضل اللاعبين في عامهم الـ12، تُقام دورة تدريبية في الرباط تزامنًا مع العطلة المدرسية. البداية تكون بـ200 لاعب في البداية فيما لا يتبقى في النهاية سوى 12-13 لاعبًا" هذا ما يقوله عبد الواحد زمرات المدير الحالي للتدريب عن آلية العمل في الأكاديمية.
اللاعبون المحظوظون ينضمون للفريق للمنافسة في البطولة الوطنية تحت 15 عامًا، هو نظام ترقية يُشبه الموجود في نادي بنفيكا، حيث يتم تدريب اللاعبين وتطوير وتحسين قدراتهم لبيعهم فيما بعد للأندية الأوروبية.
مصدر لتصدير اللاعبين إلى أوروبا
هذا ما قد يُفسر تمامًا ازدياد عدد اللاعبين المغاربة في أوروبا بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية خاصة في إسبانيا وفرنسا والبرتغال، حيث تُعد تلك الوجهات الثلاثة هي المفضلة، ويتم اختيار اللاعبين غالبًا خلال الجولات التي تقوم بها فرق الأكاديمية في أوروبا.
ستراسبورج مثلًا رصد عز الدين أوناحي خلال جولة في مدينة بريتاني الفرنسية عام 2018، يتذكر زمرات تلك اللحظات بقوله "ستراسبورج تواصل معنا منذ تلك اللحظة، ثم جاؤوا لرؤيته في إحدى مباريات البطولة المغربية، وقد قرروا التوقيع معه".
أوناحي ليس الوحيد، هناك العديد من الأمثلة مثل حمزة منديل الذي سبق ولعب لناديي شالكه وليل، وعبد الواحد وهيب لاعب لوهافر وأسامة ترغلين المعار من مارسيليا إلى ألانيا سبور، وقد انضم آخرون لبعض الأندية الأوروبية خلال الصيف الماضي، ستراسبورج مثلًا حصل على حارس المرمى وليد حسبي (مواليد 2004) والظهير الأيمن أنس نانا (مواليد 2003).
إسبانيا أيضًا صوبت أنظارها نحو الأكاديمية خاصة أن أسلوب اللعب مشابه كثيرًا، انضم مثلا المهاجم عمر الصديق إلى اسبانيول والمدافع أيوب حميمي إلى خيخون، والثنائي مواليد 2004.
ويؤكد زمرات "ما يقرب من 60% من لاعبي المنتخبات المغربية للشباب ينتمون لأكاديمية محمد السادس"، هو مشروع قد لا يضمن تفوق المغرب كرويًا على المدى الطويل، لكنه يُغذي الأمل لرؤية نجاح كتيبة وليد الركراكي يتكرر في السنوات القليلة القادمة.


