قال بيتسو موسيماني المدير الفني للنادي الأهلي المصري أنه يرغب بالفوز بميدالية ذهبية أو فضية في كأس العالم للأندية .. تصريحات تعطي دفعة أمل كبيرة للجماهير وتنقل صورة إيجابية عن طموح المدرب، لكن في ظل الظروف الحالية للعملاق الأحمر .. تبدو أقرب للعب بالنار.
بطل إفريقيا يستعد لمواجهة مونتيري المكسيكي في الدور الثاني من مونديال الأندية غدًا السبت وسط ظروف قاهرة تتمثل بغياب جل لاعبيه الأساسيين للإصابة والتواجد مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا، وعدم الاستعداد جيدًا للبطولة في ظل توقف الدوري المصري وغياب اللاعبين، وإصابة موسيماني بفيروس كورونا مؤخرًا وغيابه عن اللقاء.
اقرأ أيضًا | الحكم وفحوصات كورونا .. أخبار سعيدة لمصر قبل مواجهة السنغال
تلك الظروف تجعل الوقوف على أرض الواقع ووضع الجمهور في صورة الوضع الحقيقي أفضل كثيرًا من الحديث عن أحلام تبدو مستحيلة، لأن رفع سقف التوقعات قد يجعل الصدمة أقوى وأكثر تأثيرًا سلبيًا على الفريق والجمهور معًا.
تصريحات موسيماني عن الحلم بالوصول للمباراة النهائية والفوز باللقب كانت ستكون ممتازة حال تواجد الفريق بكامل نجومه وفي ظروف أفضل من حيث الاستعداد والجاهزية الفنية والبدنية، لأن الأهلي بُني بالفعل مؤخرًا ليُنافس على الوصول للمباراة النهائية لمونديال الأندية ولأنه هذه المرة لن يُواجه بطل أوروبا، لكن بعد تضارب موعد البطولة مع كأس أمم إفريقيا وعاصفة الإصابات التي ضربت اللاعبين وآخرهم عمار حمدي، أصبحت تلك التصريحات لعبًا بالنار مع الجماهير .. نار قد يحترق بها أولًا وقبل الجميع المدرب الجنوب إفريقي نفسه، خاصة مع وضعه المتذبذب فيما يخص تجديد عقده.
الجمهور الأحمر يمتلك طموحًا هائلًا لتحقيق كل الإنجازات والبطولات، ولكنه في نفس الوقت واقعي إلى حد كبير ويُجيد قراءة المشهد ووضع التوقعات، ولذا نجد هناك شبه إجماع بين عشاق الأهلي على أن ظروف الفريق لا تسمح بالكثير، وأن الخسارة أمام مونتيري لو حدثت ستكون مقبولة ومنطقية خاصة إن قدم اللاعبون الأداء القتالي والحماسي المطلوب.
Getty Images - Goal ARهذا لا يعني بالطبع أن الجمهور فاقد للثقة في اللاعبين وموسيماني، لكنه يُقدر ويقرأ المشهد بواقعية شديدة، ويُدرك تمامًا أن الوصول لنصف النهائي هذه النسخة في ظل تلك الظروف سيكون إنجازًا يُعادل الوصول للنهائي ربما في أي نسخة أخرى من مونديال الأندية.
موسيماني مطالب بقراءة المشهد بنفس تلك الواقعية، وألا يترك حماسه يجرفه بعيدًا عن الواقع الأليم، هو واقع فُرض على الفريق ومدربه ولكن لا مفر منه، والأفضل أن يُهيئ الجميع الأجواء لاستقبال أي صدمة تحدث بعقلانية ودون مبالغة في رد الفعل، وتصريحات المدرب الأخيرة لا تخدم هذا الاتجاه أبدًا بل هي على العكس تمامًا.


