يمر الثنائي ليونيل ميسي وكيليان مبابي بموسم مذهل للغاية رفقة فريق باريس سان جيرمان، وأظهرا تفاهمًا كبيرًا للغاية بعد مرور حوالي عام ونصف على انضمام الأرجنتيني للنادي الفرنسي.
تلك الشراكة جاءت متأخرة بعض الشيء، فكما يعلم الغالبية فقد كان في يد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة الأسبق أن يضم مبابي لصفوف الفريق في 2017.
وقتها رفض الرجل ضم اللاعب وبحسب ما أكدت تصريحات عديدة فقد كان ذلك بسبب تفضيل الجميع وقتها لعثمان ديمبيلي على حساب نجم باريس الحالي.
فيما يلي دعونا ننظر على أرقام الثنائي سويًا في صفوف باريس سان جيرمان، ونتخيل كيف كانت تلك الشراكة لتكون في برشلونة بالعام 2017.
أرقام ميسي ومبابي سويًا
حتى الآن تشارك ميسي ومبابي سويًا في 25 هدفًا صنعهم أحدهما وسجلهم الآخر، بواقع 14 صناعة لميسي سجل مبابي منهم 14 هدفًا مقابل 11 صناعة للفرنسي سجل منهم ليونيل الأهداف.
تلك الأرقام حدثت على مدار عام ونصف وخلال 46 مواجهة فقط، وهو أفضل معدل شراكة للأهداف في تاريخ كيليان مبابي على الإطلاق، بالرغم من لعبه بجوار عدد كبير من نجوم اللعب.
على سبيل المثال نيمار دا سيلفا، يملك 51 مساهمة تهديفية بالشراكة مع مبابي، في 128 مباراة، أي حقق ضعف رقم ميسي في ما يقل قليلًا عن ثلاثة أضعاف عدد المباريات.
وهناك أيضًا أنخيل دي ماريا مواطن ليونيل الذي سجل بصناعة مبابي وصنع له 31 هدفًا في 151 مباراة خلال سنوات وجوده في باريس سان جيرمان.
نجاح منقطع النظير
الحديث عن الافتراضات والاحتمالات هو أمر غير محبوب في كرة القدم، فلا أحد يمكنه أن يتوقع أبدًا ما الذي من الممكن أن يحدث لو انتقل هذا اللاعب إلى ذلك النادي أو غيره.
لكن كل ما يمكننا فعله هو وضع المعطيات أمامنا وترك النتائج والاستنتاجات تأتي وحدها وتظهر أمام الجميع في ظل صعوبة توقع ما الذي كان ليحدث لو انضم مبابي إلى صفوف برشلونة.
فقط تخيل أن يكون لدى برشلونة لاعب آخر بجوار ليونيل ميسي قادر على التسجيل وسريع مثل كيليان مبابي ويعرف كيف ومتى ينوع بين مهام الجناح والمهاجم.
لاعب يصنع لميسي 11 هدفًا وحده، ويستطيع أن يستغل 14 كرة من النجم الأرجنتيني ويضعهم في الشباك، ألم يكن من الممكن أن يحل أحد تلك الأهداف معضلة الخروج من روما في دوري أبطال أوروبا؟
هدف واحد فقط كان يحتاجه برشلونة ضد ليفربول ليحسم صعوده في نهائي 2019 ألم يكن من الممكن أن يسجله مبابي بصناعة ميسي أو يصنعه له أمام الريدز؟
مباريات عديدة فقد خلالها برشلونة النقاط وخرج منها من البطولات سواء الكأس المحلي أو السوبر أو غيرهم، ألم يكن وجود لاعب بحجم كيليان مبابي بجوار ميسي ليكون حالًا في بعضها؟!
لغز بارتوميو
دعنا نترك حجة أن مبابي لم يكن مناسبًا لبرشلونة ولطريقة لعبه جانبًا وأن النادي ضم عشرات اللاعبين الذين لم يكونوا حتى قريبون من ذلك.
يعد رفض ضم كيليان مبابي بكل ما كان الشاب يملكه من إمكانات في ذلك الوقت هو أمر مثير للعجب دون النظر إلى أي معطيات أخرى.
لكن بالنظر إلى الظروف المحيطة وتمعين النظر لها ستجد نفسك تتعجب بشكل أكبر، فضم مبابي كان سهلًا مقابل الشرط الجزائي له الذي كان يبلغ 180 مليون يورو.
ضم مبابي كان سيبعث الرسالة الأقوى في سوق الانتقالات أن برشلونة رغم خطف أحد أبرز نجومه نيمار دا سيلفا إلا أنه يستطيع ضم أي لاعب.
حتى هؤلاء الذين يحلم باريس سان جيرمان بضمهم، حيث كانت كل الأخبار وقتها تشير إلى رغبة النادي الباريسي في ضم مبابي، كم كان ذلك سيعني من أجل البروباجندا التي كان يحبها بارتوميو؟
بيت القصيد
بارتوميو لم يفرط فقط في فرصة للانتقام أثمن من ضم جريزمان وكوتينيو وديمبيلي سويًا، بل فرط في واحد من أفضل مواهب جيله وإن كان اللاعب يظلم نفسه بالبقاء في الدوري الفرنسي مؤخرًا.
مبابي في برشلونة كان سيصبح لاعب آخر تمامًا، كان سيحقق ألقابًا للفريق عجز عنها لسنوات كدوري أبطال أوروبا على الأرجح، وكان سيسجل الأهداف ويصنع ثنائية تاريخية مع ميسي كان عمرها سيصل الآن إلى ما يقارب الست سنوات، وربما كان ليحقق الكرة الذهبية التي استعصت عليه حتى الآن.
لكن كل ذلك سيبقى في خانة التخمين، وستبقى الحقيقة الوحيدة الثابتة أن بارتوميو أضاع على برشلونة ثنائية ذهبية نشاهدها الآن في باريس والزمن قد جار على ميسي وأخذ منه الكثير.