حسم أتلتيكو مدريد الإسباني تذكرة العبور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد عناء شديد أمام ضيفه إنتر الإيطالي، في ليلة كان نجمها الأول حارس مرمى الروخيبلانكوس يان أوبلاك.
تابع مباريات دوري أبطال أوروبا مباشرة على منصة TOD
وتفوق النادي المدريدي في النتيجة (2-1)، خلال الوقت الأصلي ليعادل خسارته على يد الأفاعي ذهابًا بهدف دون رد، ولجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي وركلات الترجيح التي أنصفت أصحاب الأرض بنتيجة (3-2).
ورغم أن إنتر كان البادئ بالتسجيل عن طريق فيديريكو دي ماركو، إلا أنه فشل في الحفاظ أفضلية الهدفين، وعاد الروخيبلانكوس بثنائية سجلها أنطوان جريزمان والبديل الذهبي ممفيس ديباي.
ويستعرض "جول" في السطور التالية أبرز التفاصيل من موقعة أتلتيكو مدريد وإنتر ميلان..
سيميوني .. القلب والعقل في أتلتيكو
استطاع دييجو سيميوني أن يفوز بالمعركة الكبرى أمام ناديه السابق إنتر، بفضل ثباته وتحليه بالصبر، حيث لم يرتبك الفريق عندما تلقى الهدف الأول على ملعبه ورد في أسرع وقت.
وفي الشوط الثاني، فرض أبناء سيميوني سيطرتهم بالكامل على الملعب واستفادوا من الهدايا التي منحها لهم دفاع الإنتر الذي بدا ظاهريًا متماسكًا في التعامل مع الكرات العرضية، لكن كان من السهل فعليًا اختراقه بالتمريرات العميقة.
ماذا فعلت يا إنزاجي؟
ورغم ذلك، كانت الهدية الأكبر من سيموني إنزاجي، مدرب الإنتر، الذي لم يتخذ القرار الصحيح بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل (1-1)، حيث استبدل باستوني بفرانشيسكو أتشيربي، ليجعل عمق دفاع الفريق متاحًا أمام أصحاب الأرض.
وأمام مدرب مثل دييجو سيميوني لا يمكن أن تخطئ بهذا الشكل، حيث رد سريعًا بالدفع برودريجو ريكيلمي وممفيس ديباي، اللذين كانا بمثابة نقطة التحول في المباراة.
ديباي كان الأكثر إزعاجًا وسجل هدف التقدم لأتلتيكو، مستغلًا خطأ قاتل في عمق دفاع الإنتر، بينما كان ريكيلمي قريبًا من إطلاق رصاصة الرحمة في الوقت القاتل لولا تعامله الخاطئ مع عرضية جريزمان.
لا تعيدوا تورام إلى ميلانو!
بالطبع لاعبو الإنتر أيضًا يشاركون مدربهم المسؤولية في هذه الخسارة ووداع دوري الأبطال، لكن هذه الليلة ربما ستؤثر كثيرًا على موقف الفرنسي ماركوس تورام من الاستمرار في الإنتر.
المهاجم الفرنسي كان الأسوأ من بين لاعبي الفريقين، فرغم أنه كان مختفيًا في أغلب شوطي المباراة، إلا أنه تحصل على 3 فرص محققة لتسجيل الهدف الثاني والثالث وقتل اللقاء، من انفرادات صريحة تسبب فيها اندفاع لاعبي أتلتيكو، وأهدرها بمنتهى الرعونة.
والغريب أن إنزاجي ظل متمسكًا بتواجده في الملعب حوالي 102 دقيقة، في تصرف غير مفهوم، لكنه اضطر لإخراجه عندما اشتبك مع سافيتش مدافع أتلتيكو وكاد يتسبب في أن يطرد بتصرف طائش غير أخلاقي، إلا أن الحكم وتقنية الفيديو كانوا رحماء به وتجاوزا فعلته.
أتلتيكو لا يُقهر في الميتروبوليتانو
دفع الإنتر الثمن غاليًا أمام منافس لا يقهر على ملعبه، فعندما تحين لك الفرصة للتسجيل لا تتهاون أبدًا وهو ما حدث اليوم، ليخسر وصيف البطولة الأوروبية فرصة الاستمرار ويودع.
وتشير إحصائيات شبكة "أوبتا"، أن أتلتيكو مدريد في معقله استطاع أن يتأهل خلال المواجهات الثلاث الأخيرة ذهابًا وإيابًا في دوري أبطال أوروبا والتي لعب خلالها وقتًا إضافيًا.
والمثير للدهشة أن الثلاث مواجهات جميعها كانت في دور الـ 16: حيث قهروا باير ليفركوزن في موسم 14/15، وآيندهوفن في 15/16 وضد ليفربول موسم 19/20.
أوبلاك رجل المباراة بجدارة
من قال إن الحارس القوي هو نصف الفريق، أحيانًا يكون هو الفريق كله، وذلك ما أثبته يان أوبلاك ليس فقط لتصديه لركلتي ترجيح من الإنتر بطريقة رائعة، لكن لأنه قدم مباراة استثنائية.
واستحق أوبلاك أن ينال جائزة رجل المباراة، حيث حمل فريق أتلتيكو على كتفيه إلى ربع النهائي، وكان اللاعب الأكثر جاهزية ويقظة طوال الـ120 دقيقة، حتى مع تراجع مستوى زملائه في الشوطين الإضافيين لم يخذل سيميوني ومنحه الفوز.
ولعل ذاكرة البعض ضعيفة بعض الشيء، ففي الاستوديو التحليلي للمباراة سخر المحلل ونجم منتخب مصر السابق محمد أبوتريكة، من أوبلاك مؤكدًا أن سمعته في ركلات الجزاء سيئة، لكنه نسي أنه نفس الحارس الذي قهر باير ليفركوزن من قبل بركلات الترجيح وتصدى لركلات حاسمة أمام نجوم كبار مثل توماس مولر وخوسيلو.
