حقق آرسنال فوزًا غاليًا على حساب ليفربول بنتيجة 3-2، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب "الإمارات" في قمة الجولة العاشرة من منافسات موسم 2022-23 في الدوري الإنجليزي.
آرسنال احتاج إلى دقيقة واحدة فقط لافتتاح التسجيل عن طريق البرازيلي جابرييل مارتينيلي، لكن داروين نونيز تمكن من تعديل النتيجة لصالح ليفربول في الدقيقة 34 من عمر المباراة.
الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع في شوط المباراة الأول شهدت تسجيل بوكايو ساكا هدف تقدم آرسنال في النتيجة، لكن ليفربول نجح في العودة وتعديل النتيجة عن طريق نجمه البرازيلي روبيرتو فيرمينو في الدقيقة 53، قبل أن يظهر ساكا في الصورة مرة أخرى ويسجل هدف فوز آرسنال في الدقيقة 76 من علامة الجزاء.
مباراة آرسنال وليفربول أعادت إلى الأذهان كلاسيكيات الدوري الإنجليزي الخالدة، وسط سرعة هائلة من الفريقين في شن الهجمات، وتهديد المرميين في أكثر من مناسبة على مدار شوطي المباراة.
فوز آرسنال ضمن له العودة إلى صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي، بعد أن رفع رصيده إلى 24 نقطة، متفوقًا بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي الوصيف، فيما تجمد رصيد ليفربول عند 10 نقاط ليتراجع إلى المركز العاشر.
مصائب ليفربول لا تأتي فُرادى
مع البداية الصاعقة في المباراة وتلقي هدف مبكر للغاية، فإن ليفربول عانى بشكل بالغ خلال مواجهة آرسنال.
البداية كانت من اضطرار يورجن كلوب مدرب "الريدز" إلى إجراء تغييرين اضطراريين، بإخراج لويس دياز أواخر الشوط الأول وترنت ألكساندر آرنولد بين الشوطين للإصابة.
معاناة ليفربول مع الإصابات تتواصل خلال موسم 2022-23، وهو ما يؤثر بالتأكيد على مردود الفريق كله، ويضع كلوب تحت ضغط مستمر لمحاولة إيجاد حلول مناسبة للغيابات والإصابات.
وبعيدًا عن الإصابات، واصل ليفربول المعاناة على المستوى الدفاعي، بعد أن تلقى الفريق 12 هدفًا في ثماني مباريات فقط، وهو رقم مرتفع للغاية يضع "الريدز" في المركز الثامن كأسوأ خط دفاع في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي.
لك أن تتخيل فريقًا كبيرًا يدخل مباراة قمة، ثم يتلقى هدفًا في الدقيقة الأولى، بالتأكيد ستهتز المعنويات، وتجعل الفريق يدخل في مرحلة شك في قدراته.
دفاع ليفربول سهل الاختراق، ومع غياب القيادة الحقيقية بعد تراجع مستوى الهولندي فيرجيل فان دايك وتلقيه الانتقادات المتلاحقة، تجعل فريق المدرب يورجن كلوب يعيش معاناة غير مسبوقة تحت قيادة الألماني.
فان دايك في الدقائق الأخيرة من مواجهة آرسنال أخطأ أمام جابرييل جيسوس بطريقة لا يمكن أن يقوم بها مدافع من بين الكبار، وتمكن البرازيلي من الفوز في صراع هوائي كان يمكن أن يتفوق فيه الهولندي بسهولة إذا كان في أفضل حالاته.
ليفربول لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه خلال الموسم الحالي إلا في ثلاث مباريات فقط، سواء في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا.
تحول ليفربول الدرامي من فريق لا يمكن مهاجمة دفاعه إلى فريق مباح بهذا الشكل هي أزمة عناصر في المقام الأول، بالإضافة إلى أزمة إدارة فنية لم تتمكن من إيجاد الحلول لمشاكل الفريق.
ومن الواضح أن الأزمة مشتركة بين المدرب واللاعبين، كلوب لم يتمكن من إيجاد الحلول بعد، ولعل توقف كأس العالم الذي يقترب بشدة قد يكون طوق النجاة الذي يمكن أن يعيد ترتيب البيت في "أنفيلد".
آرسنال زمان عاد
يواصل آرسنال تقديم أداء مميز في الموسم الحالي، ولعل الصدارة وحدها ليست مقياسًا على تألق "الجانرز" في 2022-23.
آرسنال يعيش موسمًا تاريخيًا جعل جمهوره يؤمن من جديد بأن العودة إلى التألق وأيام المجد القديم ممكنة.
النقطة السوداء الوحيدة في موسم آرسنال كانت الخسارة أمام مانشستر يونايتد، لكن ما قبل وما بعد تلك المواجهة لم يعرف النادي اللندني إلا الانتصار فقط في الدوري الإنجليزي.
آرسنال يبدو واثقًا تحت قيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، فريق يمكنه التعامل مع الضغوط، وقادر على تهديد مرمى المنافسين باستخدام جناحين مذهلين هما مارتينيلي وساكا.
بالإضافة إلى قوة خط الوسط بقيادة توماس بارتي، الذي يقدم في الموسم الحالي أداءً مذهلًا أعاد إلى الأذهان أفضل مستوياته في أتلتيكو مدريد.
أما دفاع آرسنال بقيادة آرون رامسديل، وويليام ساليبا وجابرييل، فهو صمام الأمان للفريق اللندني، بقوة مذهلة في التدخلات الصحيحة واستعادة الكرة بذكاء والخروج بها بثقة يُحسد عليها الفريق.
آرسنال في الموسم الحالي استعاد سمعته كفريق ممتع قادر على الفوز على الكبار، ولعل استعادة "الجانرز" لمكانته كواحد من كبار كرة القدم الإنجليزية، ومحاولة الفوز بلقب تحت قيادة ميكيل أرتيتا ستكون بوابة الفريق للعودة من جديد إلى مصاف الكبار.




