الأحلام مشروعة في دوري أبطال أوروبا، وأوناي إيمري هو قائد الحلم الأهم والأكثر إثارة في النسخة الحالية من البطولة، والذي لا يزال مستمرًا مع فريقه فياريال.
الغواصات في نصف نهائي دوري الأبطال، نحو قصة جديدة في المسابقة، قد تتلاشى وينساها الجميع أو تظل خالدة لسنوات طويلة في أذهان الجماهير.
الفريق وصل إلى هذه المرحلة بعد تخطي الكثير من الصعاب، أهمها على الإطلاق عبور الثنائي يوفنتوس وبايرن ميونخ، ليقع في مواجهة ليفربول في مواجهة ستكون الأصعب.
اللقاء يمثل اختبارًا جديدًا لإيمري ورجاله، سواء باستكمال هذا الحلم الجميل، أو الاكتفاء بما حققه مثلما فعلت العديد من الفرق الأخرى التي حصلت على لقب الحصان الأسود بدلًا من لقب ذات الأذنين.
إيمري يستعيد كرامته
Gettyتعرض المدرب الإسباني لسخرية واسعة خلال تدريبه لباريس سان جيرمان، حيث خلق العديد من العداوات داخل الفريق الفرنسي، كما أن الصحافة لم ترحمه أيضًا.
وفي إنجلترا كانت الأمور أسوأ، حيث كان محل سخرية الصحافة والجماهير بل اللاعبين كذلك، خاصة بعبارته الشهيرة "Good Ebening" والتي تسببت في الاستهزاء بعدم إجادته للغة الإنجليزية ولكنته الإسبانية.
ورحل إيمري عن آرسنال بعد فشله في الفوز بالدوري الأوروبي والتأهل لدوري أبطال أوروبا، لتشاء الأقدار بقيادته فريق أقل في القدرات والإمكانيات وهو فياريال إلى نصف نهائي البطولة التي يحلم المدفعجية بمجرد التواجد بها.
صاحب الـ50 سنة انتقل إلى فياريال في يوليو 2020، وسط توقعات بالفشل أو الابتعاد عن الأضواء واختفاء اسمه تمامًا مثل عشرات المدربين من قبله.
Gettyولكنه عاد ليفرض نفسه على الساحة، بتحقيق لقب الدوري الأوروبي بالموسم الأول له، لينتقل إلى الأبطال ويصل إلى ما حققه حتى الآن.
ورغم عدم إبهاره على الجانب المحلي في الدوري الإسباني باحتلاله المركز السابع هذا الموسم ونفس المركز الموسم الماضي، إلا أنه لفت الأنظار على الجانب الأوروبي بأقل إمكانيات ممكنة مقارنة بباقي الأندية.
بمجموعة مغمورة وبعض العناصر المعروفة نسبيًا مثل جيوفاني لو سيلسو وباو توريس وجيرارد مورينو وراؤول ألبيول وداني باريخو وصامويل تشوكويزي أصبح الحلم ممكنًا.
إيمري لم يكن بحاجة سوى مبلغ 34 مليون يورو فقط للإنفاق على مدار موسمين مع فياريال للنجاح، وهو ما يستحق الإشادة عليه حتى ولو توقف مشواره عند نصف النهائي.
مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة
Getty Imagesمن سوء حظ إيمري أنه سيلعب ضد ليفربول وهو في أفضل حالة فنية ممكنة، بعد سلسلة من الانتصارات بكل المستويات.
الفريق يطارد مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي بفارق نقطة، وتأهل إلى نهائي كأس الاتحاد وفاز بكأس رابطة المحترفين، ليواصل طريقه نحو الرباعية.
سجل إيمري كذلك أمام ليفربول لا يبشر بالخير عمومًا، لأنه لعب 5 مباريات، 4 منهم مع آرسنال ومواجهة مع إشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي لعام 2016.
خسر 3 مباريات مع آرسنال وتعادل مرة، وفاز مرة واحدة فقط مع إشبيلية بنتيجة 3/1 في نهائي اليوروباليج، وهي النقطة المضيئة التي قد يستبشر بها إيمري، رغم الفارق الشاسع بين نسخة الريدز وقتها والآن.
Gettyيورجن كلوب مدرب ليفربول قال عنه:"ربما يكون المدرب الأنجح في بطولات الكؤوس في العالم، بل هو ملك الكؤوس في العالم، لذلك هو يعرف ما يفعله".
الفارق الذي يجعلنا نتوقع تجربة مختلفة عن كل الفرق التي فشلت بحلمها نحو اقتناص اللقب عكس كل التوقعات، هي الخبرة الواسعة لإيمري على صعيد البطولات الأوروبية.
المدرب الباسكي فاز بالدوري الأوروبي 3 مرات متتالية مع إشبيلية، ومرة مع فياريال الموسم الماضي، وفي عام 2019 حصل على المركز الثاني مع آرسنال.
لذلك كما قال كلوب، هو يعرف ما يفعله جيدًا، والمهمة ستكون غاية في الصعوبة على ليفربول، وقد نرى حلم فياريال يقترب خطوة جديدة من الاكتمال، لأن إيمري يمتلك ما لا يملكه غيره.
الأحلام تتوقف عند نصف النهائي
Gettyفكرة الفريق الذي يقلب التوقعات من البداية وحتى النهاية ليفوز باللقب لم تحدث منذ بورتو في نسخة 2003/2004، حيث فاز بها الفريق البرتغالي بعد التغلب على موناكو في النهائي.
وفي الموسم التالي حاول آيندهوفن تكرار نفس الأمر ولكنه فشل أمام ميلان، وأما بعام 2006 كان فياريال على موعد مع المفاجأة لكنه خرج من نصف النهائي مثل آيندهوفن، حيث أطاح به آرسنال وصيف البطولة.
وفي عام 2010 عاد الحصان الأسود من جديد، وكان العملاق الفرنسي ليون، لكنه سقط برباعية نظيفة أمام بايرن ميونخ ليتوقف الحلم.
تجربة أخرى مميزة كانت لشالكة في 2011، لكنها انتهت بأسوأ صورة ممكنة بالخسارة أمام مانشستر يونايتد 6/1 بمجموع الذهاب والإياب بقبل النهائي أيضًا.
رحلة أخرى امتدت إلى النهائي هذه المرة في 2013 عندما اقترب بوروسيا دورتموند بقيادة يورجن كلوب من اللقب، لكنه خسر في النهائي من بايرن.
واقترب موناكو الفرنسي في معجزة أخرى بعام 2017، ولكنه خرج من نصف النهائي أمام يوفنتوس 4/1 للذهاب والإياب.
وبالنسخة التالية تواجد روما أيضًا بنفس المرحلة وودع البطولة من ليفربول، ثم تكرر الأمر ذاته بعدها في 2019 مع أياكس الذي ودع البطولة أمام حصان أسود آخر وهو توتنهام وصيف هذه النسخة لصالح ليفربول البطل.
وفي نسخة 2020 التي أقيمت خلال انتشار وباء كورونا، ظهر لايبزيج وليون بنصف النهائي، لكنهما خرجا معًا، ليصبح النهائي من نصيب باريس سان جيرمان وبايرن صاحب اللقب.
وبالموسم الماضي لم تكن هناك تجارب بارزة، حيث اقتصر التواجد في نصف النهائي على الكبار، ليعود إيمري لنا وسط عمالقة أوروبا، فهل يختلف عن الجميع؟ أم تنتهي رحلته على ملعب لاسيراميكا يوم 3 مايو القادم؟
اقرأ أيضًا ..
