إذا كنت قد حدثتني قبل أشهر عن خالد البلطان؛ رئيس الشباب، كنت ستجدني أحد أكبر الداعمين له ولطريقته في التعامل مع ناديه وسياسته الإدارية.
نعم! هو البلطان وحش الصفقات، صفقات قوية مجانية أو بمقابل مادي لا يُصدق، في الوقت الذي يصرف به منافسوه أكثر بكثير منه على الصفقات، ومنهم من لم ينجح بقدر نجاح صفقة مجانية في الليث الأبيض.
البلطان بالنسبة لي فوق المقارنة من ناحية خوضه لسوق الانتقالات، فهو من أحضر إيفر بانيجا في 2020، وفابيو مارتينيز وأوديون إيجالو وكارلوس جونيور في 2021، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
صفقات أبرمها مغردًا في ملكوت مختلف تمامًا، وترك البقية يتنافسون على بقية الأسماء، ولم ينجح منهم إلا القليل.
لكن وما فائدة الصفقات القوية والمحصلة "صفر"؟!، نعم جمهور الكرة الحقيقي لا يحب ناديه من أجل البطولات فقط، إنما هو حب غير مبرر، ولا يتأثر بالغياب عن البطولات، لكن أحيانًا يطفح الكيل به.
al shabab twitterعام واحد متبقي على نهاية مدة رئاسة البلطان للنادي العاصمي، والمحصلة حتى الآن هي "صفر بطولات"، حتى أنه الليوث لا يصلون للأدوار النهائية في المنافسة.
خرج البلطان علينا، يملأ الأجواء بتصريحاته عن أنه لم يحمل خزينة النادي أكثر من طاقتها خلال التفاوض مع عبد الله الحمدان لتجديد عقده، وخلال محاولة تجديد إعارة فابيو مارتينيز وغيرهما من الصفقات، ووقتها أشدت بسياسته، لكن الآن يتجدد المشهد الجديد بعد رفض البلطان مطالب كيكي سيتيين المالية، لقيادة الفريق في الموسم المقبل، فما زاد عن حده، انقلب ضده!
شهر واحد فقط وخمسة أيام متبقية على بداية الموسم الجديد من الدوري السعودي، وحتى الآن يبحث البلطان عن المدرب رخيص الثمن، ولا يعرف لاعبو الشباب حتى الآن من هو مدربهم في الموسم الجديد؟!، يخوض الفريق سوق الانتقالات على هوى مجلس الإدارة، وسيضع المدرب الجديد أمام الأمر الواقع!، هل هذا هو حال فريق وعد رئيسه من قبل بتحقيق البطولات مقابل ألا يهاجمه الجمهور في ظل تضحيته باللاعبين لأسباب مالية؟!، أشك!
سأحترم البلطان كثيرًا، إذا خرج بوضوح وصارح الجماهير أن هدفه استثماري في المقام الأول، وأن الحفاظ على موارد النادي المالية أهم من حصد البطولات، وأن المهم بالنسبة له أن يبقى الفريق في الصورة محدثًا قلقًا مزيفًا لفترة، ثم يبتعد عن المنافسة تدريجيًا كما يحدث في المواسم الأخيرة.
لكن هو من خرج واعدًا بالبطولات ومطالبًا الجماهير بالصبر، أما ما نراه هو أن وعوده تطير مع نسمات الهواء، يقاتل للحفاظ على خزينة النادي، ويترك من ورائه الجمهور يستشيط غضبًا.
من لا يزال مناصرًا لخالد البلطان يبرر موقفه بأنه لا يمتلك نفس الدعم الذي يتحصل عليه جيرانه سواء الهلال أو النصر!، فهؤلاء هناك من يدعمهم من أعضاء شرف ورموز، حسنًا!، هل للفيصلي ومن قبله التعاون من يدعمهما؟، كلاهما حقق لقب كأس الملك في السنوات الأخيرة، وهي البطولة التي يودعها الشباب مبكرًا في كل مرة، رغم أن الليث الأبيض حتى يمتلك من الرعاة ما هم أكثر من العنابي وسكري القصيم!
يخرج البلطان بنفسه شاكيًا من الأمور المالية مطالبًا بالمزيد، لكنه لم يسع لتحقيق بطولة، تدفع الرعاة للركض خلفه، انتظر في مكانه، محلك سر، فكانت النتيجة أنه لا جديد.
قد تكون بالفعل الماديات عائقًا أمام الكثير من الأندية، لكن لا تحدثني عن ذلك مع نادٍ بحجم الشباب، إذا أردت الدفاع عن خالد البلطان، ابحث عن طريق آخر غير ذلك، فهو من وفر الكثير في ظل رفضه لنجوم ومدربين، وفي المقابل لاينعم بهذا التوفير سوى أعضاء النادي فقط، وجمهور كرة القدم يحصد الخيبات موسمًا تلو الآخر.
فليخاطر البلطان مرة واحدة في حياته، ويستقدم مدربًا كبيرًا وإن تخطى السقف المالي له، بحثًا عن بطولة تعيد هذا النادي للصورة من جديد، دائمًا ما يدافع عن كون الشباب من ضم الخماسي الكبير في السعودية، لكنه لم يفعل أي شيء ليثبت هذا على أرض الواقع خلال فترة رئاسته، لم يحرج من يقللون منه بأفعاله، واكتفى بالرد من خلال التصريحات.
2022-2023 العام الأخير للبلطان في الرئاسة، إذا استمر الوضع كما هو عليه، سيتذكره أعضاء الجمعية العمومية بكل الخير، وسيلعنه جمهور كرة القدم المتعطش لبطولة واحدة، تعيد الفريق لمنصات التتويج.


