دقات قلب متتابعة لا تتوقف، ترقب مخلوط بأمل وقلق، تفاؤل وتشاؤم في آنٍ واحد، مشاعر غير مفهومة، رغبة في الاحتفال وقلق يحجمها، هذه كانت مشاعر جمهور الهلال السعودي، في صباح يوم السابع عشر من ديسمبر عام 2019، اليوم المرتقب..
الزعيم على موعد مع مواجهة فلامنجو البرازيلي؛ بطل كأس ليبرتادوريس، في نصف نهائي كأس العالم للأندية قطر 2019، 90 دقيقة فقط تفصل كتيبة المدرب الروماني رازفان لوشيسكو عن معانقة المجد بالتأهل لنهائي مونديال، كأول نادٍ سعودي.
دقت الساعة الثامنة والنصف بتوقيت العاصمة السعودية "الرياض"، وإذا بالحكم يطلق صافرة انطلاق المباراة، على استاد خليفة الدولي بالدوحة، والمفاجأة كانت أداء بطل آسيا، كتيبة لا تهاب وكأنها معتادة على التواجد في المونديال بكل عام.
شوط أول رائع قدمه الزعيم بل أنه أكثر من رائع على كافة الأصعدة، وترجم هذه السيطرة بهدف مستحق في الدقيقة 18 بأقدام سالم الدوسري، وأهدر الفرنسي بافيتمبي جوميس، هدف محقق آخر بتسديدة غريبة أمام المرمى الخالي، إذ علت العارضة.
لكن انقلب الحال في الشوط الثاني، وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم يكن فقط الأمر مجرد استفاقة من فلامنجو، لكن زاد الوضع سوءًا بالتراجع البدني والفني الكبير للاعبي الهلال، والذي تسبب في هدف تعادل مبكر للفريق البرازيلي بعد مرور ثلاث دقائق فقط من هجمة مرتدة، ضربت خط دفاع الأزرق سريعًا.

الهلال يحاول استعادة توازنه بتمريرات سلبية في وسط الملعب، في محاولة لامتصاص الاستفاقة البرازيلية، لكن دون جدوى، فإذا بالهدف الثاني يأتي بالدقيقة 78، ثم الثالث قبل النهاية بثماني دقائق بأقدام مدافع الهلال علي البليهي، بالخطأ في مرماه.
آمال الوصول إلى نهائي المونديال ومجهود 45 دقيقة رائعة، انهار كله في 45 دقيقة ثانية، يقول مدرب الزعيم رازفان، في تصريحات خاصة لـ"جول" عن هذه اللحظات: "فلامنجو فريق من أفضل الفرق بالعالم ومليء باللاعبين الموهوبين ولديه مدرب جيد للغاية، بجانب أن جدول المباريات كان صعبًا، فقد خضنا مباراة يوم السبت، في حين استراح فلامنجو في اليوم ذاته".
لم تكن فقط هذه أسباب انهيار الهلال أمام فلامنجو، فقد حمّل لوشيسكو ثلاثة لاعبين بأعينهم مسؤولية المباراة "سيباستيان جيوفينكو وبافيتمبي جوميس وسلمان الفرج عانوا من بعض التراجع البدني، هذا بخلاف الضغط الكبير الذي تحمله اللاعبون الدوليون مع منتخب بلادهم في كأس الخليج، فقد كانوا يخوضون مباراة كل ثلاثة أيام، بعد أن بذلوا طاقة ذهنية وبدنية كبيرة في نهائي دوري الأبطال".
الزعيم وبعد أن فشل في الوصول للنهائي، أصبح ينافس على الميدالية البرونزية، في لقاء أمام مونتيري المكسيكي، مباراة كانت في المتناول، لكن ومع ذلك لم يستعد لاعبو الهلال توازنهم، الذي فقدوه أمام فلامنجو، فخروج بالتعادل 2-2، لتنصف ركلات الترجيح الفريق المكسيكي، الذي فاز بنتيجة 4-3.
رازفان لوشيسكو يرى أنه ورغم الانتقادات التي تعرض لها فريقه خلال هذه الفترة إلا أنه أدار تلك الفترة بالطريقة الأنسب، إذ استطرد تصريحاته لـ جول "نحن الفريق الوحيد الذي شارك في كأس العالم بعد مجهود بدني وعقلي كبير، فقد فزنا بدوري الأبطال وبدلًا من أن يحصل اللاعبون على فترة راحة، ذهبنا لخوض مباريات أخرى، وهذا ليس سهلًا، ومع ذلك قدمنا أداءً جيدًا في المونديال".
وواصل "نحن الفريق الوحيد الذي كان ينافس في ثلاث بطولات مختلفة، فزنا بواحدة، وكنا نتصدر الدوري السعودي بفارق ست نقاط عن أقرب منافسينا قبل الجولات الثمانية الأخيرة، وتأهلنا لنصف نهائي مونديال الأندية، وللوصول لكل هذا كان علينا ترتيب أولوياتنا، وأن نتحمل بعض المخاطر، مما منحنا القدرة على الوصول إلى المحطات الأخيرة في البطولات بصورة جيدة، دون التعرض لأضرار كبيرة".
مجد كان قريبًا ضاع على الزعيم لأسباب بدينة كما أوضح المدرب الروماني، لكن تبقى الآمال ممكنة، للمحاولة مرة أخرى في نسخة 2020 من البطولة الآسيوية ومنها إلى المونديال.
