لاعب لم تشعر بوجوده في الهلال، لم تسمع عنه مشكلة أو أزمة أو مشاجرة مع أحد، لكن تأثيره الفني حضر في الملعب على مدار موسمين ونصف، إنه الإيطالي سيباستيان جيوفينكو "النملة الذرية".
موسمان ونصف شارك بهم النملة الذرية مع الهلال، في 83 مباراة، سجل خلالها 16 هدفًا، وصنع 19 آخرين، وحصد خلالها لقبي الدوري المحلي مرتين، لقب كأس الملك ولقب دوري أبطال آسيا، كان أساسيًا في كافة هذه البطولات وصاحب بصمة قوية.
لكن في مقابل ذلك، كيف تعامل معه مجلس الإدارة برئاسة فهد بن نافل؟، ضغط للتنازل عن المستحقات، إغلاق باب التدرب في وجه، رفض كل محاولاته للوصول لحلول ودية.
الصمت ليس حلًا:
حتى الآن لا يوجد شيء رسمي مؤكد، لكن الصحفي الإيطالي نيكولا شيريا أكد أن جيوفينكو تقدم بشكوى رسمية ضد الزعيم أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قد تصل إلى استبعاد الهلال من المشاركة في دوري أبطال آسيا.
ما يدين الهلال أنه حتى الآن لم يخرج لنفي تلك الأخبار، لم يخرج لتوضيح الحقيقة، خاصةً وأن أنباء المعاملة غير اللائقة تتردد من بعض الإعلاميين السعوديين بخلاف التأكيدات من الإعلام الإيطالي.
يظن مجلس بن نافل أن الصمت أمام جميع الأنباء هو الحل، لكن حقيقة الأمر أن تجاهل مثل هذه الأخبار التي تشوه سمعة الكرة السعودية، يعني حدوثها بالفعل، فهي ليست مجرد أخبار تتردد في الوسط الرياضي السعودي، إنما خرجت خارج حدود المملكة، لتتناقلها الصحف العالمية، فكيف يكون الصمت حلًا؟!
الآن صورة الكرة السعودية أمام الصحافة الإيطالية هي الأسوأ، فالأمر لم يحدث مع لاعب صغير مر على المستطيل الأخضر مرور الكرام، إنما هو نجم يوفنتوس الأسبق.
EPAشوهتم الكرة السعودية:
خرج من المملكة الكثيرون من قبل، دافعوا عنها أمام اتهامات الإعلام الأوروبي، ونقلوا صورة رائعة، كالمغربي نور الدين أمرابط، الذي رفض كافة اتهامات بوجود عنصرية واضطهاد للمرأة، والبرازيلي إلتون جوزيه، الذي أنشأ مدرسة لتعليم كرة القدم باسم المملكة في البرازيل، والفرنسي بافيتمبي جوميس، الذي يعتبر سفيرًا للمملكة في بلده الأم السنغال أو في بلد المنشأ فرنسا، والذي لا يترك أي فرصة إلا وتحدث بإيجابية عن السعودية.
لكن لنتخيل الآن كيف من الممكن أن يستغل جيوفينكو الموقف، لتشويه المملكة ورياضها، في وقت تسعى به وزارة الرياضة وولي العهد للنهوض ومنافسة الدوريات الأوروبية؟، لن يفعل جيوفينكو، لكن يكفي أن يقص على إعلام بلاده الطريقة التي تصرف بها معه مجلس فهد بن نافل، يكفي أن يحكي جيوفينكو فقط ما حدث، دون أي إضافات، وقتها انطباع الموقف سيدوم.
al hilal twitterفلتتحمل لجنة الاحتراف المسؤولية:
الآن وأمام إصرار مجلس فهد بن نافل على الصمت أمام ما يتردد، على مسؤولي لجنة الاحتراف تحمل المسؤولية والخروج لتوضيح الحقيقة.
أما أن كان ما يتردد هو الحقيقة فإن خطأ إدارة الهلال لن يغتفر، ستحتاج لسنوات لتحسين صورة المملكة ورياضتها مرة أخرى في إيطاليا وبعض الدول الأوروبية.
لو كان صحيحًا أنه تم إغلاق باب التدريب في وجه جيوفينكو من أجل إجباره على الرحيل، فلتتدخل لجنة الاحتراف، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإصلاح ما كسره الهلال في نفس جيوفينكو تجاه المملكة ورياضتها.
اقرأ أيضًا..
الأصفر الكبير والأصفر الصغير .. فتنة أشعالها الصغار وانتشرت كالنار في الهشيم!
كيف تُدار الأمور؟ .. فليتعلم النصر من الاتحاد المصري لكرة القدم!


