حقق الهلال السعودي انتصارًا قاتلًا وصعبًا جدًا على باختاكور الأوزبكي ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2020، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط يحسم بهم عمليًا تأهله لدور الـ16 قبل ثلاث جولات من نهاية مرحلة المجموعات.
بطل دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي تقدم أولًا بهدف سيباستيان جيوفينكو قبل أن يُعادل إرين ديرديوك النتيجة لصالح باختاكور بعد دقائق قليلة من طرد حارس مرماه، وفيما كان الجميع يستعد لنهاية اللقاء بالتعادل سدد هتان باهبري كرة جيدة غيرت اتجاهها ودخلت مرمى الحارس البديل لتُهدي الهلال انتصارًا ثمينًا.
نستعرض معًا 7 ملاحظات من اللقاء ..
1- أداء الهلال المتوسط ومعاناته خلال المباراة أمر مفهوم ومقبول تمامًا نظرًا لعدة ظروف محيطة باللقاء، أبرزها عاصفة كورونا التي اجتاحت الفريق وأبعدت بعض نجومه المهمين عن المباراة، بجانب تأثير ذلك نفسيًا وذهنيًا على بقية اللاعبين، وكذلك حالة الاسترخاء المتوقعة عقب التتويج بلقب الدوري السعودي، وأخيرًا قوة الفريق المنافس وامتلاكه ما يلزم لتقديم مباراة كبيرة أمام حامل اللقب.
2- منظومة الهلال الدفاعية عانت كثيرًا اليوم أمام محاولات باختاكور الهجومية، ومعاناة الزعيم دفاعيًا ليست جديدة وقد حدثت مرارًا في الدوري السعودي، لكن الأمر كان أسوأ اليوم نتيجة غياب 4 عناصر مهمة جدًا في تلك المنظومة هي لاعبي الوسط سلمان الفرج وجوستافو كويلار بجانب المدافع الأيمن محمد البريك وقلب الدفاع محمد جحفلي، وصراحة لا أفهم لماذا دفع المدرب رازفان لوشيسكو بقلب الدفاع عبد الإله الحافظ في ظل تلك الغيابات! كان الأفضل الحفاظ على قوة العمق الدفاعي بتواجد جحفلي أو علي البليهي بجانب جانج هيون سو.
3- الهلال كان واضحًا منذ البداية أنه يريد الفوز بأقل جهد ممكن وهذا طبيعي جدًا نظرًا لظروفه قبل اللقاء، ولذا كان اعتماده الأكبر على نقل الكرة سريعًا وتنفيذ الهجمات المرتدة اعتمادًا على قدرات لاعبيه الفردية في المنظومة الهجومية، وقد ضغط في البداية بهدف إحراز هدف مبكر يُمكنه من تطبيق هذا الأسلوب بأريحية، ونفذه بالفعل بعد هدف جيوفينكو ومنه استطاع بافيتمبي جوميس أن يُورط حارس المرمى ويطرده من الملعب.
social mediaما عاب منظومة الهلال الهجومية اليوم اللمسات الأخيرة للاعبين، أحيانًا غلب عليها الرعونة والتسرع، وأحيانًا أخرى الفردية واللامبالاة! وباعتقادي أن تأثر اللاعبين ذهنيًا بإصابات كورونا والحالة الاحتفالية بالدوري أدى لذلك.
4- الهلال يزدحم بالنجوم، لكن يبقى ياسر الشهراني نجم ذو مكانة خاصة في الفريق، هو لاعب يستطيع النجاح والتألق في أي دور يُسند له وأي مركز يلعب به، يُضحي دفاعيًا ويمتاز بانطلاقات مبهرة هجوميًا .. هو الظهير الأيسر الأفضل في السعودية وكرة القدم العربية وربما الآسيوية أيضًا.
5- أمير كردي خيب الآمال اليوم، لم يكن اللاعب القادر على تعويض غياب محمد البريك، لا دفاعيًا ولا هجوميًا، وقد تفوق عليه نجم باختاكور الخطير والممتاز جلال الدين مشاريبوف بشكل ساحق واستطاع صناعة الفرصة التي أنتجت هدف التعادل. لذا لا أعتقد أن قرار الهلال التخلي عنه بنهاية الموسم به أي ظلم له خاصة مع وجود مدالله عليان.
6- لوشيسكو سعى للفوز عقب التعادل والتفوق العددي، ولكن ليس على حساب التعرض لخطورة الخسارة، لأنه كان يعي تمامًا خطورة هجمات باختاكور المرتدة، ولذا لم يُغامر سوى عند الدقيقة الـ89 بإجراء تغيير ممتاز جدًا.
ماذا فعل؟ المدرب الروماني أشرك البليهي وباهبري بدلًا من المحور ناصر الدوسري والظهير الأيمن أمير كردي، وقد حول طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-1-4-1 بتواجد باهبري وجيوفينكو خلف جوميس، وتواجد سالم الدوسري وأندريه كاريلو في الطرفين، مع نقل الشهراني للجانب الأيمن من الدفاع ووضع البليهي ظهير أيسر.
هذا الأمر لم يُنفذ سوى لدقائق قليلة، لكنها كانت كافية ليزداد ضغط الهلال خلالها كثيرًا وبقوة مما أسفر عن هدف الفوز الثمين بتسديدة من باهبري من المكان الذي دخل الملعب ليلعب به، وإن سانده التوفيق بارتطام الكرة بأحد لاعبي باختاكور وتغيير اتجاهها، وهذا بالطبع لا ينتقص من إيجابية التغيير من جانب لوشيسكو.
7- نقطة أخيرة خاصة بالفريق الأوزبكي، لاعبه صاحب القميص رقم 9 "جلال الدين مشاريبوف" قدم نفسه اليوم جيدًا جدًا للأندية السعودية الباحثة عن جناح يُضيف لهجومها، يمتلك مهارات ممتازة ورؤية رائعة للملعب بجانب لياقة بدنية حاضرة ... باعتقادي قد يكون حل ممتاز للأهلي والاتحاد وحتى النصر بدلًا من أحمد موسى.


