أي مرحلة تأتي بعد نجاح غير مسبوق، ينبغي أن يكون بها حافزًا، يلعب دورًا في تحريك دوافع الجميع نحو مواصلة تحقيق الإنجاز والاستمرار فيه، وهذا لم يحدث في الهلال بعد أن حقق ثلاثية تاريخية ألا وهي: " الدوري والآسيوية وكأس الملك"، والتي لم يسبق لفريق سعودي أن حققها من قبل.
فبعد أن استطاعت إدارة نادي الهلال بقيادة الرئيس الذهبي فهد بن نافل أن تنجح في الظفر ببطولة دوري أبطال آسيا، لم تدفع "مهر" المحافظة عليه، وذلك بالإبقاء على نفس عناصر الفريق دون خلق أي إضافات أو حوافز، من أجل مواصلة المشوار نحو تحقيق البطولات، وهو أمر ينطبق كذلك على مدرب الفريق الروماني المقال رازفان لوشيسكو، الذي بدأ الموسم وسط أخطاء عدة ومتكررة، وكأن حالة الشبع الكروي قد وصلت أقصاها لمدرب حقق إنجازًا لم يحققه من سبقه.
الجزء الأهم في تذبذب المستويات هو اللاعب، فهل لاعبو الهلال "تشبعوا" بطولاتيًا؟
نجوم الزعيم سيطروا على معظم بطولات الكرة السعودية آخر 5 سنوات(3 مرات بطولة الدوري، كأس ولي العهد، مرتين كأس الملك، كأس السوبر)، كذلك تحقيق البطولة الأهم وهي دوري أبطال آسيا، فهل توقفت طموحاتهم عند هذا الحد من الإنجازات؟
حتى يعود الدافع والرغبة في تحقيق الإنجاز من جديد، على نجوم الزعيم أن يعيدوا ترتيب أوراقهم والظروف التي تحيط بهم، وكذلك العودة من عند أول تعثر لهم، لا من آخر منجز حققوه، ففي آخر 15 لقاء للهلال لم ينتصر إلا في 3 مباريات فقط مقابل 6 تعادلات و6 هزائم، لم يتعرض الزعيم لمثل هذه الإحصائية من سنين طويلة، فالفريق الأزرق هو أحد أفضل الفرق من النواحي الإدارية والمالية، وهذه النتائج لا تعكس مدى الاستقرار الإداري في الفريق.
الهلال ما زال أحد المرشحين للمحافظة على لقبه، خبرة اللاعبين سيكون لها دور في الحصول على اللقب متى ما رغبوا بالعودة لمستوياتهم المعروفة.
ختامًا، استحضر مقولة لنجم الهلال السابق نواف التمياط: "الحاضر ماضيكم في المستقبل، فاجعلوه ذهبًا وأثرًا لا ينسى"، فهل يعي اللاعبين أهمية هذه المرحلة في مسيرة الأزرق؟


