يبذل الهلال جهودًا مضنية للتعاقد مع فيكتور أوسيمين خلال سوق الانتقالات الصيفي الذي سيفتح أبوابه بعد أقل من 24 ساعة، ولكن هل الأمر يستحق كل هذا العناء وتلك التضحية المالية؟ هذا ما ننوي نقاشه اليوم.
الهلال يمتلك في خط الهجوم الهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، ومعه الشاب البرازيلي ماركوس ليوناردو، ومعهما الثنائي السعودي عبد الله الحمدان وعبد الله الرديف، هذا بجانب عدد كبير من الأجنحة المحلية والأجنبية.
المدرب الجديد، سيموني إنزاجي، لن يجد أي مشكلة في الهجوم عند اللعب بمهاجم وحيد وخلفه عدد من لاعب الوسط والأجنحة، إذ يمتلك الفريق بالفعل الخيارات المناسبة لذلك، لكن علامة الاستفهام ستظهر عند اللعب بطريقته المعتادة والمفضلة 3-5-2، التي تعتمد على وجود مهاجمين.
إنزاجي أعتاد طوال مسيرته المهنية الاعتماد على مهاجمين في الأمام، أحدهما متمركز داخل منطقة الجزاء، هداف يُجيد اقتناص الفرص، مهاجم بونتا كما يُوصف بالإيطالية، ومهاجم آخر متحرك يُجيد اللعب خارج المنطقة وتبادل الأدوار مع القادمين من الخلف وخلق المساحات، ما يُسمى بالتريكوارتيستا بالإيطالية، وقد كان معه في إنتر رمويلو لوكاكو ولاوتارو مارتينيز ومن ثم رحل الأول وعوضه ماركوس تورام.
بالنظر لمميزات المهاجمين المطلوبين من إنزاجي في الهلال نجد أن ميتروفيتش وليوناردو مثاليان! فهما مناسبان جدًا للمهام المطلوب تأديتها من المهاجمين في طريق لعب المدرب الإيطالي، بحيث يلعب الصربي دور المهاجم المتمركز داخل المنطقة انتظارًا للفرص من تمريرات عرضية وأخرى بينية، فيما يؤدي البرازيلي دور المهاجم المتحرك حول منطقة الجزاء وداخلها.
والجميل أن الثنائي يمتلك لمسة أخيرة ممتازة، بغض النظر عن الفرص التي أهدرها ليوناردو في مونديال الأندية، وقد أثبتا ذلك مرارًا وتكرارًا في الموسمين الماضيين، فنحن نتحدث عن لاعب سجل 68 هدفًا وصنع 15 خلال موسمين تخللهما فترة طويلة من الإصابة وآخر أحرز 26 هدفًا وصنع 4 خلال موسم واحد.
ما الداعي لاستبدال ميتروفيتش، القادر على التسجيل بالقدم والرأس وصاحب القوة البدنية الهائلة، بآخر لا يبدو متحمسًا تمامًا للعب في الدوري السعودي وسيُكلف الكثير من المال، باعتقادي أن الأفضل جلب مهاجم يمنح إنزاجي فرصة المداورة بين المهاجمين الثلاثة، وتوفير المال المرصود لصفقة النيجيري لدعم الدفاع خاصة ومن ثم الوسط، لأن حاجة الهلال للاعبين أجانب بهما أكثر.
أوسيمين مهاجم فتاك دون شك، ولكن هل يتضمن ضمه رفع جودة الفريق بتلك الدرجة الموازية للتضحيات المالية؟ لا بالتأكيد، خاصة بالنظر لتاريخ اللاعب وعلاقاته مع الأندية التي لعب لها وتردده الطويل في اتخاذ قرار الرحيل إلى دوري روشن.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)

